المرأة في بلادنا حرة .. ويكفيها ان حريتها كاملة في امتاع الرجل !!



حامد حمودي عباس
2008 / 11 / 2

أنني حقا لا استطيع مغادرة فكرة تحاصرني في كل لحظة احس خلالها بادميتي وتدفعني قسرا باتجاه الامعان في تذكر المرأة وصيرورتها التي اصبحت سبة عليها في كل نواحي حياتها اليوميه ، المرأة الانسانة في الشرق العربي وغربه عموما تعيش الان عصرها المملوء بالنكبات ، بعضا منها تحس به كونه يطفو فوق اسقف زمنها المغبر والبعض الاخر اضحى جزء من قدرها وصار حقيقة لا تجد حتى هي بذاتها طاقة للتعبير عن رفضها له وان كان ذلك في السر . قضية المرأة تفنن العابثون بكيانها في اختصارها الى حدود ضيقة جدا ، بحيث انحسرت مساحة مطالبتها بحقوقها الى حيز لا تعثر فيه الا على فتاة الحقوق ، وبدا لها وكأن التمتع بحق الانتخاب أو التعيين في مراكز القرار أو الحق في الطلاق عن طريق المحاكم هو نهاية العالم ، وارغمت على العزوف عن الحديث عما يمر بها من حيف ظالم يمس انسانيتها عندما تخترق جسدها شرارات كريهة من رجل كريه لا تقوى على رفضه مع ما به من صفات تجعله انسان بالخلق لا غير ، فتسكت عنوة مخافة الجهر بالامها خشية الرمي بالفحش وعليها ان تمتثل لارادة مجتمع سخيف ومنافق وكذاب ، مجتمع يعمل بغير ما يقول ويسير بهدى قوانين الغاب لا ترده عن غيه صورة مجتمعات تطورت ووضعت سننا انسانية رفيعة المستوى عاش في كنفها الناس بكل سعادة ورفاه .
كثيرون ممن يحملون هموم بلدانهم على اكفهم في شرقنا العربي وغربه لا زالوا يعتقدون بأن حمل قضية المرأة على محمل الجد في مجمل عملية النضال السياسي والوقوف عندها بعناد قد يكون من باب الترف الفكري امام قضايا مركزية اخرى تمس حياة الشعوب ، وأنا بطاقاتي الفكرية المحدودة والمتواضعه أجد بالفطره بأن قضية المرأة في بلادنا هي قضية مركزيه قد ترقى الى افاق اعلى واوسع من الكثير من القضايا التي يقف عندها مفكرونا على اختلاف مستوياتهم باعتبارها قضايا محورية وهامه ، ويكفي أن نقر جميعا ان لا حياة بلا نساء كما هي حقيقة ان لا حياة بلا رجال .. وما يجعل كفة المرأة اكثر وزنا من حيث القيمة الاجتماعية والانسانية عموما هو انها تعبير عن جمال ورقة وعطاء انساني ثر اضافة الى انها تحتضن وتربي وتقاتل شضف العيش وتحرث بمخالبها ارض قفراء لتحييها وتطعم اطفالها في زمن الحصار والحروب وتساند زوجها فتمنحه حبا وتهبه جسدها المتعب لتعطيه ما يطفيء ضمأه رغم تعبها ومعاناتها وكدها المستمر بلا راحة .
المرأة في بلادنا .. بلاد الايمان المشبعة ببركات الصالحين وقد اختارت السماء لهم قبورا فيها وميزتها عن غيرها من بقاع الارض ، لا تجد لها متسعا لتقول ماتريد بل انها تعبر دائما عما نريد نحن الرجال .. فنحن ( قوامون ) عليهن في كل شيء .. حتى على سرر الزوجية أو مخابيء الزنى فنحن الرجال لنا القرار ولنا حسم الامور ، لنا ان نختار مكان القبلة واختيار مكان المداعبة فنمد ايدينا الى أية مساحة نشاء من جسد الحبيبة الملقاة على قفاها لا تقوى على ابداء أية حركة حره .. ويطاردها شنار العيب في كل تصرف تتمناه كما يتمناه ذلك الكيان القوي القابع فوقها أعمى وأصم وأخرس يلهث لبلوغ مبتغاه فحسب .. وهي التي عليها ان تسمع وحينما تناقش فالرأي الحاسم للرجل كما اوصاها دينها وترك لها السلف الصالح من قيم ، ويكفيها فقط ان تكون حرة في اختيار الوان ستائر منزلها ونوعية سجادة الارض وترتيب اثاث المطبخ .
المراة في بلادنا .. مذبوحة على دكة العدم وجلدها مسلوخ دون رحمه يطاردها ( العيب ) في كل مكان ، تمر حياتها وكأنها لا حياة .. بل مجرد صور باهتة الوانها لا تنطق بشيء سوى الجفاف والتعب والسهر وتحمل اعباء الفقر والحرمان من التمتع بأية هبة من نسيم الربيع الانساني الجميل .. انها لا تفكر ابعد من حدود لحظتها ولا تريد اكثر من ( الستر ) وكسب رضى الجيران وتكفيها حسن العاقبه . لقد روضوها بعنف وطول نفس على ان تبدو سعيدة وهي تموت ، وقالوا لها بانك ستكونين في عليين من جنة الله لو سجدت لزوجك كما تسجدين لربك .. وعلموها مع مرور الزمن بان تطيع ولا تقترف ذنب الكافرات فتهب نفسها حقا هو ليس لها وتبتسم في حضرة رجل غريب ، أو تكشف عن يديها وهي تسير كالدابة وراء حاميها لا يضهر منها الا سواد في سواد ، وحتى المتنورات من نسائنا هن في ضيق من الحال ولا تبدو لهن مكامن هذا الضيق من فرط هول المصيبة التي تحياها النساء في بلداننا منذ العصور الوسطى ولحد الان .
المرأة في بلادنا .. كيان مهزوم مهما بالغت تلكم اللواتي يدعين التحرر من قيمومة الرجال في ابداء البعض من علامات الرضى عما تحقق ، وما اكتسبته المرأة في بلادنا لحد الان هو محض افتراء خلقه الرجال ليكرسوا سيطرتهم ويقيموا صروح ممالكهم وينالوا من النساء كأجساد قبل أي شيء . فالمرأة لها حرية هز وسطها والتلون بالوان قوس قزح والتعطر بالعطور الفرنسية الراقيه واختيار قصة الشعر المناسبه بل ولها كامل حريتها ايضا بالتفنن في حركة ساقيها وهي تمشي بحيث لا يفوتها أن تبرع في اثارة ذلك الجبار المنصب بقرار أعلى حتى يرضى عنها ، ولا مانع من أن يكون هو نتن الرائحه يفوح من فمه عفن التدخين وخميرة الكحول أو أن تكون لحيته توخز الحجر تيمنا بالسابقين من السلف الصالح ، ولها حريتها غير المنقوصة في توفير سبل اللذة لزوجها عملا بالاية الكريمة ( وأتوهن انى شأتم ) شريطة أن لا تأخذها العزة بالاثم وفي لحظة شعور بالذات أن تبدي وقاحة وتطلب أن تأتي هي زوجها أنى تشاء ، ولديها حرية اخرى ايضا وهي حرية عظيمة المنزلة واقصد بها ذلك الخيار طيب الذكر والذي منحها اياها المتصدقون عليها في أن تختار بين الطلاق القاسي أو الرضى بتعدد الزوجات .