اي عتمة رسمت بدربك يأمرأة العراق



فاطمة العراقية
2008 / 11 / 12

اعزائي القراء انني هنا لست بصدد تقليب المواجع ولا الغم او الهم..فقط كي لا انسى او ينسى من الذي شارك بمأساة اهل بلادي ..
سأعود لانها سنتان وشهر من الذكريات المرة ..
وصور امهاتنا الثكالى واخواتنا المنهكات بثقل الدرب على اكتافهن..ورسم الوجوه الكالحة بحدقات عيونهن التي اتعبها سهر الفراق وعتمة ليل الوحشة ..
نعم انه يوم من ايام سجن (ابو غريب )اللعين السجن الرمادي كأيامهم ...فجرا جديدا يحملنا من بساتين ديالى وبعقوبة البرتقال .وغبش البرد والضباب الذي يلف طرقات مسارنا ..
مع ترتيل الديك الفجرية سرنا الى مديات القلعةالتي تضم بين جدرانها اوسمة الشرف على صدر العراق وبناة تربته الحقيقين
من بعيد تلوح مترامية تحيطها اسنان مدججة برعب يفح فحيح الافاعي ..ترجلت النسوة والاطفال والشيوخ امام القلعة الداكنة طوابير تغلي بين مطر غزير ينزل مدرارصب علينا صبا رغم انوفنا نحن نقف تحته واوحال نحاول التخلص منها بين زحمة المواجهين .......
هناك بين جموع الواقفة(سيدة بعبائتها ولفائفها العابقة برائحة (السعد الاسود وطيب المسك تعطرت )بلكنتها الجنوبية العذبة انها ام لشابين تحاول الاستفسار عنهم هل هم بين نزلاء السجن ام في غير مكان ام انهم لازالوا في المكان الذي نطق بحكمهم ,انها تترقب ومعها اثنان لااعلم هل هم اولادها ام اقربائها ,توقفنا في انتظار ان تفتح الينا باب جهنم التي تضم خلف جدرانها من نحب ونعشق.. في ظلمتها المعتمة .
لقد (طال الانتظار قلت والله انا معك لارى صبرك وجلدك ياحبيبة قلوبنا )(مشكورات يابعد عيني ردت بلهجتها الجنوبية )
ابدا انك وحدك ونحن حماماتك التي تلوذ بقربك .
انها السادسة صباحا ونحن ننتظر والبرد يشد بأضلعنا..
كان صباحا ضبابيا رماديا حزينا لااعلم .هناك هاجس يحدثني يعبث برأسي هناك شيء سيحصل .
انني مكتئبة وخائفة على خالتنا هذه قلت لصديقتي التي بقربي وزوجها مع زوجي في المحنة الوطنية ,ونحن في الهم سوى ندفع ثمن وطنيتنا ولازلنا !!!!
انا مثلك قلقة انهم لايحفلون بمن يقتلون او يعدمون ..
مرت الدقائق كأنها دهور فتحت باب الجحيم وانجرفنا بتيار بشري يموج موجا بين تدافع وركل الى ان وصلنا طابورا اخر
اه امنا سيري معنا انك جديدة لاتعرفين دهاليزهم ومتاهات (ابو غريب)المظلمة التي تضم اقحوان العراق وزهور اولاده ..
نعم معكن يابناتي قضينا يومنا الى منتصف نهاره .
بين (دمعة وابتسامة ينكظي وياك عمري ) الى ان ودعناهم من افرغ همومه ولوعته واشتياقه ابدلنا الملابس باالملابس
والشراشف بالشراشف بين متسخ ونظيف كي نبقى على صحتهم وعافيتهم بين جدران تتنفس عفونة وعتمة قاتلة .
عدنا سائرين بدروبه الطويلة المتعبة ..
انها امنا معنا (اه امي لم تجدي ولديك لايايمة يكولون موجودين )
نعم انشاء الله خيرا وصلنا استعلامات السجن الخارجي .
قلت لصديقتي لننتظر لانغادر امنا لوحدها قد يحصل شيء
وافقتني صديقتي وبقينا ننتظر معها مرت ساعات ونحن امامهم ننتظر الخبرالذي يحمل معه مفاجأةقد تكون سعيدة او العكس قد تكون فاجعة لهذا بقينا تحسبا لهذا مع السيدة الام الثكلى ..
نودي على الرجلين اللذين معها نعم هوالخبر المشؤوم لقد اعدموا وسيتسلمون جثثهم هي الى الان لاتعلم .
خرجوا صدقوني بحق الحق الى الان لن انسى وحوههم كيف كانت شاحبة جدا كأنها وجوه موتى على ارجلهم يسيرون
(الله واكبر )أي قلوب قدت من الصخر الهي قلت وانا انظر اليهم عيونهم حمراء دامعة والصمت يسود المكان حتى نحن وجمنا من هول الصدمة التي منيت بها امنا العراقية الجنوبية
كانت اياديهم ترتجف والسيجارة تتراقص على اصابعهم.
.................
اما اامنا لااقول ماذا فعلت ولااعرف كيف اصوغ نحيبها
لقد ادمت القلوب وابكت الصخر قبل العيون الى الان اشعر بقشعريرة تنتابني والم كبير حين اتذكر كيف حضنتها وبكينا بدموع تحرق وجناتنا وتنهمر بغزارة ..
اخذت تنوح وتلطم وتشق الجيوب وهالت التراب على رأسها
كان مشهد لاينسى امام عيني كيف تمرغت برماد نارهم التي يوقدونها ليلا من برد الشتاء المعسم.
اخرها جاء وا بالشهدين ونحن بين دموع وصراخ الى ان وضعوا على سقف سيارتهم وارتحلوا .
كان يوما قاسيا وداميا في لوعته وجمرته ..
لكن هنا اقول الى من يسمع او يقرأ هل انصفت المرأة العراقية
وهل كوفأت العكس لقد مرت عليه مصائب لو صبت على الايام صرنا لياليا
(ابني ويامحبس يميني ويازهوة الدنيل بعيني ... بعدك ييمة من يجيني)..
ياليت شعري ياامي واختي هل انصفنا الزمان والذين جاءوا بالتغير ام زادونا هما وغما وقحطا وتشتتا ..
انها حقيقة اضعها بين يدي من لايتعظ من عبر الزمان..؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!