كيف نكون مجتمع سوي .. ونصف تعدادنا تقريبا ً ناقص عقل ودين ؟؟



محمد عابدين
2008 / 11 / 29

كيف نحيا أسوياء وسط المجتمع العالمي ومعلمنا الأول غير مكتمل النمو العقلي ؟؟
وفاقد الشيئ لا يعطيه .. المرأة ناقصة عقل ودين ..
ما الذي يمكن أن تعطيه إمرأة ناقصة عقل ودين لأبنائها ؟؟
وكيف يعطي من لا يملك .. قياسا ً للمفهوم العامي لهذه المقولة ؟؟
كل تلك الأسئلة نوجهها حيث وجهتها الطبيعية بيننا .. ومن أين لنا أن نجيب عليها و :
المرأة هي الأم والحاضنة .. هي أول درجة من درجات المعرفة بموجب إلتصاقنا بها طوال فترة الطفولة .. تعطينا ونكتسب منها !!
الغذاء .. النطق .. الكلام .. الحركة .. المشي .. السلوك .. العادات

المرأة عورة كلها

ألم ُتخلق تلك المرأة من نفس النفس التي خلق منها الرجل !!
أبدونها كانت للمجتمعات وجود !!
فلماذا نعايرها بما خلق الله عز وجل فيها ؟؟
ولم نكتفي بمعايرتها بل حبسناها خوفا ً من عارها !!
وكإنها ليست بإنسانة تقوى على التحكم في نفسها وغرائزها
ولا تستطيع أن تغض بصرها !!
وأتساءل :
لماذا لم يلتصق بنا .. العار الذي يلازمها وهي أمنا ؟؟
أخلقها الله عز وجل ليكون من كل تسعة وتسعون إمرأة .. واحدة فقط في الجنة والآخريات في النار .. لمجرد أن الله عز وجل خلقها على صورتها الأنثوية
أي منطق هذا الذي نتعامل به مع نصف مجتمعنا !!
أي منطق هذا نرى فيه أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا على صور معلولة ناقصة !!
ُترى في هذه الحالة هل تكون معرفتنا كاملة بحكم التعاليم الناقصة الناجمة عن عقل قاصر النمو ناقص؟؟
لو تم القياس على مفهوم تلك العبارة بعيدا ً عن المفهوم الديني .. خصوصا ً في ظل مجتمع تسوده الافكار والفلسلفات التي تحط من شخص المرأة وشخصيتها .. إضافة لامتهان كرامتها .. مجتمع ذو نظرة دونية للمرأة بعيدة كل البعد عن كونها انسانة مملوءة بالحب مفعمة بالعطاء !!
والسؤال الأم هنا هو :
كيف نكون مجتمع سوي .. ونصف تعدادنا تقريبا ً ناقص عقل ودين ؟؟
كيف نحيا أسوياء ومعلمنا الأول غير مكتمل العقل ؟؟
ُترى كم عدد النساء التي تتأثر بها شخصية أطفالنا عموما ً.. وطبعت ملامحها عليه .. ومنهن :
الأم .. الـُمدرسة .. الـُمربية .
ماذا لو كانت كل منهن منتقصة الشخصية ؟؟
هل سيخرج من تحت أيديها شخصيات سوية ؟؟

أقول أن الآمر حقا ً ملفت للنظر
ولكن حيث أننا في كثير من الأحيان نتقبل أموراً نحن غير مقتنعين بها أصلا ... فكانت النتيجة تلك التي نحن عليها الآن من أوضاع يرثى لها
نطبق ما توارثناه دون أن نلتفت حتى إلى مقارنة حالنا وحال الأمم المتقدمة .. ولم نحاول أن نسأل أنفسنا :
لماذا تقدمت تلك الأمم ؟؟
فتلميذ الإبتدائي عند تلك الأمم لديه ثقافة علمية وإجتماعية تعادل حاملي المؤهلات العليا و الجامعية عندنا .. ولنقل صراحة .. بل أعلى وأمتن منه ثقافة وعلما !!!
وحاول مرة عزيزي القارئ أن تسأل شاب جامعي عما نال من ثقافة عالمية .. وعن حصيلته منها .. ومفهومه عن الحياة عموما ً والمرأة خصوصا ً .. غير كونها متاع ومتعة .
إنظر في عيون الشباب عندما تقع على إمرأة .. , وإبحث داخلهم عن مفهومهم عن تلك الإنسانة .. كإنسانة .. ستجد إجابتهم تتطل عليك من نظرة محصورة بين الشهوة و الشهوانية !!
إنهم يبحثو عن جسدها وليس عقلها .. عن إنوثتها وليس فكرها ..
يبحثون عما سيأخذوا من هذا الجسد البض من متعة .. وليس ما ستعطيه هي من عاطفة ، وعقل ، وفكر .. يساعد على تقدم المجتمع ونموه .
وصلت الجرأة بهذا الفكر المخيم بالعقلية الذكرية لدرجة تجد معها الشباب يلهث بالنظر للمرأة ولو كانت بجوار زوجها وأبنائها ، يعريها في مخيلته و .. .. ، بإختصار ستجد نظرتهم نظرة جنسية بحتة .. نعم إنها الغريزة التي جبلنا عليها .. وترعرعنا معها وتوارددت لنا عبر الزمان والمكان والنقل والتداول والتقديس لأقوال قوم تلك كانت عاداتهم وتقاليدهم .
وأتساءل :
ألم يكن هذا دليل على إستمرارية تلك النظرة البدوية الصحراوية للمرأة ؟؟
حيث كان لا فائدة منها سوى متعة الرجال في مجتمع خالي من المسئوليات عدا الرعي والبحث عن مصادر المياة والكلأ لأنعامه لا غير .. فكانت إحدى أهدافه هي العودة لنسائه للتسرية والتسلية يلاعبها وتلاعبه .. وكبير همه هو الحصول على أكبر عدد منهن تارة بالمقايضة وأخرى بالبيع والشراء وثالثة أثناء غارات القبائل على بعضها البعض فينالها كغنيمة بالسبي و بالغصب والإغتصاب والإنتهاب ، وإستمرت تلك النظرة حتى الآن لدى مجتمعاتنا رغم التطور الملحوظ ، إلا إن تلك النظرة خجلت من نفسها وتوارت داخل العقول تظهر وقت الحاجة .

ورغم تتطور الحياة وسبل العيش وبعض السلوكيات إلا أن الخوف من المرأة كونها عار على أهلها حتى تتزوج ليتحول العار لزوجها بعد توليه مسؤوليتها
مازال في فكرنا حتى اليوم .. متجاهلين كل مساعي المرأة لإثبات عكس ذلك .
( جواز البت سترة )

ورغم حصارها المألوف إلا إننا نرى أنه قد تدخل تعليم المرأة وخروجها وإنخراطها في عالم الثقافة والمعرفة في شق كبير من تغيير في الحياة العامة وسلوكيات المجتمع .. وكان له أثرفعال في تعديل أوضاع مجتمعية كثيرة .. وهذا الأمر واضح وضوح الشمس ، ولكننا كعادتنا لم نستغله أحسن الإستغلال .. فبحكم عاداتنا وتقاليدنا كمجتمع ذكوري تجاهلنا مفهوم حرية المرأة خوفا ً من نقصان عقليتها ودينها كما تعلمنا وتربينا وترعرعنا ونمت ثقافتنا .. وتهيبنا من العار الذي يلاحقها أينما ذهبت .. وعيبنا منطق مساواتها بالرجل .. وإعترضنا بدواعي كثيرة من أهمها دعوى العرض والشرف على خروجها من بيتها .. وكأن المرأة حيوان لا يمكن أن تتحكم في غرائزها .. وباءت كل محاولات المرأة بالفشل في إرضاء المجتمع الذكوري ومحاولة نزع تلك النقيصة منه .. عجيب أمر هذا المجتمع .. يأبي أن يرى المرأة على صورة إستقلالية .. ويتلذذ بإرغامها ورؤيتها في صورة إزلالية لدرجة إنك تلاحظ من نصائح الزواج أن (( يذبح لها القطه )) , والأعجب إنك تجدنا وكأننا ننافق أنفسنا .. وهذا ما تعلمه المرأة جيدا ً بحكم فطرتها .. نطالبها بالإقرار في البيوت ، في نفس الوقت نوافق على خروجها بقيود وشروط في مقابل إستغلال دخلها للإنفاق سدا ً للحاجة والعوز ، نتغاضى عن ملبسها اللاصق بجسدها في مقابل إرتدئها الحجاب ، نتعامى عن جهلها في تربية أولادنا في مقابل وجة غذائية وملبس نظيف وليلة في سرير .. .. .. تتعدد أوجه التناقض ولا مجال متسع لسردها .. ولكن في النهاية نقول :
أن هناك نقيصة فعلا في فكر المرأة عموما منشأه إهتزاز شخصيتها التي هدمناها بأيدينا وفكرنا .. ولا نلوم إلا أنفسنا
لو قارنا وضع المرأة بين الأمم
إخلو سبيلها من ذلك الحصار الفكري لنرى أجيال تتقدم بمجتمعنا لتلحق بركب الأمم المتقدمة
فكوا قيدها الفكري والمعنوي
لتستوي شخصيتها ويعود أثر هذا الإستواء على أبنائنا
إنها الـَمدرسة التي لم نحسن إعدادها
فبتنا جيل على ما تربى
وصار فكرنا على ما توارثناه
ولكن .. ما علينا الآن سوى تهذيب وترويض أنفسنا لتقبل المرأة في زيها الثقافي والفكري والعقلي الجديد ، بعيدا ً عن جسدها وشهوانيته .. هذا إن كنا نبغي الحفاظ على المسار الطبيعي لمستقبل أولادنا وأجيالنا القادمة دون تشتت او ضياع
كما تنذر به الملامح المرصودة في مجتماعاتنا التي لا تتجه الاّ للمزيد من التطرّف والانغلاق.