نغمة ( المسكول ) !!! أحياناً تحدد ... ؟؟؟؟



إبتهال بليبل
2008 / 12 / 3

اليوم امتلك شهية عجيبة لمقت تلك الظاهرة السمجة التي طفت على الساحة الاليكترونية ، واتهامها بأنها السبب في تدهور الاتيكيت والذوق ، لدي شعور بأن الإنسان الشرقي بدأ يبتعد عن فهم كينونة الذوق ، وألا ما معنى أن يعمل لك ( مسكول ) على حد قولنا أو يحاول أن يكون اتصاله مجرد رنة واحدة وينقطع ، كاستدعاء منه أو دعوة للاتصال من قبلكَ ، أحياناً تشعر بأن الكلمات لا تجدي ، مادامت قد تعني شيئاً مختلفاً للآخرين عن ما تعنيه أنت ...
وساعة أن يرن نقالي رنة واحدة أجدني أضحك وأضحك ، كأنما أرى عقولاً محشوشة الكترونياً ، أشخاص كبار بأعمارهم وأعمالهم ، يصر علي استخدام ( المسكول ) ليجبرك على الاتصال به وعندما تخجل وتتصل تجده يتحدث معك على موضوع يخصهُ أو يطلب منك حاجة ، أو معروفاً تقدمهُ له ...
إذا كنت أيها المتصل تستجدي بعض سنتات لحسابك والحاجة تخصك ، ماذا ستفعل أن حاول أحدهم أن يعمل مثلما تعمل وهو أيضا يطلب معروفا منك ؟؟!! كما أن العجيب في الأمر أنه يحمل جهاز نقال بكذا مئات الدولارات !!!بصراحة أنا لا أجد مبرر لهذه الظاهرة بين الذين تتصف علاقاتهم بنوع من الرسمية ...
لندخل الآن في مقياس أكبر وأوسع قليلاً ، ولنقف على حقيقة بعض الرجال وأنا هنا بالطبع لا أعمم ، لنقول أن رجلا يعمل ( مسكول ) إلى أمرآة ، ليستدعيها إلى الاتصال به ، ولنقول أن علاقتهم رسمية جدا ، ماذا ستقولون في هذه الظاهرة التي بادت تستفحل بين الرجال وخاصة هذه الأيام ؟؟؟ هل هو الفقر والعوز ؟؟ هل هو نوع من أنواع الانتهازية والاستغلال ؟؟ أم هو نوع من رفع أي حواجز مع الآخرين ؟؟ لنترك هذه الفقرات ولنتحدث عن شيء أهم ألا ترون أن نظرة الرجل إلى المرآة في عالمنا مهزوزة المفاهيم ؟ أنا أتصور أن أتباع مثل هذه الظاهرة من قبل الرجل ما هي ألا مرآة لأخلاقياته المهزوزة ومفاهيمه الضائعة المشوهة بين المفهوم الرجولي وألذ كوري ، وألادراك الخاطئ لمفاهيم الأخلاق والذوق ، ربما قد يمنحنا التطور التكنولوجي مرآة لبعض الأمراض المتفشية التي تتبدى فيها مهازل أخلاقيته المعاصرة واهتزاز مفاهيمهُ ...ما ذنبي أن تكون صورة هذا المتصل بشعة أمامي ؟ نعم بعض رجالنا يتباهى بكونه رجلا ومسئولا عن أدارة عمل ما ، ولكنه هارب من خيبته وضياعه الرجولي ، هذا بالإضافة إلى كبته التاريخي عن المرآة ...الحل بنظري أن يتنازل الرجل عن مفهوم تبعية المرآة له ، ويمحي من ذاكرته ( الرجال قوامون على النساء ) الحل أن تكون المرآة قوامة على الرجل ...الرجل اليوم يطالب المرآة بشيء مستحيل ، يكرس جهده على العبودية من قبلها ، وبالمقابل يسمح لنفسه بفسحة استجمام بعيداً عن ساحات حروبه وقتما يشاء ...المطلوب حوار حضاري وعلني حول هذه الأمور للاحتفاظ بما هو أنساني وضمن الاحترام والذوق ، وبما هو ما يشتت وجود الرجل في عالم المرآة ..