هيلاري وجانيت وسوزان .. والعقل الناقص للمرأة المسلمة



ابراهيم علاء الدين
2008 / 12 / 6

أعلن الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما تعيين السيدة هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، والسيدة جانيت نابوليتانو، وزيرة للأمن الداخلي، والسيدة سوزان رايس سفيرة للولايات في الامم المتحدة، وبذلك تحتل المرأة الامريكية ارفع المناصب السياسية في اكبر واقوى دولة في العالم ، وسيكون لهن دورا مؤثرا في صياغة شؤون العالم، ورسم تفاصيل مساراته عسكريا واقتصاديا وثقافيا وعلميا وعلى كل صعيد.
المرأة الامريكية تستطيع ان تتبوأ هذه المكانة الرفيعة . وتستحق عن جدارة شغل المناصب العليا في دولة يقوم نظامها العام على مبدأ سيادة القانون والمؤسسات المتخصصة التي لا تقبل أي خطأ او تقديرات خاطئة، او قائمة على المزاج أو المحسوبية من أي كان ومهما كان اسمه ومسماه من رأس الدولة وحتى اصغر موظف. ويتم اختيار الاشخاص لاعتلاء المناصب الرفيعة على وجه الخصوص على أساس الكفاءة والمقدرة والاقتدار، وليس على اساس الولاءات الشخصية، او العلاقات الشخصية او الانتماءات القبلية او العشائرية أوعلى اساس المحاصصة السياسية.
لماذا تستطيع المرأة الامريكية الوصول الى قمة السلطة، بينما المراة المسلمة "ناقصة عقل ودين"؟؟ سؤال يفترض ان يلح على السنة مئات الملايين من النساء المسلمات، لماذا النساء في امريكا ، وفي المانيا ، وفي الهند الهندوسية، وفي مختلف البلدان المسيحية، والبلدان التي تدين بالبوذية، ولا فرق ان كانت اوروبية او اسيوية، غربية او شرقية ومنها اسرائيل اليهودية، يستطعن ان يصبحن رئيسات للدولة ومستشارات ووزيرات للخارجية ووزيرات دفاع الى اخره بينما المرأة المسلمة "ناقصة العقل والدين" عليها ان تقر في بيوتها ولا تغادره الا للقبر؟؟
فهل هيلاري كلينتون مثلا تختلف عن زينب عبد السلام؟ ، وهل تختلف سوزان رايس عن سوزان احمد، ام تختلف جانيت نابوليتانو عن جانيت حبش، وبماذا تختلف المستشارة الالمانية إنجيلا ميركل عن سعاد او ايمان او خلود او جميلة، وما هي الفروقات بين جولدا مائير اوتسيبي ليفني، او انديرا غاندي او كونداليزا رايس او اورسولا بلاسنيك وزيرة خارجية النمسا .. وبين ليلى حسين ، او فاطمة عبد الرزاق او نوره سعيد، او فوزية محمد، او رنا ابراهيم؟؟
فكلهن نساء، فلماذا عقل الغربية كامل وعقل المسلمة ناقص؟؟ ولماذا تتوالى المراة الغربية والشرقية من غير الديانة الاسلامية جميع المناصب .. رئيسا للدولة (أي القيادة السياسية)، وزيرة للدفاع (أي القيادة العسكرية) ووزيرة للمالية (أي مسؤولية بيت المال) ووزيرة للعدل (أي اعلى منصب قضائي) ووزيرة للثقافة (أي القائد الفكري) ووزيرة للاعلام او الثقافة او الزراعة او التجارة او الاقتصاد، بينما في البلاد الاسلامية ما زال هناك من يروج قول مشكوك فيه "ما أفلح قوم ولو امرهم امرأة"؟؟
السنا هؤلاء نسوة وقد برهنت التجربة التاريخية على قدرتهم وبراعتهن وحنكتهن في ادارة شؤون بلادهن..؟ وحظين بتقدير وتاييد واحترام وتبجيل الملايين من شعوبهن رجالا ونساء؟ فلماذا يراد للمراة المسلمة ان تظل عبدة لزوجها معتقلة بين جدران المنزل لا تغادره الا الى قبرها..؟ .
لماذا لا تطرح المرأة المسلمة هذه الاسئلة وغيرها، لماذا ما زالت خانعة خاضعة قابلة بدورها كعبدة وجارية وأمة، وجزء مما تملكه ايمان الرجل، كل عالمها هو المطبخ وغرفة النوم حتى لو شاركها فيها ثلاثة اخريات يمكن تبديلهن حسب مزاج الرجل... ؟ أي عبودية هذه .؟؟
كيف تقبل المرأاة ان يقول عنها شيخ متخلف ان عقلها اخف وزنا من عقل الرجل وينسب ذلك الى علم التشريح زورا وبهتانا ، ودون ان يكشف عن المرجع العلمي الذي يستند عليه في قوله الكاذب هذا؟
ففي درس ديني متلفز منقول من احدى الحسينات في العراق قال رجل دين موتور امام جمهور من الرجال مطأطي الرؤوس " من الأمور الأخرى التي هي محل إختلاف بين الرجل والمرأة والتي تدعو إلى الدهشة وقد إكتشفها الطب الحديث أثناء قيامه بتشريح الجسدين، هي أجزاء المخ الذي هو مركز جميع الإدراكات البشرية، لقد وزنوا مخ الرجل والمرأة فوجدوا أنّ مخ الرجل أثقل من مخ المرأة ".
ويتابع رجل الدين الجاهل قوله "ان السّر في ذلك واضح وهو أنّ إدراكات الرجل أكثر منها عند المرأة وهو يحتاج إلى التفكير وإعمال العقل أكثر من المرأة وذلك للقيام بواجبه في إدارة الشؤون المعاشية والإجتماعية.
ويضيف وسط اعجاب الحضور الذين يرددوا بين حين واخر (الله الله ) قوله " ولأن عقل الرجل أكبر منه عند المرأة لذا فإن تكليفه أيضاً أكبر واللّوم الإلهي له أكثر منه بالنسبة للمرأة، إن المرأة هي في أكثر الأحيان موضع رحمة الله تعالى هذا إذا لم تتساهل في طاعتها لزوجها ولم ترتكب محرّماً ولم يفتها واجب".
رجل الدين هذا الذي يوصف بالعالم والفقيه وقد تخرج من مدارس قم او النجف واصبح يطلق عليه القاب (سماحة السيد، وروح الله، قدس الله سره) بكى وهو يتحدث عن المسؤوليات الجسام التي القاها الله على الرجل، ومن هذه المسؤوليات الجسام على حد قوله " إذا خرجت المرأة سافرة من البيت، ثم ألقى عليها، من هو ليس بمحرمٍ عليها نظرة يشتهيها فيها، فالذنب في هذه الحالة يقع على عاتق الرجل لأنه رضي بهذا العمل. إن على الرجل أنّ يتعاهد زوجته حتى لا تصبح من أهل العذاب. إذا كان يعلم أنّ خروج زوجته من البيت يوجب إرتكابها لمعصية، فعليه أن لا يدعها ترتكب ذنباً. إن رعايا أيّ رجل كان هم في الدرجة الأولى: زوجته وأبناؤه ثم بعد ذلك خادمه".
واذا كان هذا موقف الفقه الشيعي فان موقف الفقه السني اكثر تخلفا وتشددا في ازدراء المرأة وتحريم كل ما يحيط بعالمها الا ان تكون عبدة لزوجها تقتصر وظيفتها على اشباع رغباته الجنسية واشباع معدته.
وهذه الثقافة راسخة عميقة في الثقافة السنية، وهي تقوم ايضا على قاعدة ان المراة ناقصة عقل ودين، وان المرأة ضعيفة والرجل قوام عليها وينبغي عليها لزوم بيت زوجها ولا تخرج الا لحاجتها وباذن من ربها الرجل، ويرفض فقهاء السنة مغادرة قيم وقوانين العصر الجاهلي فيحرموا على المرأة تولي المناصب القيادية استنادا الى حديث منسوب للنبي عليه السلام "ما أفلح قوم ولوا امرهم امرأة" قيل بشان موقف معين لرفع معنويات قادة جيوش المسلمين في حربهم مع جيوش الفرس.
فاستند عليه المجمع الفقهي السني المتغلغل فيه الموروث الثقافي الجاهلي المنحاز بالكامل للمجتمع الذكوري، فاغتال حقوق المرأة ، وبذل رجال الفقه السني جهودا فكرية هائلة لابقائها في اطار العبودية، جارية ذليلة طائعة لزوجها او سيدها او مالكها. وتمكنت المدرسة الفقهية في العصرين الاموي والعباسي من اغتيال عقل المراة "الناقص" ومن ثم تم اغتيال شخصيتها وحريتها وكرامتها وآدميتها وانسانيتها، وقبل كل ذلك تم اغتيال جسدها ومشاعرها.
وبالرغم من المحاولات الي بذلها بعض علماء وفقهاء المدرسة السنية لاعادة بعض الاعتبار للمرأة مثل الامام ابو حنيفة ، الذي حاول ان يخفف من غلو فقه ائمة الاخرين الا انه اتهم بالكفر والالحاد وانتهى به الامر ان قتل مسموما في السجن، ومثل ابو حنيفه قال ابن جرير انه يجوز أن تكون المرأة قاضية مثل الرجل، لأنها تعد من أهل الاجتهاد. وأجاز الطبري وابن حزم أن تتولي القضاء في الأموال وفي الجنايات وغيرها.


ومن العلماء المعاصرين دافع الشيخ محمد عبده دفاعا قويا عن حقوق المراة وساوى بينها وبين الرجل في كافة الحقوق والواجبات مساواة حقيقة. كما أيد شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي تولي المرأة القضاء، ومثله ذهب الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقوله "بالنسبة لتولي المرأة منصب القضاء، فقد أجاز أبو حنيفة أن تتولي القضاء فيما تجوز شهادتها فيه، أي في غير الأمور الجنائية.
وقد تجاوزت العديد من الحكومات العربية الفقه المتشدد للمجمع الفقهي السني فمنحت المراة حق الولاية فعينت المرأة قاضية في مصر، 2والمغرب، واليمن، والسودان، والبحرين، والإمارات.
وتعتبر تجربة المرأة المغربية نموذجا رائدا، فقد انخرطت في سلك القضاء في بداية الستينيات أي منذ نحو 48 سنة، وتولت مسؤولياتها في كل المناصب وفي كل الدرجات من المحاكم الابتدائية والاستئنافية والمجلس الأعلى والمجلس الدستوري الذي ينظر في شرعية القوانين. وهي الآن تشكل نسبة حوالي 20 في المائة من اجمالي عدد القضاة ويصل عددهن الى حوالي 560 قاضية منهن من تتحمل مسؤولية رئاسة بعض المحاكم سواء كانت إدارية أو تجارية أو عادية.
وقد ثبت بالحقائق والوقائع ان القاضية المصرية تهاني الجبالي لم تكن ناقصة عقل ودين، وكذلك لم تكن ناقصة عقل ودين القاضية فريدة إبراهيم حسين أول من عينت قاضيا في المحكمة العليا الاتحادية في السودان ، عام 1965 كأول قاضية في القضاء المدني، وكذلك كل من سامية عبد الله سعيد أول قاضية في المحكمة العليا باليمن، او منى الكواري" أول قاضية فى البحرين والخليج العربي، او السيدة منى السويدي أول قاضية في الإمارات.

هل هؤلاء النسوة سواء من تبوأن المراكز العليا في العديد من دول العالم ومن تبوأن منصب القضاء في العديد من الدول العربية والاسلامية وهو الولاية التي ثار حولها جدل واسع بين الفقهاء لمئات السنين .. هل هؤلاء النسوة التي قال بهن ابو هريرة نقلا مشكوك فيه عن البني محمد عليه السلام ، انهن نجسات كالكلاب والحمير "اذا مررن امام الرجل وهو يصلي افسدن صلاته".؟
وهل من المنطق الحافظ المنذري وهو ينقل عن الرسول الكريم "لو أمرت أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"

وهل من الحكمة ان نوافق على ما قاله بعض من لم تغادر عقولهم ثقافة البداوة من ان عاطفة المراة والتتغيرات الفسيولوجية تؤثر سلبا على قدرة المرأة أم نصدق القاضية تهاني الجبالي التي ردت على مثل هذه الترهات بقولها " أن هذا الرأي خاطئ فالمرأة تتعرض لتغيرات فسيولوجية والرجل قد يتعرض لمرض طارئ وفي كلتا الحالتين يتم إيجاد البديل".

وهل من المنطق ان نصدق الفقه البشري الذي انتجه بشر مثلنا اجتهدوا ضمن ما هو متوفر لهم من امكانات محدودة وتحت ضغوطات المؤسسة السياسية القبلية الذكورية وحاولوا باسم الشريعة والدين فرض العادات والتقاليد التي كانت سائدة في العصور السحيقة لخدمة اهداف واغراض سياسية ضيقة، ام نصدق كلام الله .
وهل نصدق شيوخ العتمة والتزمت والتطرف المعاصرين الذين يتوسلون ما في التراث الديني والتاريخي من أدلة وشواهد غامضة قابلة لألف تفسير وتفسير، وتوظيفها في خدمة اغراضهم واهدافهم السياسية والدنوية، ويغلفونها بقدسية وينسبونها الى الوحي الالهي.
هل تخضع المرأة المسلمة في العصر الحديث الذي تعتلي فيه هيلاري وجانيت وسوزان ارفع المناصب السياسية ، للمؤسسة الدينية الاسلامية المتطرفة التي تدعي استتحواذها على النص الديني وتحتكر حق تفسيره والقاء من تراه من البشر في جهنم ، وتوزيع الحوريات والغلمان وانهار الخمر على اتباعها ومريديها. ام تخضع لقول الله عز وجل.؟

والى متى ستظل المراة المسلمة قانعة خانعة راضية بالخطاب الديني لشيوخ التيارات السياسية الاسلاموية وتعاليمهم وفتاويهم التي تزدري المرأة وتعتبرها مخلوقا حقيرا وضيعا عليه ان يخضع لجبروت الرجل ، وهو خطاب يعيد انتاج الخطاب الجاهلي ويلبسه مفردات دينية،

وهل يعقل ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين ان تظل المراة المسلمة مستسلمة لتشريع بشري لبعض من نصبوا انفسهم سادة وعلماء وشيوخ كل كفائتهم محصورة باجترار القيم والتقاليد البدوية للبيئة الجاهلية وتستخدمها في قمع المرأة وتحجيم دورها، وتسخيرها للاستخدام في قبر الزوجية الابدي، كوسيلة متعة جنسية فحسب. ام نصدق ما جاء بكتاب الله ..؟

فالله عز وجل لم يحتقر المراة ولم يذلها ولم يهينها ولم يضعها في مرتبة ادنى من الرجل ولم يات القران الكريم بخطابين واحد للرجال واخر للنساء. فهو القائل في سورة التوبة " (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
وهو القائل جل وعلا في سورة النساء ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء)).
كما قال عز وجل في سورة الحجرات ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير))
وكذلك قوله في سورة التوبة ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)).
والايات الكريمة السابقة تبين بوضوح انه لا يوجد هناك تمييز بين الرجل والمراة بالقران وان المعيار الاساسي والوحيد هو (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) و (المؤمنون بعضهم اولياء بعض).
فالرجل والمراة يتساويان في احكام الكفر والايمان والمعصية والطاعة والعقاب والثواب، وهي مخلوق متلها مثل الرجل كلفت بما كلف، باعتبارها مثله عاقلة راشدة لاوامر التكليف وتستطيع التمييز بين الحق والباطل والخير والشر ، وهي مخلوق كامل عاقل قادرة على استجابة لاوامر النهي والتكليف ، وحتى تكون مسلمة فعليها ما على الرجل ان تعلن الشهادتين وتصلي كما يصلي الرجل وتصوم مثله، وتزكي مثله ، وان تحج الى بيت الله اذا استطاعت اليه سبيلا، وهي مثل الرجل سوف تذهب اما الى الجنة او النار، وسوف يطبق عليها "وما كسبت ايديهم". الى اخر الادلة التي يصعب حصرها في هذا المقام.
فلماذا يصر شيوخ الدين على اجبار النساء المسلمات على تجاهل الخطاب الالهي والخضوع لخطابهم المستند على جهد بشري لمن يسمونهم فقهاء او علماء او سادة ؟
ان المجتمعات الاسلامية لن تقوم لها قائمة ولن تتقدم خطوة الى الامام الا بقدر ما تنفض عنها هذا الغبار الثقيل للتراث الفكري لفقهاء العصر العباسي على وجه الخصوص. وبقدر ما تضع حدا لتجار الاسلام السياسي الذين يقاتلون الحضارة بسيوف فقهاء البصرة والنجف وكربلاء والكوفة، ومن جاء بعدهم في عصور الخلافة المظلمة.
ففي بلادنا الملايين مثل هيلاري وجانيت وسوزان "الكافرات" بتراث ابن تيمية وثقافة فقيه السلطة العباسية البخاري والمشككات بالكثير مما جاء بصحيح مسلم. المؤمنات بالله الواحد الاحد وبالقران مصدرا للتشريع وبالسنة النبوية الصحيحة بعد تنظيفها وتشجيبها من كل ما علق فيها من اكاذيب وقصص خيالية لم يكن هدفها سوى تثبيت المفاهيم والقيم التي ترسيخ اركان نظام الخلافة العباسية الاستبدادي، في وجه ابناء عمومتهم وقادتهم العسكريين الطامحين للسيطرة على السلطة، وبني امية ومحاولاتهم استرداد سلطانهم الضائع.
فيا سلمى ويا نجوى ويا عليا ويا فدوى ويا لبنى ويا كل نساء المسلمين انتن لستن ناقصات عقل ودين، بل نتن قادرات على تغييروجه عالمنا العربي، فحرية بلادنا لا يمكنها ان تتحقق ونصف شعبها يرزح في قيود العبودية والافكار الماضوية.