ما طمرش فيه العربية الكوبية



مريم الصايغ
2008 / 12 / 8

دخلت علي وقد أحالها الفزع إلى إنسانه أخرى غير التي أعرفها وقالت لي بكل عنف إن زوجها طلقها ...
ولعلمي بمدي عشقها له سألت بهلع لماذا؟؟...
فأجابتني : لأن هذه هي مكافأتي بعد أن أخرجته من الفقر و أشبعته وجعلت منه - ( بني أدم ) -
واهديت له السيارة الكوبية وجعلته عضوا في نادي كان يقدم المشروبات به في البوفيه.!!!
في هذه اللحظة عرفت لماذا تم طلاق صديقتي فقلت لها السبب : وهو أن عدم التناسب الاجتماعي كان بداية المشكلة
لكنها ما دامت ارتضته زوجا لها فيجب أن تعامله بكل احترام ولا تعيره بما تعطيه له لأن هذا هو سبب طلاقها الحقيقي
فتطليقه لها يعود لشعوره أنها اشترته بمالها !!!
واقترحت عليها الحل من وجهة نظري إن كانت تحبه فلتغير من أسلوب تعاملها معه وتذهب إليه وتعتذر له عن كل ما فعلته وقالته له ...
ودعوت لها أن يقبل عودتها إليه لكنها لم تقتنع وقررت أن تخاصمني ...
ثم بعد دقائق من مغادرتها دق هاتفي ووجدته زوجها وكان حزين لما حدث
فشرحت له الموقف كما أراه وتركت له حرية الاختيار...
كان هذا بداية يومي...قضيت يوما صعبا كانت أحاديثه منصبه على موضوع الطلاق وصوره المختلفة
لهذا أطلقت عليه يوم ( الطلاق العالمي )
وقررت أن أفتح الملف الملتهب لعالم المطلقات ...
واكتشفت في نهاية اليوم الكثير... من مشكلات المطلقات ...بعد حوار بسيط مع بعض الزملاء ومع نفسي منها ...
سألت زميلة تمر بمشكلات مع زوجها عن رأيها في المطلقات فقالت : أنتي لا تعرفي المطلقات أنهن مثل العقارب قرصتهن والقبر
يدخلن البيوت العامرة يخربونها أنا في طريقي للطلاق بسبب سيدة مطلقة !!!؟؟؟
يجب أن يجدوا لهن حلول بعيد عن بيوتنا لأن ما يحدث لنا لا يرضي ربنا .
شارك زميل لنا في الحديث عن الحل !!!وبادرنا بسؤال هل يمكن أن يكون هناك حل للمطلقات ؟؟؟ ثم أجاب سؤاله ...
اعتقد انه يجب أن يكون لهن حل وهو تعدد الزوجات . !!! - يا خبر دا أنت مزواج بقه - !!!
لكنني قاطعت الحديث لتعارضه مع معتقداتي وقلت الحل بمنتهى البساطة لكي لا يحدث طلاق
لابد أن يبنى الزواج على أسس سليمة و بدون تعجل ، حيث أن سوء الاختيار تطول عواقبه أبرياء لا ذنب لهم هم الأطفال !!!
اشتركت زميله أخرى في الحديث وقالت: الطلاق ليس نهاية العالم وإنما هو حل شرعي فرضه الله للتيسير علي عباده
ولكن المشكلة تكمن في المجتمع نفسه وفهمه لكلمة طلاق ومطلقة ...
فيحدث تشويه لحياة المطلقة أو المطلق لكن أنا اعرف حالات بدأت حياتها الفعلية في زواجها الثاني ولا ضرر ولا ضرار !!!
حدث تأييد من زملائي للطلاق ...للضرورة وكانت نتيجة النقاش أن الطلاق رحمة من الله لمن يحتاجه ,
لكن من لم يحتاج له يوماً يعده من مصائب الزمن , لكننا اختلفنا حيث رفضته كحل ولكني لم أرفض مساعدة المطلقة كما أنني لم أحكم عليها .
وعدنا واتفقنا على ضرورة تعليم الشباب مسؤولية الزواج وأهمية الفترة التي تسبقه ,
فالزواج حالياً يتم لحسابات غير الحب والمشاركة والتضحية والعشرة!!!
بل طالة الجشع والنفاق والكراهية والقسوة وانحرف عن مساره الحقيقي فأصبح أفه لا علاج له .
وجدت نفسي أصرخ مع كل المطلقات ... نحتاج لمن يكتب عنهن ويتحدث عن نظرة المجتمع وظلمه لهن
ما ذنبهن لأن نصيبهن لم يكن جيد هل ندفنهن أحياء أم نساعدهن ليخرجن من المصيبة التي وقعن فيها .
متى سنشعر بهن ونتكلم عنهن بكل احترام ونتعلم أن كثيرات منهن لسن خاطفات رجال ولا محترفي زواج عرفي .!!!
متى سنتعامل معهن كبشر لهن مشاعر ومشكلات يجب أن نساندهن لحلها ؟؟؟!!!
ثم وضعت نفسي مكان كل إنسانه مطلقة وحصرت عدد من المشكلات تواجه المطلقة منها ...

* تهديد الأزواج السابقين لهن خاصة المخلوعين منهم ممن يعانون الإدمان والبطالة وانفصام الشخصية ...
وكانوا يعتمدون علي زوجاتهن للأنفاق عليهم.
• الزواج العرفي السري في الظلام للخوف من المجتمع أو الزوجة الحالية...أو قيود أسرة المطلقة ...أو خوفا من فقد السكن والنفقة .
• ذئاب المجتمع الذين لا يرحمون ونظرتهم وتعاملهم مع المطلقة بوصفها غير محترمة وفريسة سهلة المنال .
• احتياجات المرأة المادية والنفسية والإنسانية.
• نظرة المرأة للمطلقات واعتبارهن أنهن فتنة يدخلن البيت ليسرقن الأزواج فيمنعن دخولهن منازلهن !!!
فتعيش المطلقة في دائرة الوحدة مما قد يدفعها للزواج الفاشل أو الانحراف .
• تعرض المطلقات لنظرة المجتمع الدونية لهن والتي تحط من كرامتهن ... !!!

فماذا ينتظر المجتمع من المرأة الضعيفة الوحيدة بعد طلاقها !!!
هل يرغبون أن تدفن أو تهرب لكهف مهجور؟؟؟! ،
وهي بأمس الحاجة لأسرتها و إلي من يقف بجانبها والي مجتمع نظيف يحتضنها.!!!

عند تدقيقي في إحصائيات الطلاق وجدت أن نسبة الطلاق رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار العقارات
وصعوبة توفير الرجل لشقتين الأولي لزوجته الحاضنة وأطفاله والثانية له ولزوجته الجديدة...
لكن رغم ذلك فأن نسبة حالات الطلاق كانت كبيرة جدا وبعضها في السنة الأولى للزواج أو الثانية لمتزوجين لم يبلغوا الثلاثون بعد !!!
وتقع بعض حالات الطلاق بالطبع لتحريض أهل أحد الزوجين أو للحالة الاقتصادية للزوجين و للتحولات الاجتماعية الجديدة،...
و عمل المرأة الذي قد لا يقبله بعض الأزواج أو لعدم عمل الزوجة مع عدم قدرة الزوج على الوفاء بالتزامات واحتياجات الأسرة للمرتبات الضعيفة أو البطالة أو الفقر.
• لكن الذي يدعوا للتعجب ما أظهرته بعض الدراسات أنه تم رصد حالات للتفكك الأسري و الخيانة الزوجية والطلاق
بسبب بعض الأفلام والمسلسلات والمحطات الفضائية والفيديو كليب ومغنيات العري كليب !!!،
حيث أوضحت الدراسة أن غياب البعد الديني في هذه الأعمال، وراء الكثير من الكوارث، حيث تقدم نماذج سيئة للمتزوجين .
• إذا نحن أمام خلل أصاب علاقاتنا، و الطلاق شكل من أشكال الخلل والعنف،
و عدم أدرك أهمية الأسرة لهذا أصبح المرأة والرجل في صراع،
و ساد المجتمع سلوكيات سلبية وعدم احترام للنظام العام، والخروج عن الأطر بالإضافة للأنانية والعنف،
وأصبحنا نفتقد وجود مرجعية في الأهل ، ونواجه ارتفاع في المستوى الاقتصادي مع انخفاض في المستوى الاجتماعي والثقافي في بعض الفئات .
فالمشكلة الحقيقة التي نواجهها هنا هي في فهم الناس لقضية الطلاق وطرق تعاملهم معها،
وللأسف نجد أن انعكاس المفاهيم المغلوطة علي الناس أساس الكثير من المشاكل المترتبة علي الطلاق
وضعف الوعي والثقافة الدينية هي أساس كل شرخ يصيب المجتمع،
وعليه فأنه لابد من الاهتمام بالتربية الدينية والتربية النفسية لننعم بالصحة النفسية...
و بالطبع هذا دور الأسرة والمدرسة والمجتمع من خلال ترسيخ التربية السليمة ،و إعادة تشكيل المفاهيم التي يتوقف عليها مستقبل الأجيال،
و تغذية الإشباع العاطفي والنفسي الذي يصاحب الإنسان منذ ولادته، بحنان الأم ومتابعتها للطفل والدفء والتوازن الأسري
وتعلم فن الحوار وفن إدارة الذات و إدارة الأزمات في الحياة العملية والتي تؤثر بشكل مباشر علي العلاقات الزوجية
فلا تنزلق العلاقات للمستويات المضطربة التي تؤدي للطلاق.
إذا سبب من أسباب المشكلة الأساسية تكمن في التربية الغير واعية التي لم تغرس في قلوب وعقول الأبناء تقديس الزواج ،
بالإضافة للخلافات الزوجية الصغيرة المتراكمة التي تمثل القنابل الموقوتة و تؤدي إلي انفجار الحياة الزوجية.
فمشكلة الأزواج الأساسية في طريقة مواجهتهم للمشاكل واحتوائهم لها،
حيث أن ثلثي المشاكل يمكن تجاوزها بالحب و التسامح وتقبل الآخر والتفاهم والتقدير المشترك والعطاء !!!
كما أن للدولة دور هام في حل المشكلة فعندما تنهض بالشعب وتقوم بعمل خطط قصيرة المدى لتحسين حال الموظف البسيط
الذي لا يستطيع الإيفاء بمتطلبات العيش اليابس اليومي اللازم لإطعام أسرته
وعندما توفر فرص عمل تحمي الشباب من البطالة والفقر ستستقر الأوضاع الأسرية
فلن يهرب الزوج ويترك أسرته في مهب الريح فلن تنحرف الزوجة وينجرف معها الأطفال ثم تصرخ الهيئات المختلفة فينا
أمسك الوطن العربي به أكبر نسبة أطفال شوارع وجانحين...!!!
حل مشكلاتنا يكون بمواجهة المشكلات بالتخطيط المدروس ووضع خطط موضوعية واقعية عملية لمعالجة المشكلات
وعدم إهمال الخطوات الوقائية والاهتمام بالخطوات العلاجية مع تضافر الجهود ،
و تطبيق التفكير الاستراتيجي للتعامل مع الأزمات الاجتماعية والتي تتصدرها مشكلة الطلاق. !!!

في نهاية اليوم رن هاتفي وأخبرتني صديقتي أنها تصالحت مع زوجها وشكرتني علي مساعدتي لها لكي تتعقل ...
فحمدت الله وشعرت أن اليوم رغم صعوبته مر علي خير .
لكن وأنا ما بين النوم والغفوة رن هاتفي من جديد فوجدتها صديقتي فصرخت ( ما فيش فايدة ) إصلاح الأحوال من المحال !!! .
وأغلقت الهاتف ونمت لأحلم بأطفال صديقتي المساكين - رغم أنها لم تنجب بعد - وهم يتسولون بالشوارع جائعين .!!!
كليوباترا عاشقة الوطن .