صباح الخير يانساء وطني



سُلاف رشيد
2008 / 12 / 21

الساعة قاربت الآن منتصف الليل في منفاي اللئيم ، أعرف أن الشمس في طريقها أن تشرق على ربوع وطني ، وأنا في هذا الليل الجليدي القاتل ، يجافي عيوني النوم ، مادمت أتصور كيف عيون ولـَديْ نهله حسين، تنظران الى جسد أمهما ، الذي مزقته رصاصات حاقدة خسيسة ،والرأس الذي فـُصل عن الجسد ، أي بؤس هذا الذي يملأ أرواحهم ؟؟ كيف يجرؤن على إطفاء النور في عينيَ أم ،هل تصور أحدهم وسأل نفسه ، ماذا يكون رد فعله لو كانت تلك المرأة أمه ، أو كانت زوجته ، أو أخته ، أو حبيبته ؟؟هل راود أحدهم سؤال قبل الشروع بالقتل ، بماذا أساءت هذه المرأة لهم ؟؟هل لأنها تدافع عن بنات جنسها ؟؟ ومتى كان الدفاع عن الحق جريمة ؟؟ أنا لا أعرف الشهيدة نهلة حسين من قبل ، ولكن بقتلها شعرت أنني قـُتلتْ ، نظرت إلى أبنتي وولدي وبكيتُ من القلب ، تصورتهم أيتام أم ، مثل ولـَدي نهله .
صباح الخير يانساء وطني ، كم هو حزنكنَّ على قتل إمرأة في قمة عطائها من أجلكن َّ، كم من رعب القتل سيخلف قتل نهله في نفوسكن َّ ، وكم من الخوف سينزرع في قلوبكن َّ ، من تكرار القتل لنساء أخريات .
أعرف أن الشمس أشرقت هذه اللحظة في عراقنا ، لأن الساعة قاربت الواحدة صباحا في منفاي القاتل ، ومع شمس الصباح أرسل إليكن َّ بمواساتي ،وحزني على قتل زهرة كركوك ،التي فاحت بعطرها كثيرا، من أجل عراق خال ٍمن القتل .