النساء ناقصات عقل ودين ... لماذا وكيف؟؟؟



محمد الشهابى
2008 / 12 / 22

يردد الكثير من أعداء الإسلام بعض الإفتراءات على الإسلام ويستغلون فى ذلك حالة اللاوعى التى يعيش فيها المسلمون بسبب الظروف المحيطة بهم والتى أدت إلى تقهقر المسلمين نتيجة بعدهم عن دينهم فلا يقومون بالرد على هذه الإفتراءات وذلك لقناعات عديدة , أبرزها بأن هؤلاء المهاجمون لا يبتغون حوارا ولكنهم يريدون إطلاق هذه الإفتراءات والأكاذيب لمجرد الشوشرة فقط , وأنا هنا فى هذا الموقع أحاول تفنيد هذه الإتهامات لا لشيء ولكن فقط حتى لا يكون الحوار أحادى الفكر , وحينها لن يكون هناك معنى لكلمة ... الحـوار:

ومن هذه الإفتراءات : مكانة المرأة فى الإسلام..
وقد سبق وأن بينا فى مقال سابق مقارنة بين مكانة المرأة فى الإسلام وبين وضعها ونظرة الأمم الأخرى لها وذلك على الرابط التالى

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=131610

ولكننا اليوم نحاول الرد على عبارة
النساء ناقصات عقل ودين ...

وحيث وردت هذه العبارة فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما خطب فى المسلمين يوم العيد وموجها كلامه للنساء:

فى حديث أبي سعيد الخدري وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبِّ الرجل الحازم من إحداكن، قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل، قلن: بلى؟ قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم، قلن: بلى قال: فذلك من نقصان دينها))
ولو نظرنا لهذا الحديث الشريف نظرة موضوعية لوجدنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يمدح المرأة وليس العكس .. فكيف ذلك؟؟؟

فحينما يذكر صلى الله عليه وسلم قدرة المرأة بما تملكه من قوة العاطفة واللين والرقة وتأثيرها الشديد على لب وعقل الرجل الحازم يتبين لنا هذا السلاح الحاسم الذى تتميز به المرأة عن الرجل

وبذلك فإنهن يغلبن بسلاح العاطفة وسلطان الاستضعاف أهل الحزم والألباب من عقلاء الرجال ، ويخترقن بالعواطف الرقيقة أمنع الحصون .
وهو أيضا مدح للعاطفة الرقيقة التى تذهب بحزم ذوى العقول والألباب.. ويا بؤس وشقاء المرأة التى حرمت من شرف امتلاك هذا السلاح الذى فطر الله النساء على تقلده والتزين به فى هذه الحياة !

بل وأيضاً يا بؤس أهل الحزم والعقلانية من الرجال الذين حرموا فى هذه الحياة من الهزيمة أمام هذا السلاح.. سلاح العاطفة والاستضعاف !..
وبذلك فإننا نكون أمام عملة ذات وجهين ، تمثلها المرأة.. فعند المرأة تغلب العاطفة على العقلانية ، وذلك على عكس الرجل ، الذى تغلب عقلانيته وحساباته العقلانية عواطفه.. وفى هذا التمايز فقرة إلهية ، وحكمة بالغة ، ليكون عطاء المرأة فى ميادين العاطفة بلا حدود وبلا حسابات.. وليكون عطاء الرجل فى مجالات العقلانية المجردة والجامدة مكملاً لما نقص عند " الشق اللطيف والرقيق ! "..

ومما سبق يتضح معنى ناقصات عقل

أما بخصوص نقص الدين...

فلا يختلف أحد على أن التكوين الطبيعى للمرأة وتمتعها ببعض الرخص الإضافية التى تميزها عن الرجل فى غير إرادة أو مشيئة منها ولكنها مشيئة الله الذى يخلق ويبدع فى حكمة تخفى عن المخلوق الضعيف الذى لا يملك من أمره شيئا , ومما هو معلوم عن النساء من اختصاصهن " برخص " فى العبادات تزيد على " الرخص " التى يشاركن فيها الرجال.. فالنساء يشاركن الرجال فى كل " الرخص " التى رخّص فيها الله سبحانه وتعالى من إفطار الصائم فى المرض والسفر.. إلى قصر الصلاة وجمعها فى السفر.. إلى إباحة بعض من المحرمات عند الضرورات.. إلخ .
ثم يزدن عن الرجال فى " رخص" خاصة بالإناث ، من مثل سقوط فرائض الصلاة وصيام رمضان عن الحيَّض والنفساء.. و كذلك إفطار المرضع ، عند الحاجة .. إلخ..


وإذا كان الله سبحانه وتعالى يحب أن تُؤتَى رخصه كما يحب أن تُؤتَى عزائمه ، فإن التزام النساء بهذه " الرخص " الشرعية هو الواجب المطلوب والمحمود ، وفيه لهن الأجر والثواب.. ولا يمكن أن يكون بالأمر المرذول والمذموم.. ووصف واقعه فى هذا الحديث النبوى مثله كمثل وصف الحديث لغلبة العاطفة الرقيقة الفياضة على العقلانية الجامدة ، عند النساء ، هو وصف لواقع محمود.. ولا يمكن أن يكون ذمًّا للنساء ، ينتقص من أهلية المرأة ومساواتها للرجال ، بأى حال من الأحوال.

إن العقل ملكة من الملكات التى أنعم الله بها على الإنسان ، وليس هناك إنسان رجلاً كان أو امرأة يتساوى مع الآخر مساواة كلية ودقيقة فى ملكة العقل ونعمته.. ففى ذلك يتفاوت الناس ويختلفون.. بل إن عقل الإنسان الواحد وضبطه ذكراً كان أو أنثى يتفاوت زيادة ونقصاً بمرور الزمن ، وبما يكتسب من المعارف والعلوم والخبرات.. وليست هناك جبلة ولا طبيعة تفرق بين الرجال والنساء فى هذا الموضوع..

وإذا كان العقل فى الإسلام هو مناط التكليف ، فإن المساواة بين النساء والرجال فى التكليف والحساب والجزاء شاهدة على أن التفسيرات المغلوطة لهذا الحديث النبوى الشريف ، هى تفسيرات ناقصة لمنطق الإسلام فى المساواة بين النساء والرجال فى التكليف.. ولو كان لهذه التفسيرات المغلوطة نصيب من الصحة لنقصت تكاليف الإسلام للنساء عن تكليفاته للرجال ، ولكانت تكاليفهن فى الصلاة والصيام والحج والعمرة والزكاة وغيرها على النصف من تكاليف الرجال !