الاصل الاسطورى لخلق المراة



فاتن فيصل
2009 / 2 / 4

الاصل الاسطورى لخلق المراة –حواء – الحياة الحيه –ام كل حى – مصدر الميلاد
قصه الخلق فى الملاحم السومريه والبابليه تحكى ان الالهه الخالدة كانت تعيش فى مكان يدعى دلمون( البحرين حاليا) وان الاله الام الكبرى(مما- ننهور- ساج) ولد ت اله باسم(ان –جى) ممثلا لبدايه البشريه على الارض (ان) بمعنى سيد او رب و(جى) بمعنى الارض وقد حرمت(مما) على(ان-جى) اكل ثمارا معينه فى جنه دلمون حرصا على حياته, فعصاها بجهله وحبه للمعرفه وفضوله واكل منها
واصيب بمرض شديد فى واحد من اضلاعه كاد يقضى عليه فأسرعت الاله الام وخلقت له الهه انثى بأسم(ان-تى) مهمتها علاجه وتمريضه والاله(انتى)اسمها من مقطعين (ان) بمعنى سيدة او ربه و(تى)بمعنى الضلع فيكون اسمها سيدة الضلع التى احيت (انجى) بعدما اشرف على الموت, وهو ما يلقى الضوء على اصل الاسطورة التى نقلها المأثور التوراتى من بلاد الرافدين لتكون(تى) هى حواء وهى اصل كلمه انثى- (نثايه).
تقص التوراة ان الله خلق ادم الذكر ووضعه فى الجنه وحيدا لايجد من يؤنس وحدته فقرر الرب ان يخلق له امراة من ضلعه لتؤنس وحدته(هذة الان عظم من عظامى ولحم من لحمى وهذة تدعى امراة لانها من امرء اخذت)التكوين.
خلق الرب الرجل ثم تبعه بالمراة فهى تابعه له بالخلق والتسميه وهى االتى اغوته باكل الثمرة المحرمه فطرد من عالم الخلود بسببها وعليها يقع هذا الوزر الى الابد.وكأن الرجل لا ارادة له وهى التى اوقعته بالخطيئه
وفى القران- (قلنا يا أدم اسكن انت وزوجك الجنه وكلا منها حيثما شئتما ولاتقربا هذة الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوا ولكم فى الارض مستقر ومتاع الى حين) البقرة.
ولكن المفسرين للقران حشروا تفاسير الاسرائليات من خلق المراة من ضلع الرجل وغوايته بأكل ثمار الشجرة المحرمه وصبوا عليهاغضبهم ولعنتهم لانها السبب فى حرمانهم من الجنه والحياة الخالدة.

فى المجتمعات البدائيه كان المجتمع امومى , كانت الانثى سيدة المجتمع والمسؤله عن الخصب والولادة والهه تلك المجتمعات اناثا كان الرجل يعتمد الصيد والقنص بينما رعايه الصغار تستدعى مكوث الانثى الام معهم فكان استقرارها دافعا لاكتشاف الزراعه وهى تلحظ سقوط الثمار على الارض ثم عودتها للانبات فحاولت تقليد الطبيعه فأستنبتت الثمار واسست مدخولا اقتصاديا رجح سيادتها اضافه الى قدرتها على الولادة ولكن مع الاستقرار والتحول للزراعه بدأت حاجتها للذكر فى استخدام الحيوانات القويه للحراثه وللسيطرة على مجارى المياة وتوزيعها فأستقر الى جانبها وشاركها بالعمل وعندما اكتشف اهميه عمله بدأ يفرض سيطرته وازاح الانثى وتحولت الالهه الى ذكور وربه السماء من انثى الى رجل فأصبحت الشمس ذكرابعد ما كانت انثى وعشتار الجميله الى عشتر واصبح المجتمع ذكورى. وبدأ تاريخ من العبوديه والاستلاب للمراة الانثى وتوارت تدريجيا خلف الرجل واصبحت تميزجنسيا وخلقيا فهى المخلوق الثانى بعد الرجل وهى قطعه منه ومخلوقه له ومن أجله,
ومن ذلك التاريخ والمراة الشرقيه مخلوقه من ضلع اعوج وناقصه عقل ودين والمراة تخضع للشهوة لاللعقل وان الخيانه جزء اساسى من طبعها, وان الاختلاف العضوى بين الذكر والانثى هو امتياز خاص بالرجل وليس تكامل ضرورى لصنع الحياة, مؤامرة تاريخيه ذكوريه لاضعاف المراة وشل قدراتها وتشكيلها على الصورة التى يريدها الرجل لاشباع شهواته ومتعته , اما هى فتتعزى بالصبر والسلوان وبالخطابات التى تؤكد لها الاجر فى الدنيا والاخرة ان احسنت ايمانها واطاعت زوجها فى هذة النيا الفانيه ضمنت دخول الجنه ضمن حريم زوجها المؤملين فى جنات الخلد متفرجه قانعه فى الاخرة الباقيه تكفر عن ذنب لم تقترفه ولا حيله ولا ارادة لها به لانها تحمل وتلد وتحيض فينقص ايمانها لانها تنقص فى اداء الفرائض فى مواقيتها, ولكن هل هذة الاسباب الفسلوجيه تنقص من انسانيتها؟
ان الحياة لاتكتمل الابألتقاء الطرفين المراة والرجل انسانيا جسدا وروحا, وان المراة نصف المجتمع فى الانتاج والاداء والابداع لاتقل شأنا عن الرجل ومن النساء من تكون مبدعه متخصصه اكبر بكثير من الرجال. ولكن واقع مجتمعاتنا لايعطى المراة مكانتها وحقوقها وحرياتها ويمن عليها بالقليل الذى حصلت عليه فى مسيرة حريتها للتخلص من عبوديتهاويقف حائلا دون حقوقها.
ولكننا لانملك الا الاصرار والارادة والامنيات لتغير هذا الواقع وان تأخذ المراة مكانتها ودورها لتساهم فى بناء مجتمع منصف يضعها على قدم المساواة مع الرجل ولاتنتظر الرجل ليهبها حريتها لانها ستنتظر الى ابد الابدين.