المرأة لعبة المتأسلمين



أشرف عبد القادر
2004 / 3 / 25

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها / أعدت شعباً طيب الأعراق
من أجل هذا أدرك المتأسلمون أهمية دور المرأة كنواة الأسرة، والأسرة كنواة المجتمع، وما المجتمع إلا مجموعة من الأسر، لذلك سعوا إلى السيطرة على المجتمع من خلال سيطرتهم على المرأة، وعمدوا إلى سجنها في المنزل وقالوا أن لها خرجتين، واحدة من بيت أبيها إلى بيت زوجها، والأخرى من بيت زوجها إلى القبر، وفرضوا عليها الوصاية وجعلوها في سن القصور الأبدي.
فلماذا يعمد المتأسلمون إلى ذلك؟
لإشاعة الجهل والخرافة والتخلف في مجتمعاتنا، لأن هذا هو المناخ الموبؤ الذي يتناسب مع فكرهم الرجعي ومشروعهم الظلامي، فأفكارهم لا تؤتي ثمارها إلا مع الجهل والتخلف والخرافة، أما مع العلم والنور فهم ينكشفون، انهم كالخفافيش لا تحيا إلا في الظلام، فماذا ننتظر من أم جاهلة حبيسة منزلها منعزلة عن مجتمعها ومشاكله غير أجيال جاهلة، ماذا ننتظر من أم حبيسة في منزلها مفروض عليها الحجاب حتى داخل المنزل كما أفتى بذلك الشيخ بن باز حتى لا تراها الملائكة بدون حجاب! ولا أعرف هل عليها أن تستحم أم لا أو تدخل دورة المياه لقضاء حاجتها أم لا ؟ حتى لا تراها الملائكة عريانه فتثيرهم جنسياً _ولا أعرف أن الملائكة، وهم الأجسام النوارانية، يستثارون جنسياً إلا من الشيخ بن باز _ غفر الله له_، غير أجيال تربت على الجهل والخرافة ، أجيال ‘طمست عقولها وإنعدمت فيها حرية الفكر وروح المغامرة، أجيال كقطع الشطرنج متماثلة، حيث لا إبداع ولا قدرة على التفكير المستقل لديهم.
من أجل ذلك يركز المتأسلمون على المرأة باعتبارها العنصر الهام في الأسرة، انهم على استعداد للتهاون في أي قضية أخرى ما عدا قضية المرأة لأنها قضيتهم المركزية، فهي أداتهم لنشر فكرهم وإعادة إنتاج تقاليدهم وسلوكياتهم الدينية المتطرفة، ولعل هذا يفسر لنا لماذا تتغير معظم قوانين الدول العربية ما عدا قوانين الأسرة، التي سمحوا فيها للرجل بضرب زوجته، فهذا هو المناخ الذي يريدون للأجيال القادمة أن تنشأ فيه، جهل وخرافة وعنف، فماذا ننتظر من طفلة تنشأ في أسرة تري أمها فيها جاهلة ومغلوبة على أمرها في كل شئون حياتها ، مفروض عليها الحجاب حتى في المنزل، ممنوعة من الخروج إلا بمحرم، تري أباها يضرب أمها، فطبيعي أن تقبل بأن يضربها أخوها، وأن يضربها زوجها في المستقبل.
فلقد أضاع المتأسلمون شخصية المرأة المسلمة في نظامهم الإسلامي، فأصبحت غير مسئولة حتى عن حياتها، فالرجل ينوب عنها في كل شيء، حتى في أخص خصوصياتها وهو لبسها ،فأفقدوها ثقتها في نفسها وقدرتها على اتخاذ القرار ومواجهة التحديات والمشاكل، فكيف تستطيع أن تخرّج لنا أجيالاً واثقة من نفسها قادرة على البحث والتحليل، أجيالاً قادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات الصحيحة،أجيالاً ذوات شخصيات مستقلة كيف تستطيع أن تفعل ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه.
يقول الإمام محمد عبده:"الرجل والمرأة متماثلان في الذات والشعور، واعلموا أن الرجال الذين يحاولون بظلم نسائهم أن يكونوا سادة في بيوتهم إنما يلدون عبيداً ".صدقت يا إمامنا المستنير،فالمشروع الظلامي الذي يتبناه المتأسلمون الذي هو خارج الزمان والمكان لا يخرّج لنا إلا عبيداً، عبيداً لفكرهم المتطرف ، عبيداً للإرهاب والتعصب، عبيداً للبترودولار، فإلى متى ستظل المرأة لعبة في يد المتأسلمين؟ إلى متى سيطول حبسها في المنزل وفرض الحجاب عليها؟إنهم يعطلون نصف طاقة المجتمع ليعيش عالة على نصفه الآخر، فلابد من تحرير المرأة من أسرهم، لابد من كسر كل القيود التي فرضوها عليها، لتتحرر وتكون لها شخصيتها الحرة المستقلة، وتكون قادرة على معرفة قضايا مجتمعها والمشاركة في حلها لتخرج لنا أجيالاً تفكر بنفسها وتثق في نفسها،أجيالاً حرة قادرة البحث العلمي والإبداع الأدبي والفني، فالأم هي القاعدة والأساس، فتعليم المرأة وتحريرها ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات والشهادة والإرث هو الضمانة الوحيدة لتخريج أجيال مستنيرة، أجيال قادرة على كشف ألاعيب المتاسلمين خفافيش الظلام، لأنه كما قال أمير الشعراء احمد شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها / أعددت شعباً طيب الأعراق