الرد على مسامير جاسم المطير



لمياء صالح
2002 / 6 / 8

 

دهشت وانا اقرأ "مسامير صغيرة" .... ورغم انني قد قرأتها اكثر من مرة لكني للأسف لم افهم المغزى من هذا الموضوع . فهل هو لفتح باب الحوا ر ( واي حوار) الهادئ والمفيد ام هو مجرد مهاترات؟... هل هو انتقاد للمرأة العراقية (اي رأي الكاتب بالمرأة العراقية في هولندا)... ام هو مجرد دعابة ثقيلة..؟ سأحاول ان ارد على بعض النقاط التي وردت فيها والتي اقولها بصراحة استفزتني و صدمتني اما البقية من النقاط فمن المؤكد سيكون هناك من سيرد عليها..وهناك نقاط لم تكن مفهومة مطلقا.
بدءاً كان على الكاتب ان لايعمم لان التعميم يفقد اي امر من موضوعيته ويجعله مجرد كلام...... فهناك نساء عراقيات وعددهن غير قليل اهتمامهن في السياسه يفوق بكثير اهتمامهن بالاسواق . ومشاركة النساء العراقيات في التظاهرة التي اقيمت بتاريخ 13 -4 في امستردام للتضامن مع الشعب الفلسطيني خير دليل على ذلك.
السيد المطير يتعرض لجمعية النساء العراقيات بشكل ظالم ... لأن هذه الجمعية وبحق من افضل الجمعيات العراقية على الساحة الهولندية ونشاطاتها مشهود له بالجدية والرصانة. ونسبة تنفيذها للبرنامج الموضوع في المؤتمر الاخير عالي جدا..لذلك فان معلومات الكاتب غير دقيقة وتحتاج الى تصحيح.
معروف للجميع بأنه ليس كل من اخذ اللجوء السياسي هو سياسي حقا ويستحق اللجوء السياسي فعلا... فهناك كثيرين من الرجال و النساء وبعد ان نضبت خيرات العراق تذكروا بأنهم مضطهدون سياسيا ... فهربوا واصبحوا لاجئين سياسين وهم في الحقيقة منتفعين... وهذه الشريحة من الناس من الرجال والنساء على حد سواء .
السيد المطير وبلسان احداهن يتحدى اية امرأة تقرأ كتابا واحدا فى العام ...وقبلت انا التحدى..فأنا اقرأ اكثر من ذلك بكثير (وللعلم انا لست الوحيدة) واخر ماقرأته في الشهر الماضى هو كتابين وبالصدفة للسيد المطير (انا عشيقة الوزير) و (عراقسيس). واقولها وبكل امانة اني اكملت الكتاب الأول رغم انه لم يكن ممتعا اما الثانى فلم استطع ان اقرأ اكثر من عشرين صفحة منه وبصراحةفوجئت بمستواه... بالرغم من انني استعرت هذه الكتب امرأة عراقية استنادا الى ماسمعته عن الكاتب.
هناك بين النساء الهولنديات من يهتممن بالسياسة والادب والفن وهناك ايضا نساء مستوى احاديثهن واهتماماتهن لايتعدى دائرة الامور الحياتية البسيطة ...فالثقافة ليست حكرا على جنس او قومية.
نصيحة الأستاذ المطير كنت أمل ان تكون(...لاتتركي زوجك وحيدا مع التلفزيون ..اجلسي معه واستمتعي بسماع موسيقى هادئة او برنامج ممتع حتى تقترب المسافات ... وعند ذللك لن يكون هناك خوف من غياب الزوج عن البيت) وذلك لان الكاتب كمثقف و اديب واجبه ان يطرح المشاكل بموضوعية لاان يصور المرأة كغول أمّي أبله وجشع .
واخيرا بودي ان اعلم السيد المطير بأن عدد غير قليل من النساء العراقيات في هولندا قد حققن ذاتهن من خلال العمل والنشاطات الاخرى والامثلة على ذلك كثيرة وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان المرأة العراقية لديها الوعي الكافي بمسؤليتها.
يمكن لأي انسان ان يكتب اي شيء ولكن عندما يكتب كاتب معروف يكون امام مسؤولية ادبية فاذا كانت افكار وطروحات كاتب تقدمي له تاريخ طويل مثل الأستاذ المطير بهذا التجني و اللاموضوعية فما بالك بما يطرحه انصاف المثقفين والاميين.
لمياء صالح
روتردام
[email protected]