الزواج العرفي



سهام فوزي
2009 / 2 / 19

انتشرت ظاهرة الزواج العرفي في العديد من المجتمعات العربية بصورة كبيرة متخذه أشكالا وصور ومسميات عديده، وتقبل العديد من النساء بهذا الزواج علي أنه وضعا مؤقتا سيتحول بعد حين إلي زواج رسمي ، ولكن للأسف فكثيرا وغالبا ما تستفيق المرأة لتكتشف بأنها ركضت وراء سراب خادع وأنها الخاسر الأكبر في هذا الزواج .
ان مثل هذا الزواج يبدأ بمعسول الكلام واحلي الوعود بأن هذا الوضع هو وضع مؤقت لأن الظروف لا تسمح الآن بغير ذلك وبما ان الحبيب متيم بهوي المراة فإنه لا يستطيع أن ينتظر انتهاء هذه الظروف خوفا أن يسبقه غيره الي حبيبته وأن هذا الزواج العرفي هو الرابط الذي سيضمن بقاء حبيبته معه الي ان تتحسن الظروف ويستطيع أن يحول هذا الزواج العرفي الي زواج رسمي وتصدق الفتاة والمرأة هذا الكلام ويبدأ الزواج بأحلي العبارات والأمنيات وينصب الفخ للفريسة برومانسية شديده وتظن الفتاة بأنها الرابح الأكبر في هذا الزواج وأن هذا الزواج لهو الدليل العملي لحب حبيبها لها ولكنها سرعان ما تستفيق علي الواقع المر الذي وضعت نفسها فيه وتكتشف بأنها أضاعت حياتها في لحظة ضعف مقابل وهم وسراب وتبدأ تكتشف بأن زوجها بدأ بالتنصل تدريجيا من كل الوعود وانه شيئا فشيئا ينسحب من حياتها ليتركها بمفردها تواجه مصيرها المحتوم الذي سيحدده الاهل والعادات والتقاليد
بعد هروب الرجل وهو ما يحدث في أغلب حالات الزواج العرفي وهو ما يحدث في أغلب حالات الزواج العرفي تصبح المرأة في مأزق لا حل له ويصبح ليها أن تستعد لإستقبال العقوبة التي سينزلها بها المجتمع هي وحدها دون شريكها في هذا الزواج فهو رجل من حقه ان يفعل ما يشاء دون أن يلام أو يعاتب وانما اللوم كل اللوم يقع علي الفتاة حيث يوصمها المجتمع بعار الخطيئة رغم انها كانت متزوجه وهنا ستكتشف المرأة انها تعيش في مجتمع بمعيارين معيار نتائج افعال الرجل والحرية المطلقة التي تمنحه له بوصفه كرجل ومعيار نتائج افعال المرأة ووصمه لذات الفعل الذي قبله من الرجل علي انه عار يلحق بالمراة دون الرجل فهي من اخطات وقبلت أن تعيش في الظلام وكثيرا ما تجبر نظرة المجتمع المرأة علي الصمت والقبول بما حدث خوفا من حجارة المجتمع التي ستنهال عليها فيضيع حقها وتقبع في زوايا النسيان .
ولا تستطيع المرأة في كثير من الأحيان إثبات هذا الزواج أو ما يترتب عليه من اطفال وكثيرا ما تفاجئ الفتاة باختفاء ورقة الزواج العرفي مع اختفاء الرجل لتصبح العقوبة المنتظرة في هذه الحالة هي الموت
ان ما يثير الدهشة حقا هو قبول الفتيات لمبدأ الزواج العرفي ،لماذا تقبل المرأة أن تعيش في الظلام وأن تعيش الخوف في كل لحظه من أن يفتضح أمرها؟ لماذا ترخص من قيمتها وكرامتها كانسانه وتقبل ان تضع حياتها في يد المجهول ، ألم تفكر ولو للحظة بأن الرجل وإن كان يحبها حقا فليتحمل نتائج هذا الحب وليعلنها صريحة وواضحة امام الجميع أن تلك المرأة هي حلم حياتي
عزيزتي المرأة ان الحب الحقيقي لا يقبل أن يعيش في الظلام ،انه ينمو ويزدهر في النور وتحت نظر الجميع ،أن الحب الصادق هو الذي تستطيعين ان تفخري به امام العالم اجمع هو الحب الذي يضيف اليكي ، أن الرجل ان احب بصدق لا يتحجج بالظروف ويتحدي الجميع ويفعل المستحيل من اجل أن تكون حبيبته شريكة حياته امام الجميع ولذلك فالظروف لا تعد مبررا أن يقبل حبيبك ان يضعك موقف اتهام والعدل يقتضي ان لا تدفعي انت وحدك ثمن هذا الحب
لا تقبلي بالسرية لأنك لو توقفت للحظة قبل أن تقبلي هذا الوضع لأكتشفتي أن نفسك أثمن وأغلي من أي حب ولذلك فيجب عليكي ان تحافظي عليها ، ارفضي أن تتهاوني في حقك لأنك ان قبلت بالتضحية في البداية فالتضحية من جانبك ستكون بلا نهاية ،لا تصدقيه ان قال لك بان هذا الزواج هو دليل حبك له فليقدم هو الدليل اولا وويتحدي الظروف ويحطم الموانع امام الزواج العلني وتذكري دائما بان الرجل مهما فعل فالمجتمع علي استعداد دائم لأن يغفر وينسي لأن صكوك الغفران دائما ملك يمين الرجال ولكنك ان تنازلتي وقبلتي بأن تكوني زوجة لبعض الوقت تلتقين بزوجك بعيدا عن العيون فمن قبلت من أجله هذا الزواج سيكون اول من يدير ل ظهره ويوصمك بالعار ، كوني ذكية وارفضي أن تقادي للفخ الذي ينصب اليكي باقتدار ، لاتصدقي ان هذا الزواج سيتحول الي رباط رسمي حيث ان الرجل بارتباطه العرفي بكي يتخلي عن كل المسئوليات فهل تعتقدين انه بعد ان وجد انه يستطيع العيش بدون مسئوليات سيقبل بتصحيح هذا الوضع ليكبله الزواج الرسمي بمسئوليات والتزامات ، سيدتي ان الزواج العرفي هو لحظات مؤقته سرعان ما تمضي وتمضين انت معاها وتصبحين في نظر زوجك العرفي ذكري عابرة لا تستحق سوي النسيان فهل بعد هذا تقبلين علي نفسكي ان تكوني كذلك.