يوم المرأة العالمي ... مناسبة لتعزيز دور المرأة في بناء المجتمع



رفعت نافع الكناني
2009 / 3 / 3

بمناسبة احتفالنا بيوم المرأة العالمي والذي يصادف يوم 8 آذار من كل عام، نود بداية ان نبين ان هذا التاريخ قد اعتمد من قبل دول العالم ومنظماتة المختلفة ، وذلك لان هذا التاريخ المعلن لهذة المناسبة ، هو انعقاد اول مؤتمر نسوي عالمي بذلك التاريخ في العاصمة الفرنسية باريس عام 1945 وسمي ب ( مؤتمرالاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ) للمطالبة بالتحرر والمساواة ونيل حقوقها. وهناك اراء اخرى تؤرخ لما يلي... في عام 1909 قامت بعض النسوة العاملات باضراب في بعض المصانع الواقعة في نيويورك لتحسين ظروف عملهن ، مما حدى بمالك هذا المصنع باضرام الناربطريقة بشعة ووحشية في اجسادهن حد الموت. ومن جراء هذة المناسبة او تلك، اصبح الثامن من آذار يوما او عيدا عالميا للمرأة يحتفل بة في كل انحاء العالم لغرض تجديد المطالبة لنيل كامل حقوقها وحريتها ، وتعزيز دورها في بناء المجتمع وتقدمة .
ان دور المرأة في المجتمع، اصبح قضية على مستوى عالي من الأهمية. فلا يمكن لاي مجتمع مهما كانت صفاتة وخصوصياتة التقليل من دورها، حيث ان قضيتها لا يمكن توصيفها على انها التماس مطالب او منحها بعض الحقوق، بل ان قضيتها هو تمكينها من اخذ دورها كاملا في بناء الوطن وتنميتة. نريد للمرأة مكانة منصفة في مجتمعنا، انها العمق الثقافي والحضاري لمرحلة توأطر لثقافة المشاركة الكاملة في الحياة العملية والاجتماعية والسياسية، فلا يمكن ان ندعوا للتقدم والتنمية والتحضر، والمرأة مسلوبة الارادة، وقابعة خلف جدران المنزل ، تنتظر ولى امرها لتبدو لة في غاية الاناقة والجاهزية . نريد لها دورا مميزا وفاعلا ومكملا لدور اخيها الرجل في عملية البناء والنهوض الحضاري والثقافي .اي ان نركز على تغيير نظرة وثقافة المجتمع تجاهها، وتطويرالرؤية في النظر للمرأة على انها جزء مكمل للرجل في بناء المجتمع الحديث المستند على اسس متينة من العلم والثقافة والابداع .
اذن كيف يمكن لها ان تأخذ مكانتها اللائقة ؟ الجواب باتاحة الفرص كاملة في مجال التعلم والتعليم المجاني، بكافة مراحلة الدراسية من المرحلة الابتدائية ولغاية المرحلة الجامعية ، وفي كافة التخصصات التي تتلائم مع امكانية المرأة الفسيولوجية والنفسية . وفتح مجالات العمل الواسع امامها لتتمكن من المساهمة بشكل ايجابي ، باعتبارها قوة انتاجية فاعلة، اضافة لان العمل بالنسبة لها يعتبر مكمل لصقل شخصيتها وتطوير امكاناتها ، حيث ان النهوض بقدرات المرأة اقتصاديا ، يمنحها الشعور باستقلالها اقتصاديا وهو مفتاح التحررمن تبعيتها للرجل ، ومساهمتها في النهوض بجزء من اعباء العائلة، اضافة لما يمكن لها ان تلعب دورا كبيرا في اتاحة فرص التعليم لابنائها . وهناك مؤشرات ايجابية يجنتها المجتمع عندما تكون المرأة عاملة، وهو دورها الغير مباشر في ثقافة تحديد النسل وتنظيم الأسرة بما يتلائم ورفع المستوى المعاشي والثقافي لابناءها وما يعود بالفائدة على المجتمع لخلق جيل متعلم وواعي ، اي ان الظروف المادية الجيدة، باستطاعتها خلق تنمية بشرية جيدة .
وبهذة المناسبة، نؤكد ان تغيير انماط الثقافة التي تسود المجتمع ، او استبدالها بأنماط جديدة، يمكن ان تؤدي لتطورات ثقافية عميقة ، تتبعها تغيرات مهمة في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية . ان هذة التغيرات الثقافية العميقة الاثريمكن ان تؤدي بالنتيجة لتغيير طبائع المجتمع وعاداتة ، وهذا بدورة سوف يؤدي الى احداث نوع من التغيرات في طريقة حياة المجتمع، ونظرتة لقضاياة بمنظارآخر يختلف عن نظرتة السابقة . نحن نقَربأن التغيير في المجتمعات المحافظة والمتزمتة يتميز بالبطئ ، حيث ان القوى المحافظة والمتشددة تجاهد وتقاوم عناصر التغيير، ولكن العصر الحالي، لا يمكن عزل المجتمعات ، عن تيارات التغيير المختلفة ، فتقدم العلم وتقدم وسائلة ، يؤدي الى انتقال الافكار والثقافات بسهولة ويسربين شتى بقاع العالم . ولعلنا لا نبتعد عن الحقيقة ، اذا قلنا ان اعداء المرأة ، يعيشون اليوم واقعا مرا وقاسيا كلما خطت المرأة خطوة الى الامام واصبحت تمتلك قرارها ، وارادة التعبيرالحرعن نفسها . ان التيار الذي يحتقر المرأة، ويحاول الاستخفاف بمكانتها والحط من كرامتها، ويريد ان يلغي دورها بالمساهمة في بناء المجتمع المتحضر،اراة كمن يسير دون عصا يتوكأ عليها عاجزا عن السير الى امام.