رسالة للحكام العرب - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة



طارق حجي
2009 / 3 / 4

جل الحكام وكبار المسؤولين فى المجتمعات العربية شركاء (بنسبة لا يستهان بها) للمتعصبين والظلاميين والماضويين وأبناء ثقافة التراب والنوق والخيمة والرعي فى معاداة المرأة ؛ حتى لو قالوا بخلاف ذلك. فإذا كانت العبرة بالأفعال لا بالأقوال ؛ فما الذى يمنع الحكام العرب من تكليف سيدة برئاسة الحكومة (كما حدث فى أكثر من أربع دول إسلامية كبري غير عربية) ؟ ... وما الذى يجعل هؤلاء الحكام يكتفون يتمثيل نسائي شكلي ومظهري فى حكوماتهم (وهم فى مجتمعاتهم الآمرون الناهون ) ؟ ... ولماذا لا يتم تعيين نساء على نطاق واسع كمحافظين ورؤوساء مدن ورؤوساء جامعات وعمداء كليات ورؤوساء هيئات تشريعية وقضائية ؟ ... السبب الأوحد هو أن عددا غير قليل من هؤلاء الحكام إما أنهم ليسوا بقادة رأي حقيقيين ؛ وإما أنهم شركاء للمتعصبين والظلاميين وأبناء ثقافة التراب والخيمة فى معاداة المرأة. إن المتشدقين بالدفاع عن حقوق الإنسان وأهمها حقوق المرأة لا يتعدون دوائر الكلام (الصادق أو غير ذلك) عندما لا ينادون بحتمية المبادرة بتنصيب نساء كثيرات فى جل المواقع القيادية وكذا عندما لا ينادون يإعادة النظر فى المنظومة القيمية الآسنة التى تؤدي لتراجع مكانة المرأة عن مكانة الرجل فى المجتمع وهى منظومة قيمية يروج لها (بوعي وإدراك أو بدونهما) من خلال المؤسسات التعليمية (وهى تحت سيطرة الحكام الذين يدعون مناصرتهم لحقوق المرأة) وبنفس القدر من خلال المؤسسات الإعرمية والثقافية والدينية (كالأزهر فى مصر والمؤسسة الدينية الديناصورية فى السعودية). كما أن المرأة ذاتها فى مجتمعاتنا بحاجة لإعادة التأهيل بعد أن صيرتها الثقافة الذكورية الآسنة المعربدة فى مجتمعاتنا لأحد أهم مروجي هذا الثقافة الظلامية والرجعية والمضادة للتقدم والمعادية للتمدن والإنسانية. فما أكثر ما نجد نساء فى واقعنا (سيما فى ممالك التراب) يدافعن عن أوضاعهن الراهنة والتى هى أدني لوضعية الإماء والجواري فى العصور الوسطي ويتحدثن عن التكريم (!!!) الذى يحظين به فى ظل المنظومة الحالية والتى تقع فيها مكانة النساء فى نقطة وسط بين مكانة الرجل العربي ومكانة ممتلكاته الأخري من جماد وحيوان . يقول نزار قباني فى ديوانه العبقري "يوميات إمرأة لا مبالية" : ( ثوري ... أحبك أن تثوري ... ثوري على شرق التكايا والبغايا والبخور ... ثوري على شرق يراك وليمة فوق السرير !!! ) ... وهذا البعد من الوضع الراهن للمرأة العربية والذى يشبه وضع الأقنان الذين يدافعون عن مزايا وسجايا نظام الرق هو نتيجة طبيعية لعربدة الثقافة الذكورية والتى أوصلت المرأة المصلوبة على صليب تلك الثقافة للتغني بمزاياها والحديث عن مكرماتها ... طارق حجي