في الثامن من آذار رسالة إلى المالكي والبرلمان...



محمد مهدي الحمداني
2009 / 3 / 11

البلد الذي تكثر فيه مظاهر تسول النساء المرملة وأيتام مشردة لا يصح ولا يحق لحكامه ادعاء الانجازات ..


أكثر من 3 ملايين امرأة مرملة و7 ملايين طفلا ميتم حصيلة العام الخامس بعد الاحتلال الأمريكي للعراق إحصائية أكدتها منظمة (يونيسيف) نتيجة المداهمات وتفجير العبوات وسقوط القذائف والاقتتال الطائفي ، وان السواد الأعظم من هؤلاء يعيشون في حالة يرثى لها يعانون سوء الخدمات من غذاء إلى دواء ، أيتام تفترش الطرقات لعدم وجود المأوى الذي يؤويهم ، أما الأرامل فيمكننا رؤية بعضهن وهن يرتدين جلباب السواد متدافعات على أماكن وقوف المركبات راجيات الحصول على بعض المساعدات لسد حاجتهن من الطعام أو الدواء، ومنهن من يقفن على أبواب المساجد أملاً في الحصول على المساعدات المادية من مدفئة إلى بطانية اتقاء من برد الشتاء، وأخريات عملهن الأساسي أكوام النفايات المتكدسة في الشوارع أملاً في الحصول على ما قد يفيد. ومنهن من يعشن مع أطفالهن في الحدائق العامة، أو داخل غرف الاستراحة في محطات الوقود.
مأساة دعت الكثير من النساء المخدرات للتحول إلى متسولات، وبعضهن مشردات في بلد يزخر بالخيرات !!!

أم سلام وهي تحمل معها صورة عن خبر في صحيفة للتفجير الذي أودى بحياة زوجها وأبنائها الثلاثة تاركا لها ابنة واحدة معاقة ، العائلة التي لم تعرف معنى العوز ولم تكن بحاجة لأحد بل كانت هي تقدم المعونات للناس ، أما اليوم ففي الطرقات العامة تتوسل بالمارة مساعدتها لعلاج ابنتها الباقية من عائلتها الفانية .

أم دريد يختطف زوجها بعد التهديد من مجهولين ، تعثر عليه ضمن لائحة المغدورين ذبحا دون رحمة او شفقة ، تضطر إلى مغادرة محل سكناها إلى كربلاء ، وهي تعيل أسرة مؤلفة من خمسة اطفال تسكن حاليا في منزل شيد على أرض مملوكة للدولة، تدفع 150 ألف دينار عراقي شهريا كبدل إيجار هي الأخرى تفتقر إلى من يعيلها او الاهتمام لحالها الماساوي ...


ام علي ايضا تهجر من كركوك لتسكن في محافظة الحلة في احدى غرف تصريف مياه المجاري تضطر لدفع أبناءها للتسول في الشوارع العامة لتوفير لقمة العيش لهم ولزوجها المعاق ...


هذا غيض من فيض اكبر مأساة تتعرض لها نساء وأيتام العراق في ضل الاحتلال وحكومة ادعاء التحسن في الخدمات والمنجزات ... !!! ،
مآسي لم تنفك عن النساء والأيتام ولم نرى الحل الناجع لإيقاف تلك الهموم العراقية لا من الوزراء أو أعضاء البرلمان
فهذا هو واقع ما يجري في بلد صار يزخر بالمليارات النفطية، والنتيجة إن العراق اليوم يتصدر دول العالم ترملا وتيتما سببه الحروب التي بدأت من الثمانينات ولم تنته حتى الآن. ونتيجة تلك الحروب المتتابعة ظهرت أجيال متعددة من الأرامل والأيتام في العراق الجريح ، نساء وجدن أنفسهن مسؤولات عن أسر بلا مسكن تتألف من أيتام صغار غير قادرين على العمل.

كل ذلك يحصل على نساءنا فيما نجد الصراعات والخصومات والمنافسات على تقسيم السلطات وتوزيع المخصصات بين المسؤولين معرضين عن الآم النساء والأيتام المشردين ولو كانوا فعلا يشعروا بعمق تلك المأساة لجعلوها أول المشاكل التي يعالجوها في جداول أعمالهم ،
وهنا لم يبقى لي في الثامن من اذار سوى أن اذكر مكونات الحكومة العراقية بالنظر في هذا الواقع المأساوي بحيادية وإعطاءه شيئا من المسؤولية ، فالبلد الذي تكثر فيه مظاهر تسول النساء المرملة وأيتام مشردة لا يصح ولا يحق لحكامه ادعاء الانجازات ..