حوار مع وزير المراة الدكتور نوال السامرائي



إبتهال بليبل
2009 / 3 / 11

نعيش داخل وتيرة الحيأة، تأخذنا رياح أحلامنا التي لا يمكن أن يقيدها شيء، نحلم بتلوين خطواتنا التي تحمل لنا مستقبل أخضر وسع المدى، تدهشنا تفاصيل كثيرة بوجعها ويباغتنا غياب المطر في صحراء عالم واسع تحتضر فيه الكثير من الأمور، حتى باتت مساحة أفكارنا تدنوا من الهشاشة، فثمة مرارة نشعر بها كلما تذكرنا المرأة العراقية، لعل ما في وجهها من ملامح باردة وبقايا حزن سري صامت هو أبلغ من كل الحروف التي تنزف بصمت مقرون بيتم من نوع خاص، فقد كانت حياتها مرارة من العطاء والحب ....

وزير المرأة

أن هناك قرارات تنبشنا من الداخل لأنها قد لا تطرح في اللحظات المناسبة، فتفجرنا حزناً، وهناك قرارات أقدر من أن تجعلنا نحزن، لكنها قد تفجرنا غضباً، وهكذا فأن أفضل القرارات ليس بالضرورة أن تكون ملازمة لأفضل ما نبتغيه ونحلم به، فالأنغام التي تصدرها أعماقنا أثر ضربات قراراتنا لا ترتبط بمهارة العازف فقط، بل بحالة آلة العزف، وأوتارها المشدودة أو المسترخية في لحظة معينة، فبعد إعلان خبر استقالة وزير المرأة الدكتورة نوال السامرائي من منصبها في وزارة المرأة، خيمت أجواء من الحزن الشديد على الوسط الثقافي والشعبي فبالرغم من أنها أمسكت زمام الوزارة لفترة قصيرة جداً إلا أنها كانت تحاول باستمرار أن تقدم شيء للمرأة العراقية، وقدمت لها ما قدمتهُ رغم افتقار الوزارة إلى الإمكانيات ...

قرار الاستقالة

ومن هذا المنطلق التقينا بمعالي الوزير وكان لنا معها هذا الحوار، فكان أول حديثها عن الاستقالة فحدثتنا مشكورة بالقول " لم أتمكن من تقديم أي شيء للمرأة العراقية، فالمرأة العراقية اعتادت منذ سنين لا يحصيها العدد أن تعطي فقط وتعطي دائما، فهي مطالبة بكل شيء ونادراً ما تطلب شيء، وهنا يجب عليٌه أن أقدم لها شيء وأنا لا أقول المثاليات بل أقول الحقائق ومن موقع المسؤولية لا أستطيع أن أرى وجوب انطباق هذين القيمتين على بعضهما لذلك كان وجب عليه أن أستقيل، فقد كانت الوزارة معطلة وتفتقر للكثير من الأمور التي تؤهلها للنهوض بالمرأة ..

وزارة المرأة بحاجة إلى دعم

وعن مشكلات الوزارة أو معاناتها حدثتا قائلة " أن أهم مشكلة تنصب في أنه لم يكن هناك أي اهتمام باحتياجات الوزارة، حيث أن الوزارة لم تدخل ضمن خطة التخصصات المالية، فقر الوزارة إلى كوادر عاملة فيها، فموظفيها لا يتعدون (18 موظف)، فقد كان وجود الوزارة وجوداً شكلياَ فقط وهذا الأمر في حد ذاته أعتبره تهميش لوجودية المرأة العراقية، حقيقة أن المرأة بحاجة إلى تفعيل وزارتها بحاجة أن يكون هناك لها دعماً من قبل الدولة، فهناك الكثير من نساءنا يفتقدن طريق الوصول إلى مسئول يهتم بما يعتليهن من مشكلات ...

المرأة وضيفتها إنسانية كبرى

وتكمل معالي الوزير حديثها بالقول .. المرأة وضيفتها إنسانية كبرى تربط مباشرة بأهداف المجتمع الذي نعيش فيه، بتاريخه وحاضرته وواجباته نحو مستقبله المنبثقة من هذا الوعي، ومن هنا كانت مسؤولياتها نحو تطوير الأمة كبيرة، والإخلال بها يودي إلى مزيد من الشلل الذي تعاني منه أمتنا في محاولاتها للنهوض من كبوتها، ومن هنا نحن بحاجة إلى أمرأة مسنودة من جهة أو وزارة تهتم بثقافتها ووعيها، ليست ممزقة بين مختلف الأمراض النفسية والجسدية ... المرأة لدينا – كما هي في جميع البلدان المتخلفة – تشارك الأسرة في وباء الأمة العام : الجهل، المرض، الفقر .. لا عن تلك المرأة في القرى النائية وحدها أتحدث، وإنما عن تلك المرأة في الشوارع الخلفية للمدن في بيوت مصنوعة من التنك ومأوي لها من الخيام، وعن تلك الأم في الواجهة الثرية والتي تمتلك رصيداً كبيراً من الجهل والفقر النفسي مما يجعل أمومتها أكثر نقصاً من تلك التي جف حليبها جوعاً ...

المرأة تصنع أجيالنا

ليكن لدينا أمرأة وأم وأسرة ليكون لدينا طفل ... أطفالنا محرومون من الطفولة، ينضجهم إدراكهم الغريزي للجو العام المفعم برائحة المأسأة، فينمون وفي قرارة نفوسهم وعي غامض بعالم مشحون بالمتاعب والخيبات، أطفالنا بلا طفولة ولن نعيد إليهم طفولتهم إلا إذا تخلينا عن (طفولتنا) السياسية والاجتماعية ....

ننتظر اليد الكريمة من معالي رئيس دولة الوزراء

تسابقنا جميعنا لكي نحيط وزير المرأة في الرجوع عن قرار استقالتها من منصبها، كانت فرحة لتلك الجهود، وكم كانت فرحة لتلك النخب التي قدمت خدماتها لدعم الوزارة ودعم تطور فكر وحيأة المرأة العراقية الصابرة المضحية، ومن هذا لم تخذل جهودنا وبادرت على الفور بتقديم طلب إلى معالي رئيس دولة الوزراء (نوري المالكي) بسحب استقالتها ....
اليوم نحن على أحر من الجمر ننتظر اليد الكريمة من معالي رئيس دولة الوزراء بإرجاع وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي واحتضان وزارة المرأة العراقية ونحن على يقين تام أن سيادته لم يخذلنا في يوم من الأيام، فما قدمهُ لهذا الشعب كان كفيل بان نلتمس منه ذلك ...