تمكين المرأة في المجتمع ألذكوري



أحمد فؤاد جهاد
2009 / 3 / 15

المرأة في بلادنا ، تكون أمام صورة لاثنتين ، الصورة الأولى تلك المرآة الحاصلة على النجاح في الكثير من المجالات ولها الحق في اتخاذ القرارات وتتفاخر في وصولها لهذه المرحلة ، أما الصورة الثانية فهي خلاف ذلك ، صورة المرأة الأمية الفقيرة ، وتنحصر خبرتها في البيت ، والأسرة ، وبعيدا عن السياسات واتخاذ القرارات ، لو نحاول أن نسأل أنفسنا ، لماذا ؟؟ وكيف نشأ مثل هذا الفارق الكبير بينهما ، على الرغم من أن هناك نساء متعلمات أكملن دراستهن إلا أنهن لم يدخلن مجال العمل وبقين ملازمات البيت ، فهذه النسوة تعتبر من صنف النساء المعطلات فكرياً حيث أن وجودهن وعدمه بمقياس مختلف لدى المجتمع بعضها سلبي والأخر ايجابي ، ولو تفحصنا في الأمر أكثر لوجدنا أنهن يخضعن لظروف متشابهة بصورة عامة وإن الذي يمر على الناجحة والمسئولة عن اتخاذ القرارات هي نفس الظروف التي تمر على تلك الجالسة في البيت من ناحية الوضع العام للبلاد وما يلحق بها من تغييرات ... أن من أهم شروط تمكين المرأة هي المبادرات ، والدعم القانوني فهذا التمكين للمرأة سوف يدخل في إطار مبادرات من المراكز التي تعنى بالمرأة ، والصحة ، لإشراكها في المجال الاقتصادي ، فعملية النجاح في تحسين وضع المرأة في المجتمع لم يحدث لها أي تغيير إلا ما هو طفيف ، ولكن في نفس الوقت ظهرت اتجاهات جديدة ، التي أنشئت لإدارة مشاكل جديدة ، ومن أهم المشاكل هي وسائل الإعلام التي اتخذت منها ضرورة أو فائدة في عيون النساء لكنها في الوقت نفسه جعلت الوضع أخطر من قبل ، وسائل الإعلام كالفضائيات مثلاً وما تبثهُ لتلك المرآة الأمية أو الجالسة في البيت قد تؤثر بصفة خاصة على الحالة الاجتماعية ، وغيرها من الأمور التي قد تكون مدسوسة فعلاً ، أن هذه الاتجاهات لا يمكن للمرآة الأمية أن تفقهها بينما المرآة المثقفة تعي لمثل هذه الأمور فهي تختلف وتستطيع تمييز صورة المرأة الحقيقية وواقع حضورها ... تمكين المرأة أيضاً يتركز على التعليم حيث تكون المرآة المتعلمة المثقفة أكثر حذرا وبذلك تستطيع تطوير فهمها للقرارات ، ومع ذلك ، نجد أن المستوى التعليمي ما زالت المرأة تعاني منه بشكل واضح وكبير ، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة 70 % من الأمية تمثلها النساء في العراق وهذا الرقم بحد ذاته خطير جدا إذا اعتبرنا المرآة هي مربية وحاضنة للأجيال لأن مردود ذلك سيكون سلبي على تلك الأجيال ، وللدعم القانوني أيضاً دوراً كبيراً في تمكين المرأة فهو من المقومات التي يرتكز عليها مفهوم تمكين المرأة ، فالجريمة ضد المرأة والقانون ، والاعتداء الجنسي ، والاغتصاب ، والطلاق ، والمهر ، وجرائم الشرف وزواج الأطفال ، كل هذه تعتبر إشارة إلى أن جميع هذه القوانين هي ضد المرأة لنجد إن انخفاض الجريمة لم يحن بعد ، بل هو في تزايد ، بيد أن جهود الحكومة جارية ولكن من دون مشاركة الأسرة لا يمكن أن تنجح .
نجاح المرأة في المجالات الاقتصادية والسياسية والإدارية ، والتنظيمية ، يتكون من النجاح في هذه الميادين.
يجب أن تكون هناك دراسة مكثفة ورؤية خاصة في كل من المناطق الريفية والحضرية والجماعات النسائية ، فنجاح الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة قد علق على تلك المعوقات ومعظم الاستثناءات للكثير من النساء ما زالت يهيمن عليها الذكور في المجتمع ..