كيف يمكن تهيئة مجتمعاتنا لكى تنظر الى العمل من اجل مساواة المرأة نظرة ايجابية؟



عبدالله مشختى
2009 / 3 / 16

مجتمعاتنا هى مجتمعات متخلفة من عدة نواحى بحكم سيادة الموروث الدينى العلاقات الاجتماعية العشائرية القديمة المتخلفة فى بعض نواحى الاجتماعية وسيادة الثقافات القديمة التى تؤكد سيطرة الرجال على الاسرة بكل اشكالها فبيده الحل والربط والقرار الحاسم والاخير فى كل قضية تخص الاسرة فى مجتمعاتنا . ان وصول مجتمعاتنا الى تلك الدرجة بحيث يدرك ابناء المجتمع بان المرأة هى مخلوقة من خلق الله سبحانه وتعالى كالرجل ولافرق بينهما الا من خلال الفروقات الجسدية ووظيفة كل منهما فالرجل الذى عندما يمارس الجنس مع الزوجة هو ايضا عمل مشترك بين الاثنين فالرجل الذى يقذف بالسائل المنوى والمرأة التى تلقف ذلك السائل والذى يتحول الى جنين فى رحم المرأة ومن ثم يكبر الى ان تولد المرأة ذلك الجنين وتقوم برعايته وارضاعه الى ان يشب ويكبر هذه الخاصية التى تفرق المراة من الرجل من الناحية الوظيفية الجسدية عن الرجل ،عندما يدرك الرجل فى المجتمع بان الفارق بينهما هو هذا فقط ومن خلال نشاط وعمل دائب ومتواصل لمنظمات المجتمع المدنى والمنظمات الاخرى الانسانية اضافة الى دور الناشطين والناشطات فى مجال الدفاع عن المراة ومن خلال وضع برامج مكثفة ومنظمة تنتشر فى الوسط الاجتماعى الدنيا الا وهو العائلة التى ينطلق كل الافكار الرائدة منها والمتعلقة بشأن الشعور بمساوات الرجل والمرأة فى العمل فى اوساط المجتمع عامة دون تفريق فى نوعية العمل الذى تمارسه المرأة عدا الاعمال الشاقة والتى لا تلائم تكوينها الجسدى كالبناء والاعمال التى تتطلب قوة بدنية كبيرة .
ان العائلة فى مجتمعاتنا هى الاساس فى تكوين نوع المجتمع سواء كان محافظا او ليبراليا او متطرفا يمينا او يسارا لان العائلة هى اللبنة الاولى فى كيفية تعليم الفرد سوا كان ولدا ام بنتنا الافكار والسلوكيات التى ينبغى عليه التمسك به ، لهذا فلابد من البدأ بهذه الوحدة الاجتماعية الاساسية لاشباعها بالافكار التى تحد من تكوين البون الشاسع بين الجنسين ، وتكوين نظرة خاطئة من الرجل تجاه المرأة وحقوقها المهدورة وهذا يتطلب كما اسلفت برامج وخطط عملية تقوم بها الجهات المعنية من المنظمات الانسانية والمهتمة بالطفولة ورعاية الاسرة ومنظمات ديمقرطنة الاسرة وبدعم من الحكومات التى تؤمن بالديمقراطية لان الانظمة الشمولية والدكتاتورية والملكية لايمكنها قبول افكار مساوات الرجل بالمراة فى كافة الحقوق والواجبات وفى كافة المجالات وفى ظل اجواء الديمقراطية وتوفر الحريات العامة ، ويتحدد بجملة من النقاط والمقترحات كما اعتقد ومنها :
1 – الحملات الاعلامية المكثفة عن طريق التلفزة وعقد حلقات بحث ودراسة حول موضوع المرأة يشارك فيه ناشطين فى هذا المجال اضافة الى المتخصصين فى قضايا الاسرة والتربية والمجتمع وعلماء النفس ، وكذلك الشان نفسه بالنسبة لوسائل الاعلام الاخرى كالراديو والافلام الوثائقية وعبر صفحات المجلات والجرائد ، وبصيغ عصرية ومقبولة كى يتمكن الذكور من تفهمه واستيعابه ، فاغلب برامج الاسرة او العائلة المعروضة الان فى الفضائيات لا تتعدى قضايا تربوية وسلوكية قديمة لا تتلائم ما يتطلبه العصر من تقدم فى هذا المجال .
2 – تشكيل فرق من الناشطين فى مجال الدفاع عن مسوات المرأة بالرجل من الجنسين والتوغل فى مفاصل المجتمع والالتقاء بالجنسين فرادا ومجتمعا والعوائل مع التركيز على الريف باعتباره الاكثر تشددا وتعصبا ازاء الافكار والاتجاهات الحديثة وهو يحاول دائما الاحتفاظ بالقديم من الاعراف والعادات والتقاليد التى تلاصقت بهم عبر التاريخ بفعل الانغلاق الاجتماعى الذى ساد حياة الارياف قديما وحتى عند تحولهم الى المدينة فلايزال يؤمن بالاعراف التى حملها معه من قريته ويبقى متشبثا بها فيما يتعلق بالمرأة كونها تمثل اهم شئ الا وهو الشرف الذى يرى من الصعوبة المزايدة عليه او المساومة عليه .
3 - محاولة ايجاد فرص عمل بنسبة اكبر للمرأة والتى تعتبر مصدر للعيش فى الحياة العصرية الحالية سواء كان فى المدينة او الريف كى تختلط اكثر بالمجتمع والذى سيؤثر على تطور ثقافتها العصرية ، مع التركيز على توسيع حدود ثقافة ومعرفة الرجل ايضا بهذا الاتجاه .
4 – تضمين الناهج الدراسية لجميع المراحل على مواضيع وابحاث تؤكد وتتضمن الاتجاه بتطوير السلوكيات الاجتماعية للجنسين فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها ومواساتها ومع حمل الاطفال لهذه الافكار معهم سنة بعد اخرى فى مختلف المراحل الدراسية يمكن فى النهاية خلق اجيال تؤمن بالمرأة ووجودها وحقها فى مشاركة الرجل بالتساوى فى المجتمع وتحمل مسؤولياتها الاجتماعية والسياسية والوطنية كالرجل .
5 – محاولة الحد من استغلال المرأة من قبل وسائل الاعلام التى جعلت من المرأة سلعة للزينة والجمال فقط تباع وتشرى لجمالها فى صور وانشطة تحد من كرامتها فى نظر الرجل الذى صار ينظر اليها من جانب واحد فقط الا وهو الاستمتاع والتلذذ بها فقط ، ومحاولة اجهاض هذه الافكار الخاطئة من عقلية الرجل .
انها مجرد افكار للمناقشة والبحث لان تغيير المجتمع لا ياتى بمجرد طروحات ونظريات تنشر فى المواقع او الكتب او الاعلام بل ينبغى عملا دؤوبا وطويلا تمتد لسنوات بل عقود من الزمن كى يتم التغيير المطلوب لانتشال هذه الانسانة من البؤس التى تعانيه وتعايشه يوميا فى اسرتها ومحل عملها وفى الشارع وكل مكان .