هل ان التمثيل النسبى للنساء داخل الاحزاب اليسارية والعلمانية يلعب دورا فى تقدم المرأة والمجتمع ؟



عبدالله مشختى
2009 / 3 / 21

اولا وقبل كل شئ ان التمثيل النسبى قد تكون خطوة اولية لاقرار والاعتراف بحقوق المرأة فى المجتمعات الشرقية ولكنه ليس الحل الامثل والنهائى فيما يخص حقوق المرأة الشرقية . لان التمثيل النسبى هو بمثابة كوتا او تزكية تعطى للمرأة فى المؤسسات العامة فى الدولة ولا يتعلق الامر بالاحزاب اليسارية فقط قد تكون داخل احزاب ديمقراطية او قومية وحتى داخل الاحزاب الدينية المتنورة فكريا اى الغير المتشددة او المتزمة والتى لاتقبل بحقوق المراة مطلقا . ان اعطاء المراة حق التمثيل النسبى هو بحد ذاته انتقاص لحريتها وحقوقها والا فلماذا التمثيل النسبى وليس حق التمثيل بدون اية نسب ، ولكن العلة تكمن فى احوال مجتمعاتنا الشرقية التى لم تخلق الفرص منذ نشوئها والى الان فى ان تبنى المراة شخصيتها وان تتفهم حقوقها الطبيعية داخل المجتمعات كونها كانت ولازالت نسبة الاكثرية من نساء الشرق تعانين من الامية والجهل بالحقوق والحياة المدنية التى رافقتها العديد من التغييرات فى المجتمعات المتطورة من النواحى السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية والحضارية .
ان جهل وامية المرأة الشرقية قد خلقت منها كائنة حية يجب ان تعتمد على الرجل فى ماكلها وملبسها ومعيشتها وحتى فى خروجها ودخولها وحتى زيارة قريب لها او مناسبة فقرارها هو بيد الرجل الذى استمتع ولايزال بهذه السطوة الذكورية وكأنه يقود هيئة اركان عسكرية عندما يقبل او يرفض طلبا مهما كان يسيرا للمرأة . ويشعره بالسيطرة والرجولة ويتباهى به امام اقرانه او بنى عصبته او عشيرته ، وسبق وبحكم الظروف التاريخية لمجتمعاتنا الشرقية ان استسلمت المرأة لهذه الاعراف والقاليد التى ملأت راسها بها عندما كن فتيات صغيرات قبل ان تتزوجن وتعلمن بموجب توصيات وتربية العائلة انذاك على الخضوع للرجل وعدم مخالفة اوامره والخضوع له لدرجة قد تصل الى العبودية ، هكذا كانت تربية العائلة للبنات قبل الزواج او عند انتقالهن الى البيت الزوجية بيت الطاعة والخضوع ، فكيف يمكن للمرأة الشرقية ان تتجاوز كل هذه الحدود والثقافات الموروثة منذ الاف السنين وهى لم تر الحياة العصرية ولم تكن تسمع بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل الا فى بدايات القرن الحالى ، وهى ايضا تعيش فى مجتمعات عشائرية متخلفة تحمل المئات من التقاليد والعادات القديمة التى تاكلت بفعل التطور الحضارى فى العالم ولكنها لازالت راسخة فى مجتمعاتنا .
ان التثيل النسبى قد يخلق للمرأة الشرقية افاقا جديدة للمشاركة فى العمل السياسى والمؤسساتى لادارة الدول او المجتمعات فى بلداننا الشرقية وقد يكون تجربة وخطوة نحو الحصول على الاكثر خلال العقود القادمة وبصورة تدريجية الى ان يتم ازالة اثار التخلف والامية والجهل تماما عن مجتمعاتنا وخاصة المرأة ، ان الظروف لازالت الى الان غير مهيئة تماما لمشاركة المرأة فى العمل السياسى فها هو تجربة العراق فى العهد الديمقراطى ان التمثيل النسبى لها لم تحقق اية خطوة الى الامام وان المرأة فى المؤسسات الرسمية العراقية ليست الا كتمثال او جزء من الهيكلية العامة للدولة ولكن دون تحقيق نتائج ملموسة فى تطوير الحركة النسائية وها هى وزيرة شؤون المرأة فى العراق تقدم استقالتها لانها لم تتمكن من خدمة المرأة العراقية على حد قولها . مما يعنى حتى التمثيل النسبى لن تحقق الغاية المطلوبة لاحقاق حقوق المرأة الشرقية ولكنها ستكون خطوة نحو الافضل للمستقبل الغير القريب .
ان المرأة فى مجتمعاتنا لن تتمكن من فهم وممارسة حقوقها الا على ضوء درجة رقيها وتعلمها وحملها للافكار المناهضة لابقائها سجينة البيت وبقائها الة للانجاب فقط والاعتماد على الرجل فى كل شئ بل ينبغى لها ان تنطلق الى فضاء الحرية الواسعة وتفهم العقلية الحضارية وحمل بذور الثقافة العصرية ومبادئ الشراكة مع الرجل فى تحمل مسؤوليات المجتمع .