القرنفل الأحمر في عيدك أمي أهدي والياسمين ... ولتذهب فتاوى العقوق للجحيم ...!!! ؟؟؟



مريم الصايغ
2009 / 3 / 22

ذكرى لا تمحي من مخيلتي رغم عبور السنوات ...
يوم طلب مني مدرس اللغة العربية بوصفي شهرزاد المدرسة أن أقول كلمات عن الأم باحتفال عيد الأم ...
والذي كان يحضره المديرين والمسئولين وكبار الشخصيات !!!
جلست مع أوراقي اكتب كلمات منظومة ومضبوطة لبعض الوقت
ثم وجدت أمامي ما يكفي لتأليف ديوان وليس لبعض كلمات التكريم بحفل مدرسي !!!
– يا سلام هي العجرفة دي اللي جيبانا الأرض -
وبثقتي المعروفة واعتدادي بذاتي أعلنت لمدرسي أني انتهيت من المهمة وجاهزة لإلقاء كلماتي على الحضور...
فأعطاني المدرس الكلمة فقمت في اعتزاز لألقي الكلمة ...
يا إلهي ... واااو آه
ثم حدث ما لم يكن في الحسبان دخلت أمي قاعة الحفل - فقد كانت من المكرمات – ...
جرى الدم في عروقي وكساني الاحمرار واصطحب معه أشعة الشمس العمودية ...
في صورة لسعات ساخنة ثم تحولت للهيب من جمر تم توريده لجسدي من خط الاستواء
وتساقطت المياه المختزنة بجسدي في صورة أمطار رعدية وفيرة العطاء ...
و فقدت بصري ولم أرى كلمة واحدة مما خطت يدي ...
وتلعثمت حروفي بين لهيب شفتاي ...
وتحولت من فاعل ... لمفعول فيه في ثوان معدودات ... تتقاذفني مشاعري والنظرات
لم اعد اسمع شيئا ولم أرى سوى منظر مامي الرائع وهى متسربلة
بثوب أزهار القرنفل الأحمر الذي أهديته لها ومتوجة بتاج من الألماس
تخطو نحوي مبتسمة بابتسامتها الرقيقة الحانية المريحة
تحثني لرؤية الكلمات ...!!!
لكني لم اعد قادرة على تحويل بصري عنها وحرمان نفسي من هذا
المنظر الملائكي الرائع ...
نظرت إليها أبادلها حبا بحب وقلت عنها مأخوذة بها ...
مامي قلبها حبات من الألماس الأبيض كثير الأثمان ...
وحبها وحنانها الطاهر فرط رمان شهي بحلاوة عناقيد من الكرز الأحمر
المتاح في كل الأزمان .
لحظات طالت أم قصرت ... ثم وجدت نفسي بالعيادة الطبية
ووالدتي تبكي بجواري وأحب مدرساتي حولي !!!
تساءلت عما حدث ؟؟؟
عرفت أنني قلت كلماتي تلك وذهبت في نوبة حمى وإغماء
وتحول الحفل لحزن وقلق وتساؤل عن حال شهرزاد ؟؟؟

هذا الموقف وغيرة من مواقف فشلي وإحباطي ... نحتو بجدران وجداني وجددوا اصراري
إنني مهما كان ضعفي وتعبي وانشغالي ... اهتم بصحتي فقط من أجل أمي
لكي لا اشعر يوما أنني كنت من أشعل حريق الحزن في قلبها الرقيق
ووجدانها الطاهر ولكي ... لا ترى لحظة مثل تلك اللحظة بسبب معاناتي .
فكيف أتسبب بنفسي في حزن جبل صمودي الذي ينهضني من ضعفاتي ؟؟؟ !!!
كيف أرى الحب والعطاء الكامل منهارة بدموعها بسبب أخطائي أمامي ؟؟؟ !!!

واليوم بعد كل فتاوى تحريم تبادل الورود ماذا لأمي أهدي ؟؟؟
وبعد تحريم الاحتفال بعيد أمي من اليوم أكرم ؟؟؟

يا أصحاب الفتاوى كيف أصمت وأشارك بصمتي يوما في الموافقة على فتاويكم
الأمس حرم الحب ...!!! ؟؟؟
واليوم فاجعة منع حقنا في إهداء الورود – لأنه عادة الفرنجة –
و منع حق أمي في الاحتفال بعيدها !!!
أجننتم بعدما جبنتم عصورا وأجيالا ؟؟؟

يا دعاة التدين اقل حق من حقوق الأم تكريمها وإكرامها لكي تطول ايام حياتنا على الأرض ببركة وخير .
وانتم ترفضون منحها يوما بالعام يتذكرها فيه الأبناء العاقين ويهدون لها الورود ؟؟؟ !!!

أنني اليوم أعلن أنني أتبرأ من فتاويكم وأفكاركم المظلمة المستعبدة للشر ...
واليوم لكل أم في العالم أهدي التهنئة ومشاعر العرفان بالجميل وأروع باقات القرنفل الحمراء والياسمين .
و لكل من لم تنجب وتستحق أن تدعى أماَ كل عام وأنتي متألقة في عيدك ومكرمة .

يا أمهات الكون ... أنتن نبع الطهر والنقاء والتضحية والحب والوفاء ...
و سأظل أقول لكن كل عام وأنتن بخير متحدية كل فتاوى وادعاءات شيوخ الحث على عقوق الأمهات ...
ومنادية بتقديم كل من يصدرون تلك الفتاوى للعدالة ...
ومن لا يوافق على هذا فليذهب للصحراء تاركا ملابسة وممتلكاته العصرية الثمينة ومجوهراته النفيسة
وأمواله المكدسة في البنوك من فتاوى العته والجنون .
أو فلتتنتظر كل أم العدالة والإنصاف من رب السماء .
مامي اقبلي ياسميني وعمري . كليوباترا عاشقة الوطن .