انا إنسانه أيكفي هذا؟



سهام فوزي
2009 / 3 / 23

اشعر بحزن شديد كلما دخلت الي المواقع التي يطلق عليها سلفيه أو إسلاميه متشدده من النظره التي تحكم معالجتهم لقضية حقوق المرأة وكأنما تلك الحقوق هي التي ستقضي علي القيم والعادات والتقاليد والحضارة العريقة التي انجزتها المجتمعات الشرقيه ، ويرون ان الدعوة إلي المساواة والحقوق ما هي إلا دعاوي غربيه تأتي من بلاد الكفره لكي تلوث عقول الشرقيات وتفتنهن في دينهن وتجعلهن قمة في الإنحلال ، والعجيب ان كل تلك المواقع المتعصبه بإختلاف مذاهبها تتف في هذا الأمر وتتفق في موقفها من المرأة فهي أساس البلاء والفساد وهي أساس الفتنه وهي وهي وهي إلي درجه تصيب القارئ بالملل والسأم .
حسنا الا يكفي كون المرأة إنسانه تتنفس وتحيا ولها عقل وروح كي تمتع بحقوق أساسيه نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدوليه ، الا يكفي انها كائن حي لكي ترفض اي تمييز يمارس ضدها أو سلب لحقوق أساسيه لا تعد من الكماليات وانما من جوهر الحياة الإنسانيه لماذا تصر تلك المواقع والمجتمعات المتشدده علي خنق نسائها اليست المراة في تلك المجتمعات هي الام والاخت والزوجه والابنه ، لماذا تلك النظره المتشدده الي المراة علي انها كيان اعوج يجب تقويمه ، هل يعقل ان المراة في بعض هذه المجتمعات المتزمته لا تزال تحتاج الي إذن ولي امرها حتي تستطيع الذهاب إلي المستشفي وماذا إن كان ولي الأمر غائب أو مسافر أو تعذر الوصول إليه أيجب هنا أن تترك المرأة حتي تموت لأنه من غير المسموح لها أن تخرج بدون إذن ولي الأمر أيعقل هذا ، أيقبل شيوخ هذه المواقع أن نطبق عليهم ذات الأمر ونري مقدرتهم علي إحتمال الألم والمرض .
أيعقل في زمننا هذا أن المرأة لا تستطيع أن تقوم بانجاز معاملاتها التجارية وذلك لأنه يحرم عليها أن تدير شئونها من غير وكيل شرعي يكون الواسطه بينها وبين الرجال في الهيئات الحكومية خوفا من وقوع الفتنه ولا أعلم حقا ما هو تعريف الفتنه هنا وكيف ستقع ان خرجت المراة كي تتولي شئونها بنفسها خوفا من ان يستغل الوكيل الوكاله ليثري من ادارته لأملاك موكلته ويلحق بها الضرر إن كان معدوم الضمير ،وكأنما الوكيل هنا هو إمتداد للولي الذي يتحكم في حياة نساء هذه المجتمعات إلي أقصي درجه فهل يتخيل أحد أن تحصل أسره علي حكم بتفريق إبنتها عن زوجها بعد سنوات طويلة من الزواج وإنجاب أطفال لأن الأخوة بعد وفاة الأب إكتشفوا بأن الزوج ينتمي لقبيلة أقل شانا من قبيلتهم ولهذا لجأوا إلي القضاء اذي أصدر فتوي تفريق بين الزوجه وزوجها أيعقل هذا أي عقل ومنطق بل وحتي دين يقبل هذا إن كانت تلك المجتمعات تتشدد في مجال إنكار حقوق المرأة بدعوي الإسلام وتعاليمه ألم يقل الإسلامأن لا فرق بين البشر إلا بالتقوي ،ألم يقل الإسلام انه إذا جاء خاطب ترضي الأسرة عن دينه فليزوجوه حسنا كيف تطبق هذا المجتمعات الدين في أمور وتفعل عكسها في أمور أخري حقا لقد بدأت أعجز عن الفهم وأصبحت أحتاج إلي من يفسر لي كيف تسير الأمور
ومن أعجب ما قرأت الدعوة إلي أن تجلس المرأة في بيتها خاصه وأن الحضارة في راي هؤلاء قد ساعدت المرأة بما ابتكرته من مخترعات علي ان تبقي فترات طويلة في المنزل وهذا في راي شيوخ تلك المواقع دليل صلاح المراة وتقواها ، حسنا من منطلق أنها انسانه أليس من حقها أن تسري عن نفسها وتخرج لتري الطبيعه ، لتتنزه لتعمل أم أن هذا من المحرمات وعمل المراة في بيتها خير وأفضل وماذا أن كان لديها فائض من الوقت لا تستطيع أن تشغله أليس من حقها أن تري أنسب الوسائل التي تقضي بها وقت فراغها بما يعود عليها بالفائده والراحة النفسيه ، ألا يكفي أن المراة تخرج في تلك المجتمعات مكبلة بالسواد من راسها حتي أخمص قدميها كي لا تحدث الفتنة التي يخشون منها ، هل السواد الذي تغلف به المرأة غير كافي كي نمنع الفتنه حقا لا اعلم فقد توقف عقلي عن الإستيعاب
أن ابسط القواعد الإنسانية أن الحقوق الأساسية للانسان لا تقبل التجزئه ولا الإعتراف ببعضها وإنكار بعضها الآخر ومن هذا المنطلق يجب النظر إلي المرأة علي أنها مخلوق غير ناقص بل هي إنسان له الحق في الحياة وممارسة كافة الحقوق ، يجب أن تسعي تلك المجتمعات إلي أن تتخلص من الفكر القبائلي الذي يحكم تعاملها مع المرأة وينظر لها بنظره أرقي تتفق مع الدور الحيوي الذي تؤديه المرأة خاصه وأنها الأم والأخت والإبنه والزوجه فكيف لا تعامل علي أنها إنسان لماذا لا يفهم الرجل في ظل سيطره هيئات دينية نصبت من نفسها الضمير الأخلاقي للمجتمع سوي لغة الضرب والتحقير والإذلال للمرأة هل هذه الطريقه الوحيده للتعامل أهذا هو المنطق الصحيح هل هذا التعامل هو ما جعل هذه المجتمعات كمثل جمهورية أفلاطون الفاضله ،الا تنتشر في هذه المجتمعات ما يخشون من وقوعه
حسنا ليعلم هؤلاء الشيوخ وقيادات تلك المجتمعات المنغلقه فكريا ومشاعريا أن المرأة هي إنسان يشعر ويحس ويتوق إلي كل ما يحرم منه وليتذكر هؤلاء أن الممنوع دائما مرغوب وأن العلاقه التي تقوم علي أساس اعبودية لابد أن يأتي اليوم الذي ينتفض فيه العبد ويتمرد ويثور علي من يستعبده وكلما اشتد القهر والتزمت كلما اشتدت حدة الثورة واكلت الأخضر واليابس ، إن المراة لا تحمي بالقيود ولا بتغليفها بالسواد ولا بالولي ولا المحرم ولا الوكيل الشرعي ، إن المرأة قادره علي حماية ذاتها خاصة وإن نشات في جو صحي يعطيها الثقة في ذاتها، إن المرأة قادرة بالعلم أن تحمي ذاتها ، بالمعرفه بتربيتها وغرس في نفسها منذ الصغر أنها إنسانه كاملة الأهليه لها الحق في التصرف بما تملك دونما الحاجه إلي وصاية او وكيل