المرأة .. بين الإقصاء والذكر المودرن



سليم محسن نجم العبوده
2009 / 3 / 25

وارى بعيون بناتنا ذلة .. أرهقت أجفانهن الناعسة .. و كأن في قلوبهن غصة او حديث بغصة .. اشراقة خبت وحزن كالليل يلف تلك الوجوه البريئة فسلبها تلك الابتسامة العذراء فركنا قواريرنا على رف لا يراها احد او يشم عطرها احد و ليس بيدها الا ان تشكو لواحد احد .. وكان العمر لا يجري كنهر او يجف كدجلة والفرات وهما يصارعان من اجل التدفق والأتراك اسائوا الأدب بعد ان امنوا العقاب فبدئوا بشحة قبل ان يقطعوا الماء .. كذلك نفعل بفلذات أكبادنا نقتلهن محافظين و نوأدهن عاشقين .. فأكون سجانا لبنتي وقاتلا لشبابها .
"السلوك الإنساني " مجموعة تصرفات وأفعال ومواقف يقوم بها الفرد او المجتمع وتكون مبنية على أساس ما يسمى "الإيحاء الاجتماعي" أي تأثر الفرد او المجتمع بالاتجاه العام لذلك المجتمع المحدد جغرافيا وبيئيا بالاتجاه العرفي و الديني والأخلاقي الذي يحدد الخط الأيدلوجي الذي يحدد المعايير الاجتماعية العامة للسلوك الإنساني .
وبما ان المجتمعات العربية بصورة عامة والمجتمع العراقي بصورة خاصة محكوم بذات المعايير القبلية وان تباينت حدتها الى حد ما لذلك تجد ان الأيدلوجية الاجتماعية تكون متقاربة الى حد بعيد وتأثيرها على الإفراد يكون متقارب بسبب ان "المسببات التكوينية للشخصية العربية" هي تقريبا ثابتة على المدى الزمني وان التغيير الحاصل في تهذيب الثوابت الدينية والعرفية والأخلاقية المحددة للأيدلوجية المجتمعية هوا محدود وبطئ جدا بحيث لا يتناسب مع القفزات الحضارية التي يشهدها العالم المعاصر .
وبسبب النزعة الذكورية والغطرسة التي يمارسها الذكور تجاه الحلقة الأضعف في المجتمع وخصوصا فيما يمكن ان نسميه اصطلاحا " الحفاظ السلبي" فان الذكور هم الذين يحاولون ان يواكبوا التغيرات الحضارية بمختلف النواحي والجوانب الحياتي سواء من النواحي الأخلاقية او من ناحية الهندام او التسريحة او اكتساب بعض التصرفات الشاذة حتى بل انك أحيانا لا تستطيع التمييز بين المواطن العربي الذكر وبين الإنسان الجانبي الأعجمي لكثرة تأثره بتلك المتغيرات الطارئة .
الا ان المشكلة فعلى الرغم مما ذكرنا من تقبل الذكور على أنفسهم من ان يتفاعلوا مع التغييرات المستجدة الا أنهم يرفضون بشكل قاطع تأثر الإناث بذلك التغير وان كان طفيفا فالنزعة الذكورية تريد ان تستمتع بالحالتين معا الا وهما ان تحافظ او بتعبير أدق ان تبعد وتجمد الإناث عن أي تغييرات اجتماعية وان تحافظ الإناث على ذات الموروثات الاجتماعية فتبقى النساء محافظات على ما يمكننا ان نسميه " الفلكلور الاجتماعي" وان تعيش فية رغم المتغيرات المحيطة ومن جانب أخر يسمح الذكر ان يتمتع هوا وان يتغير مع و بكل نتاجات العولمة فيكون هوا " ذكرمودرن" في حين تكون الإناث في ذات الوقت "أنثى فلكلورية"..؟!
ان من اهم المشاكل التي تعاني منها المرأة العربية هي ازدواجية الرجل العربي الذي يسمح لنفسه خارج نطاق الأسرة بممارسة كل التصرفات وان كانت خارجة عن المألوف في حين عندما يكون داخل الأسرة يكون ذلك الليث الكاسر ..! ان هذ السلوك السلبي الممارس والموجة اجتماعيا ضد الإناث حمل الأنثى بالكثير من التساؤلات التي جعلتها تدور في دائرة مفرغة ومن تلك التساؤلات لماذا يتمتع الرجل بكل شئ ولماذا الإناث لا تملك ان تتمتع بأي شئ .؟
لماذا ينظر للمرأة كعوره او أنها مسخ شيطان..؟
ما الداعي لكل ذلك الاستعباد والاستبعاد ..؟
يجب ان تكوني منكسرة ذليلة كي يرضى عنك الدكتاتور الأزلي او اللعنة التي خلقها الله كي تكون ظلا للمرأة ..!؟
الى متى تبقى بلا إرادة---
إلى متى أبقى بلا رأي---------
الى متى حريتي مصادرة ------
يجب ان انتزع حريتي بيدي يجب ان احدد ما أريد يجب ان ارفض الهامش وان لا أكون حتى في بداية السطر بل يجب أن أكون بعد
"بسم الله الرحمن الرحيم "
م / حرية امرأة