تحقيق/ يريدها موظفة ... ولكن ... أيهما سعادة ، المرأة الموظفة أم ربة البيت؟؟!



إبتهال بليبل
2009 / 3 / 29

استطاعت المرأة العراقية أن تخطو ربع القرن الأخير خطوات كبيرة في درب التحرر والعطاء ونجحت في التحول من فرد مستهلك على هامش أيام الوطن إلى فرد عامل ومسئول وقادر على المشاركة في الميادين كافة ، وحيث أن التأمل والتفكير في النفس الإنسانية بدأ منذ أن وجدت هذه النفس ، فالإنسان منذ الأزل وهو يتأمل سلوكه وسلوك الآخرين من حوله ويحاول تفسير هذا السلوك ، مما يحولهُ بالدور إلى عادات ثم إلى حكايات تنسج من تلك العادات فالبر غم من تطور الحياة وتقدمها في الكثير من المجالات إلا أن هناك قصص تثير الحزن والألم لحال الموظفات ، إنها المرأة الموظفة مرة أخرى وهي التي اجتمعت عليها هموم الدنيا لتُلقي بها بين شواطئ الأسرة مساءً وأمواج العمل الصاخبة صباحاً ، ولكن كيف لنا بمعرفة أيهما سعادة ، المرأة الموظفة أم ربة البيت وكيف لنا الوصول برضا أي النوعين عن نفسهما ومظهرهما وكيف هي علاقاتهما الاجتماعية وهل تعتمد خيانة الرجل لزوجته كونها موظفة أم ربة بيت ؟؟؟ ربما البحث في الحكايات والأسباب يقودنا إلى مفاجآت عدة ....

يفقد الرجل دوره كقبطان لسفينة بيته

بعض الأزواج الذين التقينا بهم رأى أن الاقتران بزوجة عاملة يجبر الرجل وبخاصة في ظل هذه الظروف التي نعيشها من عدم وجود فرص عمل وازدياد نسبة العاطلين وغلاء المعيشة على التخلي عن الكثير من كبريائه حيث حدثنا سعدي عادل / كاسب ومتزوج منذ ثمان أعوام أن الرجل في هذه الحالة يجد نفسه مضطراً إلى المشاركة في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال فيفقد دوره كقبطان لسفينة بيته ويضطر لمعاملة زوجته بندية لأنها تشاركه في تأمين مصاريف البيت وقد تكون هي من يؤمن هذه المصاريف وخاصة عندما يكون الزوج عاطل عن العمل وبالتالي لا تعود له كلمة في بيته مما يجعل الشعور بالنقص يلازمه وتبدأ الأقاويل وتنسج القصص على رجولته لأنه لا يستطيع الرد على زوجته أمام الأهل عند حدوث أي مشكلة ، هنا قد يلوذ الرجل للبحث عن تلك المرأة التي يشعر برجولته أمامها ..

لا أستطيع التوفيق بين عملي الوظيفي والمنزلي ...

أما فاطمة سالم موظفة تقول " أنا أحسد ربة البيت واعتبارها تمتلك حظاً وسعيدة في حياتها لأنها لا تفكر أبداً بمسؤولية توفير مصاريف البيت ، فتجلس في البيت وتودي جميع أدوارها من أم وزوجة وكنه وبذلك ترضي جميع الأطراف أما أنا فلا أستطيع أرضاء أحد فالكل يعتبرني مقصرة ومهملة لأنني لا أستطيع التوفيق بين عملي الوظيفي والمنزلي ...

المرأة جزء من قوى التغيير في المجتمع

والتقينا بالناشطة بحقوق المرأة مفيدة محمد لتحدثنا بالقول " المرأة تعيش معادلة صعبة وهنا أقصد بها المرأة الموظفة في مجتمعنا فالكثيرات منهن يملن إلى نسف الماضي ودون تحفظات ، فنحن لا نستطيع فهم كيف يمكن لأحد أن يحل معادلة المرأة – الموظفة – في مجتمع لا يزال غير حر ورجالهُ لم يذوقوا حرية التفكير الحقيقية ، لذا فأن سعي المرأة الموظفة للتخلص من بعض العادات والتقاليد في المجتمع وبالذات تلك المحصورة في منزلها من حيث تدخل أم زوجها ( العمة ) أو أخوات الزوج وأحياناً أخوة الزوج في تصرفاتها وقراراتها لتظل عديمة الجدوى ومؤثرة ومثيرة للإشفاق إذا لم تنفتح على كل حركات تحرير الإنسان المحلية والعالمية وإذا لن تصبح المرأة جزءاً من قوى التغيير في المجتمع ..

المرأة الموظفة غير سعيدة

وتتابع مفيدة حديثها " الجميع يرى المرأة الموظفة ( العاملة ) دخيلة حين يدور الحوار عن وجودها في أسرة وعليها التزامات وربما أحكام وأعراف وخطوط حمراء وجب عليها أن لا تتعداها فالمرأة الموظفة ليست غبية بما يكفي لتكون سعيدة ، وكيف تستطيع أن تكون سعيدة وخاصة إذا كانت تعيش تحت سقف ربما لا يكون لزوجها رأي وقرار فالقرار يكون دائماً لوالدة الزوج ، فهناك القلة من النساء العاملات استطعن التحرر من بعض قيود التقاليد للانطلاق في رحاب الحرية الشخصية ونشر أفكارهن بجرأة استحقت غضب المجتمع وثورته في أغلب الأحيان ، المرأة الموظفة رغم أنها تحصل على بعض من تلك الحقوق في حريتها والتي لا تتعدى كونها حقوق فهي ضمن الاستحقاقات بنظر المجتمع وضمن أطار للضرورة أحكام ، فهي عرضة لفقدان زوجها لأنها لا تعيش بحالة استقرار نفسي وأسري وخاصة إذا كانت تسكن مع أهل الزوج ، فكثير من النساء يعشن حياة زوجية فاشلة مع أزواج تقطعت أواصر المودة والرحمة بينهم ولو تم تقييم الأمر نجده يعود إلى وظيفة المرأة و خروجها من المنزل ليلقي بالكثير من المشاعر والالتزامات عرض الحائط ، حتماً أن خروج المرأة للعمل يخضع لأسباب قد تكون أولها ظروف المعشية الصعبة وقلة دخل الزوج وغلاء الأسعار ، وكم من نساء خرجن للعمل لإعانة الزوج فتكون النتيجة خسرانها لزوجها أو فشلها في تربية أبناءها ، أن عبء المرأة الموظفة كبير جدا يوازي معانات ومشقة الرجل في تحصيل الرزق للأسرة وقد يكون عبئها أضعاف مضاعفة فهناك التزامات تحتم عليها تطبيقها بل والالتزام بها كي تكون أم وزوجة جديرة ..

عقوبة الزوج لزوجته الموظفة

أما الباحثة الاجتماعية سهلية عبد الله "تؤكد أن استقلال المرأة مادياً هو من المؤشرات على سوء العلاقة الزوجية وتشير إلى أن مشاركة المرأة والرجل في الأنفاق يجعلها أكثر تدخلاً في القرارات المنزلية التي يعتبرها الرجل حقاً خالصاً له يعزز رجولته ، سحب هذا البساط من تحت قدميه يدخل علاقتهما في نفق من المشكلات يصعب الخروج منها وقد تأخذ الكثير من الأوجه منها عدم سماح الزوجة بتدخل أهل الزوج وإبداء الرأي في أي موضوع يخص أسرتهم وأيضاً لجوء الزوج محاولاً للخروج من تلك العادات والتقاليد الراسخة في تفكيره بأنه رجل ويجب أن يكون زمام الأمور بيدها ليبحث عن امرأة ثانية غير زوجته لتحقيق رجولته نفسياً ، وهناك أيضاً إذا رغب الزوج بعمل المرأة غاية في مساعدته مادياً ليجعل من هذا الشرط سبباً لعملها هنا ستحدث مشكلة أخرى حين يكتشف الزوج باحتفاظ زوجته ببعض المال فنجده يتوتر ويبدأ بعقابها بطرق كثيرة منها اتهامها بالتقصير في حقوقه والانشغال عنه مما يجعل الحياة بينهما في حالة من الغليان ... وتضيف هنا تشعر المرأة دائماً بعدم السعادة وتجد نفسها عند مفترق طرق مسؤولية البيت وزوجها ومصاريف البيت ، أن هذه الطرق ليست بالقليلة فهي كم هائل من المشاكل والهموم يجعل من الزوجة الموظفة في حالة توتر دائم وخوف من مستقبل مجهول ..