ألمتعة..زواج أم إعارة الفروج إلى أجل مسمى...



تانيا جعفر الشريف
2009 / 4 / 5

ألله سبحانه وتعالى لم يدع أمرا من أمور الدنيا فريسة تتصرف بها ألأهواء والغرائز إلا ونظمه بتشريع يضمن فيه سلامة السلوك الإنساني لإن الإسلام دين حياة وليس دينا عبثيا .
والله تعالى لايسن الظلم ولايقر أمرا يحط من قيمة الإنسان لإنه خلقه بأحسن تقويم وهو ينظر للعلاقة بين الرجل والمرأة نظرة تقدير وتهذيب وسمو بالنفس البشرية لانظرة حيوانية مجردة وجعل الجنس عاملا للإستقرار النفسي للزوجين وسبيلا لإصلاح النفوس واستمرار الخلق بالتناسل .باختصار إنه جعل العلاقة الزوجية ذات سحر وفتنة وليس غريزة حيوانية بعيدة عن المشاعر والأحاسيس .
وإذا كان زواج(المتعة) معروفا بالجاهلية فلم يكن زواجا حقيقيا وإنما كان عادة سلوكية تناظر الدعارة الان بشكل كامل ولإن فطام النفس عن أمر ألفته يحتاج وقتا طويلا وصبرا فإن الإسلام تدرج في تحريم هذه الظاهرة الفوضوية الشاذة تماما كما تدرج في تحريم سواها من السلوكيات التي إعتاد المجتمع الجاهلي ممارستها دون تحفظ كالخمر والميسر (القمار) وغيرها فمعروف إن تحريم الخمل قد تناوله الشارع المقدس بايات ثلاث قبل نزول أية التحريم المطلق (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)كذلك ما يعرف الآن بزواج المتعة فقد أبيح إبتداءا وعلى نطاق ضيق يصل إلى حد الضرورة كالسفرالطويل وفي أثناء الغزوات أول الإسلام ثم حرمه فيما بعد تحريما مطلقا يوم خيبر وفي سورة المؤمنين بقوله(ألذين هم لفروجهم حافظون .إلاعلى أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فهم غير ملومين)..
وبعد فالزواج في الإسلام مبني على عقد وميثاق غليظ يقوم أساسا على مبدأ ونية العشرة الدائمة التي لا تحل إلا بالموت أو الفسخ والطلاق ليحقق النتائج السامية التي من أجلها أبيح وهي تكوين الأسرة السليمة والنسل والعشرة الزوجية(المؤانسة)المتبادلة وليس عقدا بنية الطلاق كالمتعة (والله الذي خلق لكم من انفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة) وقوله(والله الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)..
ومعروف إن مايترتب على عقد الزواج الإسلامي الصحيح من نتائج تتلخص بخطبة علنية وإيجاب وقبول وأجر التمتع (المهر) ثم نسب وتوارث وعدة وفاة أو طلاق ونفقة ما بعد الطلاق لو حصل في حين إجتهد فقهاء (المتعة) بإن لاتوارث بين الزوجين ولا نفقة ..
في زواج المتعة في الفقه الجعفري يعتبر زواجا معتبرا حتى لو إستغرق خمس دقائق فأين المودة والرحمة في هذا وأين الغاية السامية في مثل هذا الزواج...
أما القول إن الله سبحانه وتعالى أباح المتعة للمسلمين إذ لم يسم لها مهرا تمييزا لها عن الزواج الدائم بقوله(وما استمتعتم به من النساء فأتوهن أجورهن ) فمردود بقوله (ياأيها النبي إنا أحللنا إليك أزواجك اللآتي أتيت أجورهن) وإلا فهل كانت زوجات رسول الله زوجات متعة ..
وإذا كان لزواج المتعة ضروراته التي لا أنكرها في وقتها فأرى إن هذه الضرورات لم تعد موجودة وطالما إن الحكم الشرعي يرتبط وجوده بعلته وحيث إن علة هذا الزواج إنتفت فمن الأولى أن يكون هذا الزواج قد إندثر .
أما إصرار بعض بل معظم فقهاء مذهبنا على حليته بل واستحباب إتيانه والترويج له فذلك أمر في غاية الخطورة والغرابة تعالوا لنستقريءبعض الآراء الفقهية في هذا الأمر ومن أمهات كتب الفقه الجعفري لنستشف ماذا يريدون للمجتمعات الإسلامية من أمر .
1: في كتاب من لايحضره الفقيه نقرأ :
ألإيمان بالمتعة أصل من أصول الدين ومنكرها منكر للدين.
إن المتمتعة من النساء مغفور لها.
المتعة من أعظم أسباب دخول الجنة بل إنها توصلهم إلى درجة تجعلهم يزاحمون الأنبياء في مراتبهم بالجنة.
2:في كتاب تفسير منهاج الصالحين نذكر ماورد.
ألمتعة من فضائل الدين وتطفيء غضب الرب .
من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجذع(مقطوع العضو)
3: في كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي نقرأ.
جواز التمتع بالبكر دون إذن وليها ومن غير شهود .
يجوز للرجل التمتع بما شاء من النساء ألفا أو أكثر.
4: وفي كتاب الإستبصار للطوسي أيضا نجد .
جواز التمتع بالصغيرة التي لم تبلغ الحلم وجواز إتيانها من مؤخرتها(أعوذ بالله).
جواز أن يكون الزواج مضاجعة واحدة يسمونها(إعارة الفروج).
ولا يجد الطوسي من داع لسؤال المرأة إن كانت متزوجة أو عاهرة.
أقول أين هذه الفوضى الجنسية من الزواج أين العذرية والعفة فيها أين الرحمة والمودة والسكن .أين الغاية النبيلة والهدف السامي في مثل هذا المجون السافر...
ألمجتمع الشيعي إجمالا ونزولا عند فتاوى الفقهاء مجتمع مقلد لآراء وفتاوى ومشيئات الفقهاء وحيث إن الأمر كذلك والغريزة الحيوانية موجودة لدى كل إنسان قولوا لي بربكم لم لا تتمتع الصبية المراهقة الجامحة إذا كان في إشباع غريزتها غفران لكل ذنوبها وطريقها سالك إلى الجنة .ولماذا لا يتمتع الرجل إذا وجد إن في تمتعه سبيلا لمراتب الأنياء في بلوغ الجنة ولماذا لا يعترف الشاذون الحيوانيون بالمتعة كأصل من أصول الدين طالما إن نكرانها على رأي الفقهاء نكران للإسلام..
حسبي الله منهم ..إنهم يدعوننا قسرا للفسوق والفجور العلني ..تعالوا الى القابلات المأذونات وغير المأذونات لتعرفوا كم جنينا يسقطن من رحم الصبايا المتقربات الى الله بزواج المتعةكل شهر تعالوا لتعلموا إن بناتكم في خطر لا سبيل الى ردعه إلا بقدرة الله تعالى .
تعالوا إلى أوساط الجامعات العراقية لتعوا أي تبادل لزيجات وأزواج المتعة يتم .تعالوا إلى منابر الخطباء الحوزويون لتسمعوا أي تحريض للمصلين بإتيان المتعة واستحبابها ..
إنها دعوة لنكران (الحافظون فروجهم والحافظات ) فالفروج مشاعة وإتيانها مباح ومأجور أجرا عظيما.
إنهم يدعون لممارسة الرذائل على إنها فضائل ويتبعون الكفر باسم الإسلام ويبتغون به إلى الله سبيلا ..
لو حق إن ذلك هو الإسلام وتلك هي تعاليمه ودعاويه فأولى بنا أن نكفر به ونندم على سنينا قضيناه بعبادات مزيفة وأحكام ضالة ...
وأقول أخيرا إذا كان ديننا يدعونا يدعونا لاتخاذ أخدان بدون حساب أو شرط لم نستكثر ونكفر المجتمع الغربي لإن رجاله يتخذون صديقة واحدة يخلصون لها وتخلص لهم وتتوفر بالطرفين شروط الزواج الصحيح في الإسلام من إيجاب وقبول وإنفاق وبنوة وميراث أليست هذه تعاليم إسلامنا التي نخالفها ويطبقونها من ندعوهم كفارا وماذا في هذا من كفر لو قورنوا بنا في هذا الشأن وختاما أورد بالنص رأي أية الله المطهري في خصوص نوع من أنواع زواج المتعة .يقول الشيخ(ومن حيث المبدأ يجوز لإي رجل وامرأة يريدان عقد زواج دائم ولم تتح لهما الفرصة والإمكانية لمعرفة بعض أن يعقدا زواج متعة للتجربة يعيشان بمقتضاها مع بعض لفترة فإذا اقتنعا ببعض جاز لهم التزوج زواجا دائميا وإلا فكل إلى سبيله ) ..ماشاء الله . إذن وألامر هكذا بإمكان أي شاب وشابة أن يعيشا مع بعض حلالا ثم يفترقا ليبدلا بعض بكل يسر وسهولة وبإسم الدين وتعاليمه (السمحاء) جدا.


________________________________________