عندما تكون عفة المرأة ...ذنبا...



تانيا جعفر الشريف
2009 / 4 / 16

من يتصفح بعض أروقة القضاء العراقي يجد العجب العجاب في صور قدر للمرأة أن تكون ضحيتها بامتياز مطلق واليوم أستذكر واحدة من أبشع القضايا الإنسانية غرابة والتي حصلت لفتاة أنهت في حينها للتو دراستها في إعدادية التجارة في أحد أقضية مدينتي (ألنجف الأشرف)..
تبدأ القصة(ألقضية) عندما يتقدم الأبن المدلل لعائلة عمة الفتاة ويدعى(س) لخطبة إبنة خاله الحسناء (ص) فيتم الإيجاب والقبول ومن ثم الإستعداد للزواج وتتم المراسيم حسب الأصول ويدخل الزوج على عروسه...
بعد ستة عشر شهرا كاملة ..تحضر الزوجة(الفتاة) إلى مكتبي الصغير تفتح لي قلبها وتطالبني كعادة كل فتاة عراقية مظلومة وما أكثرهن في واقعنا الذكوري المقيت السمج أول ما تطالبني بسرية وخصوصية وضعها وسأورد واقعة الفتاة (الزوجة) كما روتها وكما هي وبتفاصيل أقل من أوراق دعواها المرفوعة للقضاء في وقته مع الأخذ بالاعتبار إن المعلومات المذكورة ولإسباب إجتماعية هي أكثر بشاعة مما هو موجود في أوراق الدعوى لإن البنت هي إبنة عمة الزوج ومن عمومته ولإن الواقع الإجتماعي ينظر بعين واحدة للأحداث وهي العين التي تسيء الضن بالمرأة حصرا ..تقول الفتاة لما دخل علي زوجي تلك الليلة لم يستطيع لإسباب قال إنها نفسية من فض بكارتي رغم تعاوني معه ولإن العرف الأجتماعي في منطقتنا وأغلب مدن العراق يعتبر بقاء الزوجة باكراإلى الصباح يعد عارا على الرجل ولإن الأمر سيان بالنسبة لي(حديث البنت) وهو سيحصل غدا أو بعده فقد طاوعته وقدرت حرجه عندما قال لي إنه لا يستطيع مواجهة ذويه وعروسه لازالت باكرا ولابد أن يريهم (علامات رجولته ماديا) فكان إن قام بفض الفتاة بأصبعه على أن يتم الأمر لاحقا ولابأس..
ألذي حصل إن الزوج وبعد ضمان سكوت وإستجابة (ص) عجز لاحقا عن الممارسة الجنسية مع عروسه وتحجج لها إنه لم يجرب الجنس في حياته وإنه سيراجع الطبيب في مدينة أخرى وبالفعل قال لها إنه يتعالج الآن وسيتحسن الحال ...
كل هذا والفتاة ساكتة لم تفش الأمر لأقرب الناس اليها على أمل قريب يلوح بالأفق البعيد وكانت خير عون له في مراعاة حالته النفسية التي ينبغي أن تكون في قمة السوء ...
ألآن وبعد ستة عشر شهرا نطقت(ص) وواجهته بالأمر وإلى أين سيؤول الأمر ومتى فكان أن انتفض الزوج (البطل) قائلا إنه لو تكلمت أمام ذويها (ذويه) فسينتقم بطريقته الخاصة وسكتت أياما أخرى قبل أن تفتح الموضوع مع أقرب الناس إليه أبوه وهو خالها بنفس الوقت والذي يعد بمثابة أبيها كونها يتيمة الأب قالت له بكل شجاعة إن (س) وبعد كل هذا الزمن عاجز عن إتيانها وإنها إحتراما لما بينهما ولصلة الرحم والقرابة ومراعاة لشعور ونفسية (س) ضلت ساكتة كل هذا الوقت وإن الموضوع فاض بها ولم يعد يحتمل ولاتوجد بوادر أمل به..
وساعتها طالبها خالها بعدم البوح بالموضوع وإنه سيتصرف بما يناسب الموضوع وشكرها على حسن موقفها ونبلها وإن كان قد أخذها على سكوتها كل هذه المدة ..
وحين واجه الأب أبنه بالموضوع أنكر وتوعد الزوجة(الكاذبة) بالإنتقام من خلال إسراعه بطردها من البيت واتهامه إياها بالتشهير به والطعن برجولته وأبعدها من بيت(الزوجية)بالثوب التي جاءت به من أهلها قبل سنة وأربعة شهور..
وأضيف وبعد إطلاعي أفكار الفتاة وحالتها وقناعتي بحججها وتأكدي من صدقها رفعت دعوى إلى القضاء وضحت فيها معظم وليس كل الأمر حفاظا على أسرار عائلية مخزية وبإلحاح لا يوصف من الفتاة المسكينة في حين إن الطرف المقابل رفع دعوى أخرى داعيا زوجته(مع إيقاف التنفيذ ) إلى المطاوعة الزوجية.
طبعا موكلتي لم تحظ بالحد الأدنى من الحقوق الشرعية فلا ملابس ولاأثاث ولاأي شيء وحيث إنه تمادى بالتشهير بالصبية لدرجة إنه طعن بشرفها (وهي قريبته) وإدعى أمام الرأي العام إنها ربما تقيم علاقة مع أخر .وأما الأب فقد لزم الصمت أمام حراجة الموقف عليه مع انحياز مادي الى الإبن وانحياز عاطفي إلى الزوجة فما كان مني كوكيلة إلا (فتح)الملفات السرية للمحافظة على حقوق موكلتي المسكينة وهنا كانت الطامة ..
إبتداءا عرضت الأوراق في محكمة الأحوال الشخصية كأي قضية طلاق أخرى إلا إن الزوج( الخارق) أصر على دعوة الزوجة المغلوبة على أمرها إلى بيت الزوجية وحينذاك وبناءا على إدعاء الزوجة دونت إفادة ص على إن الزوج عاجز عن أداء دوره الجنسي معها فلم تجد المحكمة بدا من طلب الإثبات الذي كان أول الأمر إن س لم يمارس العملية الجنسية ولامرة في حياتهما معا إلا إن المحكمة الموقرة إكتفت بإحالة الزوجة إلى دائرة الطب العدلي لبيان الأمر والتي بدورها ذكرت إن الفتاة فاقدة العذرية واستنادا لهذا فقط حكمت المحكمة برد هذه الدعوى مما اضطرني إلى استئناف القرار مذكرة محكمة الإستئناف إن الفتاة لم تدعي العذرية ولكن تنكر إن الزوج وطئها وأفقدها العذرية وبالتفاصيل التي ذكرتها سلفا..وبعد دراسة الأوراق في محكمة الإستئناف نقض قرار المحكمة وأوصي بإحالة الفتاة مرة أخرى إلى الطب العدلي في بغداد لبيان ماإذا كانت الفتاة فعلا لازالت غير مدخول بها شرعا أم لا بعد مرور ستة عشر شهرا على زواجها فجاء التقرير الطبي العدلي بما معناه إن الفتاة فاقدة البكارة أولا ولا يوجد أثر إيلاج أو ممارسة جنسية معها ثانيا ..(معلوم إن غشاء البكارة قد يفض دون ممارسة جنسية)
ألمهم لم تقتنع محكمة الموضوع بتقرير الطب العدلي مما إضطرني ونزولا عند ثقة ص بموقفها إلى تقديم طلب بإحلة الزوج س إلى الطب العدلي لبيان مدى قدرته على القيام ماادعى به من إن عاشرها ويعاشرها باستمرار الأمر الذي تنفيه هي بإصرار كبير وبعد مماطلة من المدعي ووكيله وكذلك المحكمة(مع الأسف) وبعدرد الطلب وتمييزه من قبلي أمرت محكمة الأستئناف بتلبية طلبي ..وفي هذه الأثناء كان ذوو الزوجين يتدخلون بمنتهى القوة والضغط وتهديد الزوجة من أجل التنازل عن الدعوى بدون مقابل ..
ألمهم أحيل الزوج (الفلتة) الى الطبيب العدلي فماذا كان ؟أشار تقرير الطب العدلي ألأولي إلى إن المدعو س لايحمل صفاة جنسية ذكورية فاعلة ما عدى الأعضاء التناسلية وبالتالي فيستحيل عليه والحال هذا أداءا جنسيا بأي صورة كانت فكانت الصدمة التي لاتوصف والتي إتخذ رد فعله تجاهها وجهين متناقضين ألأول نقض قرار الطب العدلي قانونا وطلب الأحالة الى دائرة طب أخرى(محايدة) ربما من أجل تهيئة الأمر لها وضمانها بصالحه وما أسهل الأمر في تلك الفترة أما الوجه الثاني ألأقذر فهو إنه أقام دعوى الخيانة الزوجية بادعاء إنه طالما كان عاجزا عن أداء دوره الذكوري بمقتضى الطب العدلي وادعاء الزوجة فإنه يطالب مثول الزوجة بصفة( متهمة بالخيانة الزوجية) طالما إنها مفضوضة البكارة ومع تزايد الضغط المادي والمعنوي والتهديد والإعتداء الفعلي على الفتاة وقبل أن يرسل إلى دائرة الطب العدلي الثانية أكرهت الطفلة المسكينة على التنازل عن كافة حقوقها واعتباراتها المادية والمعنوية ...
نعم تلك حلقة من سلسلة من إمتهانات المرأة التي ليس لها حد عند أحد في واقع يعتبر المرأة خطأ في حياته ويعاملها بهذا التوجه..فهذا (الخنثي) مع عجزه لو وجد إن ص غير عذراء ليلة حاول أن...لذبحها من ليلتها ولهتف له كل الرجال وصفقوا لبطولته ورجولته وغيرته ولكنها حين اكتشفت عجزه إرتضت لنفسها أن تذبح ألف مرة من أجل أن لا تجرحه لماذا ؟ لإنه رجل ولإنها إمرأة طاهرة ...
أقول بعد هذا إلى متى وإلى متى أخرى تبقى المرأة ضحية فشل الرجل ومجونه وسفالته إلى متى تغطي المرأة فشل الرجل حتى إذا ما كاشفته إتهمها بأقذر اتهام كما حصل للفتاة(س) ..
فاتني وربما بقصد إن تقرير الطب العدلي الخاص بالزوج ذكر أشياء أخرى ولكن لن أذكرها لكم..وكل لبيب بالإشارة يفهم..