تحقيق / جانبا آخر من اضطهاد المرأة... الهواتف النقالة .... عززت الفوارق وعدم المساواة بين الجنسين !!



إبتهال بليبل
2009 / 4 / 26

•العنف الجسدي بسبب ( رنة موبايل ) أو اتصال طارئ ليلاً ...
•تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعزز ممارساتها القمعية ضد المرأة ...
•كذبة تحقيق المساواة للمرأة وفكرة غربية فاسدة ...
مشاحنات مستمرة ومشاكل تبين عدم الاستقرار ، وعدم الاهتمام وفقدان الثقة والغيرة ، والتي أسفرت في بعض الأحيان إلى انتهاكات جسدية ولفظية من قبل الرجال تجاه زوجاتهم ... كل هذه النتائج تشير إلى إن التقنيات الجديدة أصبحت جانبا آخر من اضطهاد المرأة من قبل الرجل ، و مصدر أخر في عدم المساواة بينهما ، فهي ليست مجرد حالات لعدم المساواة الاجتماعية فقط ، بل من الممكن أن تعزز الهواتف المحمولة الفوارق الاقتصادية بين الجنسين ، وأوقات استخدامها التي لا تزال باهظة الثمن ، فالنساء عادة تكون أقل قدرة من الرجال على تحمل عبء استخدامه ومع ذلك ، ولعدم كفاية الإحصاءات الرسمية بشأن مجموعة من الشواغل الجنسانية المتصلة بالتكنولوجيا إلا أن هذه التطورات الجديدة قد صعب تحليلها فبدت كمؤشر جديد لاضطهاد المرأة ، ففي الماضي القريب ، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أضيفت إلى المرأة باعتبارها أداة لديها القدرة في تمكينها والاستفادة منها بعدد من المشاريع التي تستهدف النساء على وجه التحديد ، إلا أن هذا التمكين كثيرا ما يستخدم من دون تعريف واضح في المشروع أو الوسائل التي يمكن قياس التمكين من خلالها ، على الرغم من أن بعض العلماء قالوا إن المشكلة ليست ذات معنى ، وإنما هي وسيلة لقياس التمكين ، ويعتقد اعتقادا قويا بأن كلا من المعنى والقياس يحتاج إلى معالجة لضمان وجود أكثر جدوى وتقييم لتنمية أكبر ..

اتصال طارئ ليلاً

بعض النساء أكدن أنهم يعانون من سوء معاملة أزواجهن خصوصا عندما يتلقين مكالمات من زملائهن في العمل ، أو عندما يتصل أحدهم بهن في وقت متأخر ، لنجد الزوج يبدأ بتوبيخ المرأة ويسمعها كلام غير أخلاقي أو لائق ، وربما هناك من يستخدم العنف الجسدي محاولاً ضرب الزوجة بسبب ( رنة موبايل ) أو اتصال طارئ ليلاً ..

أرقام هاتفي النقال مدونة على ورقة

أما باسمة عبد الرحيم / موظفة حدثتنا بالقول " في أحدى المرات دخلت إلى غرفتي واكتشفت بالصدفة أن الأرقام المسجلة في هاتفي النقال مدونة على ورقة كانت معدة بشكل عفوي تحت فراش السرير وفي أسفل الصفحة دونت بعض الأرقام المذكورة في أعلى الصفحة لأفهم من ذلك أنه يقوم بالاتصال بهذه الأرقام والتأكد من أصحابها عندما يجدها في مفكرة الاتصالات التي تلقيتها على مدى النهار ، ومن هذه التصرفات بدأت أشعر بالنفور وصرت أفقد تلك المشاعر التي تكلل علاقتنا ، فهذا التصرف يشعرني بعدم ثقته بي ...

اختبار المشاعر بتجربة مريضة

ما يحيرني أن زوجي يقوم بالاتصال بي من رقم نقال لا أعرفه ولكني اكتشفت يوماً أنه عائد له عندما كنت أحاول تفريغ محتويات جيوب ملابسه لغسلها لأجد فاتورة شراء شريحة هاتف نقال لنفس الرقم الذي يتصل منه إلي باستمرار في محاولة منه تقمص شخصية رجل يتغزل بي أو يرغب بالحديث معه ، كتجربة مريضة منه في اختبار مشاعري بأن أخونه أو لا هذا ما قالته لنا أبتسام سيف / ربة بيت ..

رمى الهاتف وضربها بقسوة

منى جاسم بينت لنا أنها لا ترغب باقتناء الهاتف النقال لما تلقته من زوجها العام الماضي من تهجم وضرب بلغ لدرجة كسر جهاز الهاتف النقال لأنه سمعها وهي تحدث والدتها عن بعض مشاكلها ومعاناتها مع زوجها مما أغضب زوجها فبادر إلى رمى الهاتف وضربها بقسوة ، وتضيف لا أريد شيء يرهق أعصابي ويزيد مشاكلي مع زوجي ، فأنا أعتبر الهاتف يسبب المشاكل بين الزوجين ..

الهاتف النقال يعزز ممارسة القمع ضد المرأة

تفسر لنا فريدة عادل / باحثة اجتماعية هذه الظاهرة بالقول " تواصل عمليات البحث عن تأثير الهاتف النقال على مركز ومكانة المرأة وخاصة في البلدان النامية ، فمن خلال هذه الظواهر المنتشرة بين الأزواج ، تعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز ممارساتها القمعية ضد المرأة في مقابل تمكينها من استخدامه في هذه الحالة يمكننا أن نرى أن المرأة حتى لو كانت الهواتف الخاصة بها ، فأنه مقيد من قبل أزواجهن الذين يريدون السيطرة على زوجاتهم وأيضاً على هذا العصر...ولكن لتعزيز تلك السياسات والقرارات في خدمة الهاتف المحمول يجب أن نفهم أن التكنولوجيات الجديدة خلقت المشاكل وكذلك الحلول ، هذه المشاكل لا بد من الاعتراف بها إذا أريد لها أن تكون من بين أمور أخرى ، وهذا يتطلب زيادة كبيرة في الوعي بين الجنسين في السياسات والمشاريع "...

التخلي عن الهواتف المحمولة

وتتابع حديثها " وعلى نطاق واسع في أنماط الإنفاق على التكنولوجيا من خلال المبالغ التي تصرف على شراء بطاقات تعبئة رصيد الهواتف النقالة ، وتحديدا في الأسر ، هذه الدراسة الإثنوغرافية في المناطق البعيدة عن مركز المدينة والتي ركزت على النساء ، وجدت الدراسة أن المرأة حصلت على الدخل سواء من زوجها -- حوالي 1 دولار في اليوم ، أو من الأعمال التجارية الصغيرة ، في عام 2007 ، عندما أجريت الدراسة ، و 3 دقائق خارج وقت الذروة في الحديث على نفس الشبكة الذي يعادل نحو 40 ٪ من ميزانية الأسرة اليومية ، ونظرا لهذا فأن تكلفة الاتصالات كبيرة ، وبالتالي فإن السؤال المطروح هو من سيتخلى عن استخدام الهواتف النقالة ؟ في هذه الحالة ، ستكون المرأة هي من يرشح بالتخلي عن استخدامها للهاتف النقال ..

كذبة تحقيق المساواة للمرأة

وتضيف أن العالم العربي متنوع في الثقافة ، والقيادة ، ويتبع السلالات المختلفة التي تمتزج بالدين ، ومن المستحيل تعميم الحكم من دون معرفة حقيقية ما يعني أن تعيش المرأة وهي تدفع أقل للحصول على فرصة ذات قيمة متساوية مع الرجل ، اضطهاد المرأة ليس حكرا على العالم العربي ، وإنما هو كذبة في تحقيق المساواة للمرأة و فكرة غربية فاسدة ، ليظهر لنا التاريخ أن العديد من الثقافات في الماضي أعطت المزيد من المساواة للمرأة لبعض مجتمعات اليوم ، انه من السهل الحكم على المرأة العربية وعدم الاعتراف بمستوى التنوع والتطور القائم داخل المجتمع العربي ، عندما نسمع مثل هذه القصص ، و من السهل أيضاً فهم ، جميع الإخبار في وسائل الإعلام / وتحديداً الأخبار السيئة المثيرة للقهر والظلم وعدم المساواة والعكس طبعاً موجود في كل المجتمعات التقليدية أو الحديثة ، وبطرق مختلفة فيها -- ولكن على جميع النساء العمل معا للمساعدة في جميع المجتمعات ، دور المرأة هو التغير في العالم العربي في وتيرة سريعة جدا، وأعتقد أن كل امرأة في منطقة الشرق الأوسط ، أو في أي مكان في العالم بالنسبة لهذا الأمر ينبغي أن تكون لها نفس الحقوق التي هي للرجل ، تماما كما في القدرة والكفاءة التي يتمتع بها الرجل ، وعلى الجانب الآخر ، هناك المرأة التي تم غسل دماغها منذ الولادة ، وتدريس بعضهن على أن الهدف في الحياة هو الزواج ، وإنجاب الأطفال ، لنجد العديد من النساء سعيدات بهذه الطريقة في الحياة ولكن في نهاية المطاف ، بل و باعتراف الكثير منهن بأن المرأة هي أكثر كفاءة من الرجل..