الرجل الشرقي والنت



بريهان الجاف
2009 / 5 / 1

الرجل الشرقي لا يرضى الا بأدوار البطولة رغم إن الهزيمة والانكسار ثابتة في مجرى حياته فهو يبحث عما ينقصه , وكشف لنا الانترنت ان الرجل الشرقي تعبان جدا و لازال يحلم ويحلم ويحلم وعندما دخل النت غرفة نومه شعر الرجل الشرقي بهزيمته فاستخدم النت بطريقة بدائية وشرقية جدا فالنت للرجل الشرقي يعني استضافة عناوين كل النساء اللواتي يكتبن او لديهن ايميلات بغض النظر عن موافقتهن من عدمها رغم ان النت حالة متحضر الا ان الرجل الشرقي يرفض التحضر في الألفية الثالثة , والمرأة مسكينة ما ان تراودها رغبة النشر هنا أو هناك ويوضع ايميلها مع الموضوع تنهال عليها برقيات الاعجاب و(أوف لاين) الرغبة بقراءة ما تكتبه وبين لحظة واخرى تجد انها استضافت عشرات الرجال والغريب في الأمر انهم جميعا من العراق والأكثر غرابة اغلبهم يحملون عنوان ((كاتب واعلامي عراقي) واغلبهم يكتبون مقالات مسروقة من الآخرين عيني عينك واغلبهم يشتمون حكومتهم رغم انهم انتخبوها وجميعهم غير سعداء مع زوجاتهم أو غير متزوجين وجميعهم يطلبون فتح مايك وكامره وكانهم يفتحون مدن جديدة لا بالسيوف هذه المرة ولكن بضربة واحدة على الكيبورد, هؤلاء يسيئون لصفة الكاتب والاعلامي وقبل هذا وذاك يسيئون للعراق كدولة وأرض وشعب لهذا اقترح على هؤلاء تبديل عناوينهم من كاتب واعلامي الى هواة المراسلة والتعارف . وربما نعذرهم في هذا لأنهم لا يدركون قيمة هذه التكنلوجيا التي اخترعها الانسان لتقليص المسافات واختزال الزمن والجهد معا وان نسبة كبيرة جدا منهم لا يعرف من النت سوى المحادثة عبر الماسنجر ويخصصون يوميا الساعات الكثيرة لهذه المهمة وبالتأكيد فان هذا ينعكس سلبا عليهم اذا كانوا موظفين في الدولة فانهم سيقضون جل الوقت في تبادل الاحاديث عن مغامراتهم الماسنجرية اما اذا كانوا طلبة مدارس وكليات فانهم بالتاكيد سيحصلون على علامات ودرجات واطئة جدا كأفكارهم ...