نساء جارتنا الكويت



حكمة اقبال
2009 / 5 / 19

اربعة سيدات كويتيات حصلن على مقاعد لهن تحت قبة مجلس الامة الكويتي في انتخابات يوم امس السبت ، وهذه المرة الاولى التي تحصل فيها المراة الكويتية على تمثيل في المجلس بعد الاخفاق في انتخابات 2005 التي سمحت للمرة الاولى بحق الترشيح وحق التصويت ، وكذلك في عام 2008 . النجاح هذه المرة جاء ليؤكد من جديد ان الديمقراطية الكويتية رغم نواقصها تبقى الافضل في محيطها الخليجي والعربي .

السيدات الاربعة فزن بمقاعدهن في مجلس الامة الكويتي لان الناخب الكويتي سواء كان رجلا او امراة شعر بالحاجة الى ضرورة وجود المرأة الكويتية في عضوية المجلس ، رغم كثرة دعاوى السلفيين لعدم انتخاب النساء لانهم يعتقدون ان العمل السياسي خاص بالرجال ، ان فوزهن هو صفعة حقيقة لكل تلك الافكار البالية .

السيدات الاربعة فزن بمقاعدهن في مجلس الامة الكويتي لان الناخب الكويتي اختارهن لشخوصهن وليس لانتمائهن لحزب سياسي ، ففي الكويت لاتوجد احزاب سياسية ، بينما النساء العضوات في برلمانات الدول العربية فزن بتلك المقاعد لعضويتهن في الاحزاب السياسية وغالبا الحاكمة في تلك البلدان . في العراق مثلا توجد نسبة 25% من النساء في عضوية البرلمان ، هذه النسبة لم تحصل عليها المراة العراقية نتيجة نضالاتها وليس لان الاحزاب السياسية العراقية ارادت ذلك ، بل لان سلطة الاحتلال بشخص بول بريمر فرضت ذلك على الدستور العراقي ، وقسم منهن يرفضن المطالبة بحقوق المراة المدنية وتعديل قانون الاحوال الشخصية لما يخدم حصول المرأة على حقوقها الطبيعية ، ينطلقن في ذلك من بعض المفاهيم والتفسيرات الدينية لوضع المراة في المجتمع .

جارتنا الصغيرة والعزيزة الكويت كانت هدفا لبعض حكام العراق عندما تشتد بهم الازمات ، الملك غازي طالب بها ، وعبد الكريم قاسم اسماها القضاء السليب ، والمقبور صدام غزاها بكل غباء معتقدا ان المجتمع الدولي سيسكت عن ذلك . تحررت الكويت بفضل الموقف الدولي وسقط نظام صدام ، وعلينا السعي لاقامة علاقات جوار ومحبة كما كانت دوما بين العراقيين والكويتيين . في زبارتي الاولى الى الكويت عام 2003 متوجها الى العراق كان علي الانتظار لمدة اكثر من ساعة للتأكد من هويتي واعطائي الموافقة بالدخول ، موظف المطار الذي شعر بالخجل حينها لانتظاري ذلك الوقت الطويل بدأ يحدثني عن المحبة والود بين العراقيين والكويتيين حتى غزو صدام الذي قلب الامور عاليها واطيها . صديق لي يسالني لماذا لم تسقط الكويت ديونها على العراق مثلما فعلت بافي الدول ؟ اجيبه دوما انها مسالة وقت وان بعض نواب مجلس الامة يريدها ورقة لاجندة داخلية ، وان المجلس القادم سيحل تلك المشكلة بعدما اصبح لكلا البلدين سفارة في البلد الاخر .

اعتز كثيرا ان لي في الكويت صداقة طيبة مع عائلتين من المظفر والخطيب ، التقيهما كلما عدت من العراق على طاولة عشاء لذيذ دوما ، يشعروني بان اهل الكويت هم كما كانوا دائما جيران طيبين للعراق ، وبالطبع فلست انا العراقي الوحيد الذي يلتقونه ، فقد استقبلوا ويستقبلون عراقيين آخرين ، يجمع ما بيننا تواصل الصداقة والمحبة بين العراقيين وجيرانهم الكويتيين ، كما كان ذلك دوما .

مبروك للسيدات معصومة المبارك ، أسيل العوضي ، رولا دشتي وسلوى الجسار ، ميروك للمرأة الكويتية ومبروك لابناء الكويت عرس الديمقراطية الكويتية

حكمت حسين
كوبنهاغن 17 مايس