معلمتي وأستاذتي د معصومة المبارك شكرا



سهام فوزي
2009 / 5 / 20

شكلت نتائج انتخابات مجلس الامه الكويتي 2009 ضربة قاصمة وهزيمة جديده للتيار الاسلامي في معقل جديد وساحه جديده في ارجاء وطننا العربي ،واتمني ان تمتد هذه الهزيمة الي باقي ارجاء الوطن العربي فننهض من التخلف والجهل الذي يصاحبنا منذ فترات طويله منذ ان سلط الله علينا هذا التيار ليقودنا خطوات الي الوراء ،وكانت الكويت احد البلدان التي تعرضت لفتره طويله خاصه بعد احتلال صدام حسين لها الي هذا الغزو الذي اقترن بزيادة سطوة التيار القبلي علي الحياة في الكويت وبدا التحالف بين هذين التيارين ليحاولا تقويض النهضه التي شهدتها الكويت وكانت اولي تلك المحاولات موجهه الي المراة الكويتيه ومحاولة تحجيم دورها وتقييد هذا الدور ،وتدخل هذا التيار في كل نواحي الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسيه وبدا من الجامعه فبدانا نشهد فصل الاناث عن الذكور في فصول الدراسه وكانما وجودهما معا سيقود الي الخطيئه وابتدا التحريم يمتد من مجال الي مجال حتي بات الامر وكانه محاولة الي القضاء علي الهوية الثقافيه التي تميزت بها الكويت ،وبدأ هذا التيار في محاربه الكتاب المتنورين ومحاولة ادخالهم الي السجون بهدف ارهابهم وكان من ضمن ضحايا هذا التيار الدكتور الفاضل أحمد البغدادي استاذ العلوم السياسية واحد أفضل المتخصصين في الفكر الاسلامي في الوطن العربي ولكنه رغم قسوة ما تعرض له بقي واقفا ولا ازال أذكر اول مقابله تلفزيونية له بعد خروجه من سجنه نتيجة ارائه عندما سأل اسيتوقف عن محاولة تنوير الرأي العام أجاب بأغنية للمبدع محمد منير علي صوتك بالغنا لسه الاماني ممكنه لا انهزام والا اكسار ولمن لا يعرف فهذه الاغنيه تحديدا كانت في فيلم ليوسف شاهين عن اعظم فلاسفة العرب ابن رشد هذا هو المناخ الذي ساد لفتره طويله وقبل الكثيرون الخضوع له ولكن ولنضع الف خط تحت كلمة ولكن كان هناك مجموعه من المتنورين رفضت هذا الدور وبدأت في محاولة ان تقاومه ومنهن مجموعه من السيدات الكويتيات المثقفات اللواتي رفضن هذا الدور وبدأن في محاولة تغيير هذا الواقع ،لم يكن طريقهن مملوء بالزهور والورود ولكنه كان مملءا بأشواك التطرف والجهل والتعصب بعضهن وهن قله اجبرتهن قسوة الهجوم ولا انسانيته علي التراجع عن ارائهن وبعضهن صممن علي الاستمرار وبدان في المطالبه بحقوقهن السياسية ووصل الامر الي أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بعد ان رفض مجلس الأمه الذي كان يسيطر عليه التيار القبلي الديني اعطاء المراة حقوقها السياسية وصدرت رغبه اميريه في ذلك الوقت باعطاء المراة حقوقها السياسية ورفض مجلس الامه هذه الرغبه واحترم الامير الراحل قرار المجلس وكانت تلك قمة الديمقراطيه التي ميزت الحياة النيابيه الكويتيه منذ نشأتها وحتي الآن فهذه التجربه تستحق كل الاحترام والتقدير لانها معبره دائما عن ارادة الناخب ويعد مجلس الامه في الكويت من اقوي البرلمانات العربيه .
وعلي الرغم من هذا الامر صدر قرار اميري باعطاء المراة حقوقها السياسية وهنا بدا التيار السياسي القبلي في محاربه ذلك فبدا يستخدم الحجج المعروفة دوما موضوع الولاية العامة والحديث الذي يشكل دستور عمل هذا التيار لا يفلح قوما ولوا امراة واصبح هناك خلايا عمل تعمل في المناطق الخارجيه كما يطلق عليها في الكويت وهي المناطق ذات الاغلبيه البدوية وذلك من أجل افشال هذا القرار اجتماعيا بعد ان عجز التيار عن ايقاف الامر في مجلس الأمة ولذلك كان التحرك علي الشارع الكويتي ومحاولة اضهار ان وصول المراة للبرلمان ومنحها حق التصويت والترشيح هي امور تتنافي اولا مع الدين وثانيا مع العادات والتقاليد الكويتيه وان هذا الامر هو من نتاج الثقافه الغربيه التي تحاول غزو المجتمع الفكري ويمكن القول ان التيار الاسلامي نجح في بداية تجربه المراة الكويتية السياسية ان يؤثر في آراء الناس ولكن علي الجانب الآخر كان التيار المتنور يعمل في صمت وبعزم واخلاص شديد لفكرة المساواة ويحاول ان يبين ان ما ينادون به لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع الدين ومع العادات والتقاليد واقترن ذلك بوجود نماذج نسائية اثبتت كفاءه نادره في ادارة ما اوكل اليهن وحققن نجاحات متميزه جعلت الناس يفكرون ومع ارتفاع نسبة المتنورين في الكويت بدأ الوضع يتغير في الكويت ،أضف الي هذا انكشاف التيار الإسلامي في الكويت وفي مناطق عده من العالم العربي فهذا التيار بعد ان استقر له الحال بدأ في الكشف عن وجهه الاخر القبيح وبدأ يعمل من اجل تحقيق اهدافه حتي وان كانت هذه الاهداف تضر بمجتمعاتهم فالاهم هو التيار الاسلامي ومن ثم الدولة ،كما ان ممارسات هذا التيار وافراده رفعت القناع الذي يضعونه فاكتشف الناس ان الشعارات امر والواقع امر اخر وان من ينادون الي تطبيق الشريعه هم ابعد الناس عن الالتزام بتعاليم الدين ولذلك بدا التحول
وبدات الامراة الكويتيه تكتسب قبولا اكبر ولهذا طالبت اغلب المرشحات للانتخابات الحالية مثل د أسيل العوضي بأن يكون وصولهم للبرلمان نتيجه لاستحقاقهم الانتخابي وليس نتيجه للكوتا وهذا كان التحدي الجديد الذي خاضته المرأة الكويتية ونجحت به بامتياز لتقدم درسا واقعيا للمراة العربيه في كل مكان الطريق ليس سهلا وليس مزروعا بالوروود ولكنه ليس مستحيلا ولكنه يتطلب تفكير وتخطيط سليمين ووعي وثقافه وقدره علي فهم المجتمع وقضاياه والتعبير عن تلك القضايا ومحاولة اقناع الناخب ببرنامج انتخابي يعبر عن مشاكلهم ويحاول ان يضع لها الحلول وهذا ما فعلته السيدات الاربع اللواتي فزن في الانتخابات قرأن الواقع وعبرن عنه ببرامج انتخابيه تعبر عن الشارع الكويتي وطبيعته مستغلين في ذلك ثقافتهن وعلمهن واعتقد ان هذا كان سلاحهن الذي استطعن به ان يفزن ولم يكن فوزا عاديا بل تبوء المراكز الاولي وكانما اردن ان يكون النجاح مدويا حتي يكون تأثيره أكبر
تحية إعزاز وتقدير للنائبات الكويتيات الاربع بصفه عامه ،وتحية حب واعجاب واحترام إلي الدكتورة معصومه المبارك أول وزيرة كويتية واول نائبه كويتيه بالانتخاب وليس بالكوتا النسائية والتي استطاعت ان تحتل المركز الأول في الدائرة الأولي ،الدكتورة معصومة المبارك أستاذتي ومعلمتي في قاعات الدراسة في جامعة الكويت قسم العلوم السياسية التي ساهمت في تكوين العديد من الطلبه الثقافي والفكري وانا احدهم ،أستاذتي قد لا تقراين ما كتبت وقد لا تتذكريني ولكن اسمحي لي أن اقول لك انك لم تكتفي ان تعلميني اصول علم السياسة علي مقاعد الدراسة ولكنك الآن وبيننا المسافات الجغرافية تفصل بيننا أضفتي لي درسا أخر تعلمته منك وهو الإصرار والايمان بالمراة وبحقوقها وبأن من يريد النجاح عليه أن يتحرر من قيود الجهل والتخلف وان يعمل وان لا يبالي بالانتقادات ولا المعوقات منك تعلمت سابقا وتفوقت في مقاعد الدراسه في موادك التي كنتي تدرسينها لي ،واليوم اتمني أن انجح بتفوق مساوي في درس الحياة والكفاح والايمان بقدرة المراة التي أعطيته لملايين نساء الوطن العربي والإسلامي
أستاذتي شكرا وألف شكر أنك أضاتي مشعلا جديدا في طريق المراة وفي طريقي