مبروك للمرأة الكويتية وصولها منصة التتويج



علي الشمري
2009 / 5 / 21

صدقت المقولة ( ما ضاع حق وراءه مطالب) فمنذ أكثر من أربعين عاما تناضل المرأة الكويتية للاعتراف بها كأنسانة ومخلوقة حالها حال البشر في بقاع المعمورة في ظل نظام حكم عائلي ومجتمع قبلي يرفض الاعتراف بحقوق المرأة كحد أدنى , أما مسألة مساواتها مع الرجل فهي محرمة بنظر الكثيرين من أصحاب الفتاوي التكفيرية والمتشديين الاسلاميين من السلفيين وغيرهم, وفي كل أنتخابات تشريعية تجرى في الكويت سابقا تمنع المرأة من حق الترشيح , لكن أصرار المرأة الكويتية ونضالها الد وؤب , أجبر المجتمع الذكوري الكويتي بالاعتراف بحقها في الترشيح,وقد تم ذلك سنة 2005, لكن سرعان ما تصدر الفتاوي من أصحاب اللحى الطويلة وقت الانتخابات بحرمة التصويت للمرأة في الانتخابات,وبقي المجلس لسنوات طوال رهن بيد الاسلامين المتشديين ......
أن من يصدرون الفتاوي بحرمة تمثيل المرأة في البرلمان الكويتي , هم يحرمون أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم, من حق التمثيل وأبداء الرأي سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا, هم لا يريدوا للمرأة المكانة الاجتماعية اللائقة بها .,هم لا يريدوا ان تعرف المرأة حقها في الحياة والتطلع الى أفاق المستقبل؟ فأي ثقافة ذكورية هذه؟؟؟؟؟؟؟ وأي مساواة وحرية الرأي يتكلم عنها النواب البرلمانيين الكويتيين؟الى متى يستمر أغتصاب حق المرأة ومنعها من المطالبة بحقوقها؟
ان الزمن في تغيير مستمر لا يستطيع احد أن يوقف مسيرته , وأن التواصل الفكري والحضاري بين الشعوب والامم هو من يخلق التغيير, أن النائبات الكويتيات الفائزات هن من أصحاب الشهادات العليا , وأن هناك من النواب دونهن في التحصيل العلمي , ورغم ذلك يتحكمون في مصيرهن وحريتهن.
أن الهزيمة الساحقة التي لحقت بأصحاب الافكار المتحجرة لهي خير دليل على أن نظرياتهم قد عفى عليها الزمن وأصبحت من القطع الاثرية النادرة,...اليوم أستطاعت المرأة الكويتة ان تضع قدمها على ناصية التطلع نحو المستقبل لاخذ حقوقها كاملة غير منقوصة في المجتمع الكويتي بعد أن حرمت لسنوات طوال واليوم المرأة الكويتية أستطاعت أن تمزق الحواجز الدينية واالقبلية والتقاليد الاجتماعية البالية لتصوت لمن يمثلها من المرشحات الكويتيات ليفزن باكثر من دائرة أنتخابية........
صحيح أن 4 نساء من مجموع 50 نائب في البرلمان الكويتي نسبة قليلة ولكن مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة. ويالها من خطوة مباركة..
اليوم تستطيع المرأة أن تشرع القوانيين التي تصب في مصلحة المرأة وتنصفها من مظلوميتها من المجتمع الذكوري؟؟
اليوم تستطيع المرأة الكويتية التحالف مع القوى البرلمانية التي تؤمن بمساواة المرأة ونيل حقوقها المشروعة والابتعاد عن القوى الظلامية, لا سيما وأن هناك قوى مستقلة وليبرالية تشكل الاكثرية في مجلس النواب الكويتي قد صعدت حديثا بعد هزيمة الاسلاميين,
اليوم تستطيع المرأة الكويتية أن تشارك في أتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم بلدها والاجيال الجديدة من أبنائها... اليوم أصبحت المرأة الكويتة عنصر تهديد لانظمة الدول الخليجية والمملكة السعودية, حيث أن المملكة ليس لديها برلمان وانما مجلس شورى يعين من قبل الملك؟؟وأنتخابات مجالس البلدية المقرر أجرائها هذه الايام قد أرجئت الى عامين قادمين في المملكة وربما يصار الى أعطاء المرأة السعودية حق الترشيح لها لان رياح التغيير قد بدأت عاتية ومن الكويت تحديدا وصعوبة صدها على المناطق التي تهب عليها....
فهناك الكثير من الناشطات في مجال مساواة المرأة وحقوق الانسان في دول الخليج والمملكة يناضلن منذ سنوات لنيل حقوقهن رغم قساوة أنظمة الحكم في بلدانهن..... فعسى أن تكون خطوة نساء الكويت الموفقة خير حافز لاستمرار تحديهن ونضالهن في مجتمعاتهن لنيل حقوقهن المغتصبة من قبل الانظمة الثيوقراطية.......
وألف ألف مبروك للمرأة المناضلة الكويتة لانجازها التاريخي هذا , عسى أن تكون البداية السعيدة لتحقيق ما تصبوا اليه النساء الكويتات والخليجيات في المستقبل المنظور من خلال أستمرارهن في النظال وعدم التهاون مع يريد لهن العبودية والاذلال ....