الصحافة النسوية بالمغرب



إدريس ولد القابلة
2004 / 4 / 22

ظهرت في الآونة الأخيرة والتعددية.ز جملة من المنابر الإعلامية خاصة بالمرأة تصدر بالفرنسية والعربية والأمازيغية.وهي صحافة تتسم بالتنوع والتعددية.إلا أن البعض ما زال يعتبر أن الصحافة النسائية لا نخاطب المجتمع النسائي الواسع ولا زالت مقتصرة على النخبوية النسوية المغربية.
والصحافة النسائية المغربية اتجاهين، اتجاه يقوم على مشروع مجتمعي ورؤية واضحة المعالم، واتجاه يهتم بالاستهلاك وأدوات التجميل والتبضع.
فالنوع الأول يصنف بالصحافة النضالية الملتزمة، ولعل أول صحيفة من هذا النوع صدرت بوفكري."6مارس "التي نادت بتحرير المرأة والدفاع على العلاقة الوثيقة بين الديموقراطية وتحرير المرأة ومفهوم المواطنة.ومثل هذا النوع من الصحافة لا مناص من أن ينطلق ويرتكز على رؤية وعلى مشروع مجتمعي وفكري .
أما النوع الثاني فهي صحافة استهدفن المرأة بالأساس كمستهلكة تهتم فقط بالتبضع واستهلاك أدوات التجميل وآخر صيحات الموضة في مختلف المجالات، لاسيما الموضة والرشاقة.فعلا هذا من حقها إلا أنه لا يحق اختزالها في دور المستهلك فقط .
فإذا كان من حق المرأة الاعتناء بجمالها ومظهرها ورشاقتها إلا أن هذا الاعتناء يجب أمن يوازيه الاهتمام بها كطلك كمنتجة ومشاركة في التنمية وفي صنع القرار لأنها تمثل نصف المجتمع.
ومهما يكن من أمر فإن الصحافة النسائية في المغرب نعد من المكاسب الهامة في المشهد الإعلامي عموما،والمطلوب منها حاليا –وأكثر من أي وقت مضى إعادة تثمين دورها وتفعيله في اتجاه خدمة المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحضاريا .
ولا زالت هناك إشكالية قائمة لا مندوحة من الاهتمام بها وهي أن الصحافة النسائية المغربية ما زالت نخبوية تتفاعل في خطابها ومسارها مع النخبة النسائية، في حين أن أغلبية النساء في حاجة أكثر من النخبة إلى التطور والوعي والتحرر والإحساس بالمواطنة.
فلا زالت أغلب الصحافة النسوية تصدر باللغة الفرنسية ونباع بأثمنة تعجيزية بالنسبة للأغلبية الساحقة للنساء المغربيات.
ولقد حان الوقت في التفكير في إصدار صحافة نسائية تعتمد بساطة اللغة في متناول أغلب النساء ونولي اهتمامها لفكر المواطنة وثقافة حقوق الإنسان وثقافة الديموقراطية وذلك لتمكين المرآة من الدفاع عن نفسها عبر تكريس حقوقها والدفاع عنها.