نادي -رحاب- بمدرسة أولاد عنتر يحتفي بعيد الأم



فاطمة الزهراء المرابط
2009 / 5 / 30


تعتبر التنشئة الاجتماعية للأطفال من المواضيع الهامة والشائكة التي يتناولها الباحثون في علم النفس وعلم الاجتماع سواء من ناحية المضامين أو الأساليب نظرا للأهمية التي يكتسيها هذا الموضوع في إعداد الأجيال القادمة التي ستضمن استمرارية المجتمع، وانطلاقا من هذه الأهمية نظم نادي" رحاب" للتربية النسوية والأسرية بمناسبة عيد الأم لقاءا تواصليا مع أمهات تلاميذ مدرسة أولاد عنتر يوم الثلاثاء 26 ماي 2009 على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، حول موضوع: «الأسرة/ المدرسة/ المجتمع...أية علاقة؟؟» بمشاركة الأساتذة: رشيدة بنتاوت ( مشرفة على النادي)، فاطمة الزهراء المرابط ( باحثة اجتماعية، فاعلة جمعوية)، حياة أفقير( جمعية تواصل)، ليلى بولعيش (ممرضة بالمركز الصحي بأحد الغربية).
وقد انطلقت فعاليات هذا اللقاء التواصلي بكلمة التلميذة يسرى الجعيدي (رئيسة نادي رحاب) التي رحبت بالمشاركات والنساء اللواتي لبين دعوة المساهمة في هذا اللقاء، مؤكدة على أن النادي يحاول دائما مد جسور التواصل مع الأمهات من خلال طرح مجموعة من القضايا التي تهتم بالمرأة والأطفال، ثم أعطت الكلمة للأستاذة فاطمة الزهراء المرابط التي تحدثت عن العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في التنشئة الاجتماعية للأطفال ( الدين، الأسرة، المستوى التعليمي والثقافي للأسرة، الوضع الاقتصادي والاجتماعي، المدرسة، المجتمع، وسائل الإعلام...) كما تطرقت إلى دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية للأطفل وانفرادها ببناء شخصيته، وتوجيه سلوكه وتوفير الجو الاجتماعي السليم المناسب لعملية التنشئة الاجتماعية، ولأن هناك أطراف متعددة تساهم في تنشئة الأطفال فقد تناولت الأستاذة رشيدة بنتاوت في مداخلتها دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية للطفل الذي يخرج بعد ست سنوات من مجتمع الأسرة المتجانس إلى فضاء المدرسة الأقل تجانسا، ويتعامل مع شخصيات أخرى مختلفة مما يزيد من تجاربه الاجتماعية ويدعم إحساسه بالحقوق والواجبات وتقدير المسؤولية وتعلمه آداب التعامل مع الغير، في حين كانت مداخلة الأستاذة حياة أفقير حول دور المجتمع في التنشئة الاجتماعية باعتباره الفضاء الثالث الذي يتفاعل فيه الأطفال بعيدا عن المدرسة والأسرة ومدى تأثر الأطفال بالبيئة الاجتماعية والثقافية المحيطة بهم، خاصة وأن الطفل يتأثر بمختلف التجارب والصدمات التي قد تصادفه خلال سنواته الأولى، مشيرة إلى دور المجتمع المدني ( الجمعيات، المؤسسات الثقافية) الذي يحاول أن يغطي غياب مرافق ترفيهية وتثقيفية للطفل، وفي السياق نفسه تحدثت الأستاذة ليلى بولعيش عن ضرورة الاهتمام بصحة الأطفال ونظافتهم وتغذيتهم بشكل خاص خلال سنواته الأولى وعدم التمييز بين الأطفال من ناحية التطبيب والتغذية والتربية، لأن هذه السلوكات ضرورية في التنشئة الاجتماعية للأطفال، وضرورة الوعي باحتياجات الأطفال النفسية والصحية من أجل تربية الأطفال تربية سليمة خالية من العقد والكبت،
وبعد الاستماع إلى المداخلات سجلت النساء الحاضرات عدة أفكار وتساؤلات مهمة حول التنشئة الاجتماعية للأطفال من خلال نماذج حية من واقعهم وعلاقتهم اليومية بأطفالهم وبالمدرسة والمجتمع مما ساهم في إغناء الموضوع المطروح للنقاش خلال هذا اللقاء التواصلي، وقد اختتمت فعاليات هذا اللقاء التواصلي بحفل شاي.