مشروع للمناقشة والرأي.. ربات الاسر



ماجد محمد مصطفى
2009 / 6 / 2

قضية المرأة هي قضية سياسية بالدرجة الاولى ومن الاهمية معالجتها سياسيا عبر قوانين تضمن المساوة والحقوق والواجبات لان تقدم المجتمع مرهون بتقدم الانسان رجلا كان ام امرأة في سلم التمدن والحضارة نحو غد مشرق ليس فيه انتهاكات وجرائم او تحجيم دور الافراد بارهاصات دونية تاريخية او تحليلات غدت عقيمة في ضوء الايديولوجيات والمصالح او تداعيات واقع يقمع الحريات والكرامة الانسانية وخاصة ضد النساء.
وضمن هذا التوجه تشكلت وتتشكل العديد من المنظمات النسائية حزبية منها او مستقلة حكومية وغير حكومية اخذت على عاتقها مهام قضية المرأة بتعدد اتجاهاتها ومصالحها بحثا عن سبل التحرر.. وصوب التقدم والعدالة.
ودأبت تلك المجاميع النسائية وغيرها اعمالها بغية رفع الاجحاف القانوني والمظاهر والجرائم والانتهاكات ضد المرأة والاسرة والطفل والقضايا الاجتماعية والقانونية الفوقية في نضال وكفاح ملحوظين تصرف من اجلها ملايين الدولارات في اتجاهات مختلفة وميادين منوعة في المدارس والجامعات والقرى والمواقع الخدمية الانسانية بدروس ومحاظرات تعميقا وتثقيفا بقوانين وسياسات داعمة.
لا شك ان نجاح تلك الجهود والمهام يعود الى تقييم تلك المنظمات والجهات والشخصيات نفسها لما انجزتها وان كانت في الاغلب دون مستوى الطموح نتيجة تبعثر الجهود والامكانيات والواجهات مقارنة بحجم التحديات والتخلف الثقافي بمعرقلات وغايات وقوانين تعد بحكم المنطق جائرة.
كل الجهات والمنظمات والحكومات لا تألوا جهدا بغية تفعيل وتنشيط مؤسساتها او تدعي ذلك فيما عدا دعمها المباشر الى مؤسسة صغيرة تشكل نواة المجتمعات الا وهي الاسرة وكيفية اداء رسالتها الحقيقية على اكمل وجه تأهيلا لابنائها وبناتها بغية رفدهم الى الحياة باوسع معانيها الحافلة بالتحديات والافراح والاتراح بواجبات وحقوق تطبق على الجميع وبضمنهم الاسر بحسب التفاوت المعيشي والاجتماعي وامال ديمومة التقدم والحياة.
ربات الاسر هن اللائي تقع على عاتقهن مسؤولية الاسرة بصغيرها وكبيرها من مستلزمات المعيشية والحاجات الاساسية التي ينبغي توفرها لضمان نجاح الاسرة من توفير الحياة الحرة والامن والغذاء والاحتياجات النفسية واشكال التعامل والتصرف وكل ما يحيط الاسرة ويشكل صلب اهتماماتها وتحدياتها.. ولان البيت مدرسة اولى تعكس الشخصية ومقوماتها والسلوك الاجتماعي والمستقبل الذي هو مطمع بحث المنظمات النسائية بالخصوص والجهات والحكومات لمواجهة تحدياتها بالتوجيه الذي يأتي او يحل ضيفا عبر وسائل الاعلام المقرؤء والمسموع والمرئي ناهيك عن المحيط والمدرسة والاصدقاء.
وكما انه ليس شرطا ان تكون ربة البيت امرأة لربما تحمل الاب بمفرده اعالة اسرته بسبب وفاة الام والندوب النفسية عن ذلك بمراحل تقدم العمر ناهيك عن ظروف واحتياجات وتحديات المعيل نفسه رب الاسرة او ربتها.. التي قد تكون البنت الكبرى او الاخ الاكبر بحسب ثقافته وتعليمه له مسؤولية بلوغ العائلة الى شؤاطي الامان في اسرة تضم مراحل عمرية مختلفة من طفل ومراهق وناضج والالمامات والاهتمامات الشخصية والفروق الفردية واحتياجاتهم المختلفة والمنوعة وعلى مختلف الصعد خاصة في الدول الشرق الاوسطية التي تعاني من غياب دور المؤسسات القانونية والاجتماعية لصالح ضمان الاسر وحقوقها.
ان طبيعة المراحل بانجازات اكيدة تتطلب قرارات شجاعة ومهام جسيمة تقع على عاتق الحكومات والجهات والمنظمات عبر تفعيل وتنشيط دور الاسر مباشرة من خلال توفير ميزانية شهرية خاصة لكل اسرة والتوجيه عبر وسائل الاتصال والكتب والكراسات الخاصة بالاسر وافرادها تبحث في شؤون الاسر والمجتمع وعلاقاته والتربية بمختلف المراحل العمرية والحاجيات والكماليات و الصيدلية المنزلية وعلم التغذية والرياضة والتسوق وغيرها توفيرا لجهود المبعثرة والمصاريف الباهضة والخيالية التي تصرف من قبل الحكومات لمنظمات وجهات دون طائل وبالضرورة ان تثقف الاسر بتحديات الدولة من المغرضين والاشاعات والارهاب كما من الاهمية ان تلم بالقوانين والقضايا المستديمة واهمها حقوقها لدى الدولة بضمان سلامة التوجه نحو المستقبل.