زواج سعيد على طريقة ماركس .. ما بعد ذئاب التخمة وعناكب الأنيميا



عماد البابلي
2009 / 6 / 9

( طوال هذه القرون، لعبت النساء دور زجاجٍ للرؤية ، قادر على أن يعكس صورة الرجل ضعف حجمها الطبيعي )
فرجينيا وولف ( الرائعة )
تحدثت لنا الكاتبة فرجينيا عن أنعكاس غير حقيقي لصورة الرجل ، وسنتناول هنا أحد أهم مفردات تلك الزجاجة المشوهة وهو قضية الزواج وتحديدا قضية المهر ؟؟؟؟
المهر .. مبلغ من المال يدفعه الرجل لأهل عروسه وهو على قسمين : الحاضر وهو يدفع بشكل فوري قبل الزواج وغائب يدفع حين حدوث الطلاق ، ذاك مفهوم مبسط جدا للمهر الذي أكدت عليه الأديان ذات الاشتقاق الإبراهيمي ! لكن في الدين المحمدي سلف السيد إسماعيل يكون المهر ذات مميزات خاصة جدا ، مميزات قد تتعطل فيه الزيجة بأكملها !! فمهر الفتاة هو علامة لشرفها وعلامة لكبرياء العائلة ! تحدث في أغلب الزيجات عندنا عملية مزايدة على السعر المطلوب للفتاة ، هذا السعر الذي يصل لأرقام خيالية أحيانا ، العملية هنا تشبه عملية بيع وشراء بقرة في سوق الماشية ! الشاب يدفع أولا ومن ثم تأتي مسائل التوافق الاجتماعي والتوافق النفسي أو التوافق الثقافي كأهم شروط ثلاث للزواج الناجح عموما .. المهر له أمتداد انثربولوجي قديم يعود للمجتمعات البدائية ، أي مبادلة المرأة بقطع نقدية وغالبا ما يكون عدد تلك القطع يكافيء جمال الفتاة ، ولنأخذ نموجين على الجذور الأولى للمهر :
- في بابل : (( جرت العادة على جمع الفتيات، في كل قرية وقد بلغن سن الزواج، في مكان معين، بينما الرجال متحلقون حولهن، فينادي المنادي في المزاد الفتيات، كلٌ باسمها، فتنهض الفتاة منهنّ عند ذكر اسمها، ويبدأ عادةً بالفتاة الأجمل فالأقل جمالاً وهكذا، حالما يتم بيع الأجمل بالثمن المناسب ، وهكذا يكون الزواج وفي هذا يتنافس الأثرياء على الجميلات بدفع أعلى الأسعار. أما من كانوا متواضعي الحال ولا ينشدون الجمال في الزوجة فإنهم هم في الواقع من يتقاضى المال ليقبل بالفتاة الدميمة، وقد تكون عرجاء أو لربما كانت كسيحة…))
- في روما : (( تنقطع كل امرأة من نساء البلد إلى فناء معبد أفروديت ، مرةً في حياتها، لتهب نفسها هناك إلى رجلٍ غريب، والمألوف أن تجلس النساء في المعبد معصوبات الرأس بعصابة مجدولة، والجمع منهن كبيرٌ عادةً، "وبينهنّ معابر ضمن خطوطٍ مستقيمة في كافة الاتجاهات يعبر من خلالها الغرباء لاختيار من يطيب لهم من النساء. ومتى دخلت المرأة المعبد حظر عليها العودة إلى بيتها حتى يأتي رجلٌ ويرمي بقطعة نقدٍ فضيةٍ في حجرها فتخرج ويقضي منها وطره خارج المعبد. وعلى الرجل حين يرمي بقطعة النقد أن يقول باسم الآلهة ( ميليتا ) ، وهو الاسم الذي يطلقه الآشوريون على أفروديت. وليس قد لا تكون لقطعة النقد الفضية أية قيمة، ومهما كانت قيمتها فإنها لن ترفضها فالقانون يحظر رفضها، بل القدسية كل القدسية في رمي القطعة، وعليها المضي مع أول رجلٍ يرمي لها بقطعةٍ من النقد. فإذا ضاجعها الرجل كان واجبها تجاه الإله قد تحقق، ولها عندئذٍ أن تعود إلى بيتها ))
المصدر : هيرودتس
الأمثلة واضحة جدا في المبادلة النقدية على السيدة المراد بيعها أو الزواج بها ، أذن هنا أصبحت السيدة مفردة لســلعة تباع وتشترى مادامت تقرن بمبلغ نقدي !!
والمطلوب من باحثينا الأقتصاديين وضع أسس جديدة لمفهوم المرأة السلعي ، حتى لا يتم لعب المتطفلين بالموضوع ! ومن أمثلة المتطفلين هم السادة أو الأشراف الذي غالبا ما يخفف المهر لهم حتى أبخس ثمن طمعا بشفاعة ترتجى يوم الحساب .. تتحدث بعض الإحصائيات المحلية عن نسبة 3 : 1 ، أي ثلاث نسـاء مقابل رجل واحد ، النســــبة طبيعية جدا لأن الهجرة والحروب والتصفية الجسدية التي طالت الملايين من شبابنا ساهمت بهذا الشكل الذي وصلنا له ..
تبقى أمام المرأة طريق واحد هو العفاف كما نصت به نصائح الفقهاء الكرام ، لكن العفاف يقترن أغلب الأحيان بالكآبة المتوسطة الشدة ، لأن الشهوة الغير محققة لدى الأنثى هي الجحيم الذي لا يطاق !! وأما تبقى الطرق الأخرى وهي سلك طريق الرذيلة ، أو معاشرة الرجال سرا وبعيدا عن عيون الذئاب ( الرجال ) وعيون العناكب ( النساء ) ، الرجل لشرقي عبارة عن ذئب بطبعه وتطبعه وحسب فكره المستورد الذي يقوم على النهم ، والمرأة تحولت لعنكبوت هرم غير مؤذي بفعل خيبتها التاريخية ، عنكبوت يعاني من مرض الأنيميا ( فقر الدم ) !!! .. وبالتالي تسلك الفتاة في طريق ذو اتجاه واحد و دون عودة !! طريق العمل في مهنة الدعارة !! مهنة الدعارة عندنا هنا تختلف عن تلك الموجودة في الغرب ، الدعارة الشرقية المعاصرة تدفع فيها الفتاة للرجل وليس العكس !!! وحتى لو كان السيكس المتبادل عن طريق الهاتف يكون الأجر هو حساب المكالمة الطويلة على حساب السيدة !! نسبة 3 : 1 والآباء معلقون بقائمة المهور الغالية وأي زيادة النسبة أكثر وأكثر ..
نعود لقصة المهور وأعلم هنا أنها ليست السبب في أزمة السيكس المحقون كالسرطان في جسد مجتمعنا العربي ! مجتمعنا العربي الذي يهمه طول الشارب وضخامته أكثر من أي شيء أخر !! شارب طويل رمز للرجولة والفحولة و هناك في أقبية البيوت كومة نساء معذبات يفرغن شهوتهن بمشاهدة السيد ( مهند ) رضي الله عنه ورقة تعامله الرومانسي مع الأخت ( نور ) .. المهر هو أعلان الفشل للزواج برأي الشخصي ويجب العمل وفق القاعدة التي قرأتها للكاتبة سوزان طه حسين التي قالت : (( الحب مهم في كل شيء ,, والالتقاء عند حب الشيء مهم جداً للارتباط ، لأنه يوجب التلازم بين الإثنين والزواج رحلة تلازم طويلة ))
أذن الحب القائم على القناعة المتبادلة هو مفتاح الزواج السعيد ..
ويضيف لنا ماركس قاعدة جميلة جدا في الزواج السعيد التي جاءت في مؤلف المخطوطة الفلسفية : (( إن الرابطة المباشرة والطبيعية الضرورية للإنسان هي علاقة الرجل بالمرأة .. وفي ضوء هذه العلاقة يمكن للمرء أن يصدر حكماً عن درجة التطور الكلي للإنسان . ويتبعُ ذلك أن خاصية هذه العلاقة هي التي تقرر إلى أي حدٍ قد اقترب الكائن البشرى من نفسه كانسان ، والى أي حد قد استوعبها ؛ إن العلاقة بين الرجل والمرأة هي الرابطة الأكثر طبيعيةً بين مخلوق بشري وآخر . ولذلك فأنها تُظهِرُ إلى أي مدى يصبح فيه السلوك الطبيعي للإنسان إنسانياً ، أو إلى أي مدى يصبح فيه الجوهر الإنساني في الإنسان جوهراً طبيعياً ... وفي هذه العلاقة ينكشف أيضاً إلى أي مدى يصبح فيه احتياج الإنسان احتياجاً إنسانياً ؛ والى أي مدى يصبحُ فيه الإنسان الآخرُ ضرورةً بوصفه إنسـاناً ، والى أي مدى يكون فيه الإنسان في وجوده الفردي كائناً اجتماعياً في الوقت ذاته ))
يخبرنا ماركس بأن ســــــلعية المرأة هي أكبر أفة فتكت في جســــد المجتمع الإنساني منذ بداية ظهوره وقد حان الوقت للبحث عن قيمة أكثر عمقا لهذا المخلوق الرائع الذي يقاس بالحضارة في كثير من أنماط التفكير الحديثة وخصوصا كما علمنا الأب نزار قباني
شكرا لكم