رأي في نقد الادب النسوي



فائدة آل ياسين
2009 / 6 / 10

الادب أرقى الفنون الانسانية يضم تحت خيمته أبداعات المرأة والرجل على السواء ولايمكننا الفصل بين الادب الذكوري والادب النسوي وذلك لأنهما يعيشان تجربة الزمن ذاته وحركة الحياة والروح بكل أحداثها وهزاتها وأفراحها واتراحها التي تترك بصماتها على نتاجاتهما معا ً.
لكن دون تجاوز تلك الخصوصية التي يتميز بها نتاج المرأة ألادبي وأعني بذلك اللغة والموضوعات ،فعلى صعيد اللغة مثلا ً نجد أن مفرداتها التي تنتخبها وحتى صياغاتها لتراكيب جملها المنتقاة ذات جرس ونسيج خاص يميزها عن مفردات وتراكيب لغة الرجل في نتاجه الادبي فلو اخترنا على غير تعيين نصيين لشاعر وشاعرة خالية من أسميهما يتحدثان عن الموضوع نفسه فأنك ستهتدي بسهولة الى من تؤول اليه حتى ترجع كلا ًمنها لصاحبها
لأن المرأة الشاعرة تناولت موضوعها من زواياه القريبة من مشاعرها بلغة انثوية تنثال رقة وشفافية وعذوبة أحيانا ً وألما ًوحسرة وتصدي دفاعا ًعن الذات المسحوقة في احايين أخرى .
أما عن خصوصية موضوعات المرأة فهي ليست منغلقة على الذات كما تتهم لانها قد عبرت بأسلوبها المميز عن همومها وهموم مجتمعها أيضا ًفي مجالات أنسانية عامة وأستطاعت بمقدرة عالية أن تبرّز عرض أدواتها الفنية الابداعية من خلالها فعندما يكون العالم مضطربا ًوتكون الحياة مليئة بالحروب والكوارث والانتكاسات فلابد للشعر أن يستدعى من داخل دهاليز النفس لأنه منبع الضوء والخلاص ليفصح بصدق وأخلاص عن كوامنها ومكنوناتها الملتهبة المضطرمة عندها بالتأكيد ستجد أن ما انتزعته المرأة الشاعرة من قصائد سوف تلقى من يتلاقفها ايمانا ً بما تكتب لانها عبرت عن المعاناة والآلام ذاتها وحتى الاحلام والتمنيات التي تخالج الاثنين .اذن يمكن لنتاج المرأة الاديبة الشعري او الروائي او القصصي أن يعكس كل ذلك مادام الموضوع المنتخب انسانيا ًعاما ً.ولأننا متفقون على أن الادب مرآة عاكسة لمكنونات النفس وتنفيسا ًعما يعجز الاديب عن تحقيقه في الواقع لذا كلما كان التجسيد حيا ًأرتقى بدرجة فنية النص وابداعه والمرأة كما نعرف متوجة منذ أقدم العصور على عرش الاحزان فتاريخها الانساني حاشد بصور لمعاناة مريرة وبذلك علينا أن نبحث معها بجدية عن صدق تصويراتها الابداعية لتلك الموضوعات الضاجة بالقسوة فهي لاتزال تزوج دون ارادتها وتهجر لأنها لم تنجب الذكر وتمنع من حقها في التعليم والثقافة لتلك الوصاية الدائمة من الرجل عليها . فلا ضير في أن ننصت لصوت بوحها لأنه ذو خصوصية تمسها وحدها فلأن البعض يحاول مراوغتها ليقتنص ما وقعت فيه أحيانا من رومانسية حالمة مبالغ فيها او مباشرة في نقل المأساة وان التمعت في نصوص اخرى تقصدوا نزع ذاك الالتماع بأستعمال ادوات جارحة لاِطفائه. فليس من المنطق تهميش ماتعانيه المرأة من استلاب لكرامتها وانسانيتها
وحقوقها المنعكسة في أدبياتها بل علينا ان نبرزَّقدراتها في تصوير كل مرت به هي او غيرها بأدواتها الفنية الابداعية وكل ذلك يبقى منضويا ًتحت خيمة الادب العام .