المدونات النسوية نوع آخر يحدد وضع المرأة



إبتهال بليبل
2009 / 7 / 17

هناك نظم ميزت مرتكبي العالم الافتراضي بحالة واضحة وببساطة تعيد حقيقة واحدة كثيرا ما تكون نتائجها قريبة من التهميش والاستغلال ... كما هو الحال في العالم الحقيقي ، فهناك أناس يعيشون على هامش الفضاء الإلكتروني محاولين فرض المساواة في جدولة أعمال مقنعة ، بينما نجد الكثير منهم يتبع أساليب ملتوية في هذه الأوقات المضطربة ... ثمة ثورة في وسائل الإعلام تعمل ضد المرأة ، أعتقد أن الذين وقفوا مع هذا الحدث وأطلقوا عليه المدونات النسوية أو النسائية ربما تكون غايتهم في جعلها وسيلة فعالة لأحداث تغيير ايجابي بالنسبة للمرأة ، لكن هذا في حد ذاته يحتاج لوقفة تأمل ، حيث إن هذه التسمية تحدث بعض القلق وذلك لأنها تحاول إدامة الرأي السلبي تجاه المرأة وبهذا يعتبر إطلاق عبارة أو تسمية المدونات النسوية كنوع آخر يحدد وضع المرأة ... حقيقة أنا أتحدث من كوني إنسان يحاول النهوض بقضايا المرأة وليس لكوني خلقت امرأة تستخدام وسائط الإعلام الجديدة وفق استراتيجية المدونات ، فهي نزعة فردية بحد ذاتها قد تكون للمتعة والتسلية ، والعالم من حولنا لم يتغير ولن يتغير لان الكثير من النساء لا تمتلك على المستوى الشعبي أي ضغط لدفع تلك السياسات الملائمة لها ومساعدة باقي النساء في كسر السقف الزجاجي في تطوير العمل اللائق لها بين هياكل دعم الأسرة أو ترسيخ نفوذها السياسي الحقيقي ...
اخفاء اسمائنا الحقيقية
وهاهي وفاء عادل أحد النساء التي تمتلك مدونة تقول " أي نعم هي إعطاء فرصة للمرأة من خلال التدوين في هذه المدونات بأن يكون لها صوت مسموع من قبل عدد أكبر من المستمعين ، والدخول في نقاش حول أفكارها ، لكنها في الوقت نفسه من خلال مجتمعنا العراقي تعتبر حالة غير مرغوب فيها لذلك نحن النساء نتعمد اخفاء اسمائنا الحقيقية ونستخدم بعض العبارات الدالة علينا والوهمية كمثل ( صدى المطر ) ( روح أنثى ) وهكذا ...
دور التدوين في الحركة النسوية
أما سهى باسم / مدرسة تقول " على الرغم من المدونات ليست مكان للنساء فقط لتبادل القصص والأفكار ، بل أعتقد أنها الى حد كبير تجعل هناك أثر إيجابي على الحركة النسائية ، وخاصة بالنسبة لجيلنا ، العديد من الصراعات التي تدور حول المدونات بالتأكيد مظاهر و أدوار للجنسين والتي تأصلت في ثقافتنا ، وهي بالتأكيد أمور ينبغي أن نتحدث عنها ، المدونات المهمة جدا تتيح حيزا للحديث عن الظلم وعدم المساواة القائمة في مجتمعنا ، والتعليقات عليها تكون بدلا من أن يجبروا المتلقين على مجرد قبولها، المدونات تخلق فضاء في مواصلة هذه العلاقات التي يتعين أن نضطلع بها...

لا نزال نعمل في نفس الهيكلة (بين الجنسين)
لكن صاحب اسماعيل ( مدون ) فقد أكد أن المدونة ، بالنسبة له ، هي سهولة الوصول والتعبير عن كل شيء ، يرى أنها نوع من القماش الأبيض الذي يمنحنه الفرصة بأن يفصله كيفما يشاء ، وهي تسمح للأفراد بالتعلم والاطلاع على قصص وتجارب الآخرين ، ويضيف قبل كل شيء ، المدونات تتيح تشكيل الصلات في صياغة الأحاديث التي لا نستطيع التحدث عنها ، بكل ما نملك من تكنولوجيا ، وتفهم العالم ، والمناهج المختلفة عن الأجيال السابقة التي لم تفعل ذلك ، ولكننا للأسف لا نزال نعمل في نفس الهيكلة (بين الجنسين) التي أصبحت تبدو غير قابلة للانفصام كجزء من ثقافتنا، على الرغم من أننا ، إلى حد ما ، "نخلق" أشكالاً جديدة للتكنولوجيا من نفس الهياكل ، تكنولوجيا المدونات تتيح نوعا من التغيير ، ونوع من المشاركة ، مثل الحركات النسوية ، التي لا يمكن أن توجد على خلاف ذلك ، والسماح في أنتقاد تلك الهياكل.
المدونات النسوية تعود للنساء
زهراء وافي / أستاذة جامعية تقول " يمكنني أن أقول بكل ثقة أن فكرة المدونات النسوية تعزز الى حد كبير قناعتنا بأنها نسائية وتعود للنساء ، وتساعدهن على تعلم الكثير عن ماهية الحركة النسائية على شبكة الإنترنت ، فإن الشابات نادرا ما تعطى اهمية في الكلام عن حياتهن الخاصة بشأن القضايا التي تؤثر على مستقبلهن ، المدونات النسوية تعتبر كمنبر للمرأة للتعليق والتحليل ، وربط نفوذ المدونات النسوية واعتبارها فضاء للتعبير عن الأفكار والتجارب الأخرى من أجل أن ترى الناس ويتم التعليق عليها ، وكذلك عن حالات التمييز ضد المرأة في الثقافة الشعبية ، والمبادرات السياسية التي تنطوي على قضايا المرأة ، بالعديد من المواضيع الأخرى التي تتعلق في حياتهن ، بالإضافة إلى كون المدونة جزء رئيسي لموقعها ، لنجد ظهور تحالف نسائي وجماعة في مدونة واحدة ، وبإمكان أي شخص الانضمام اليهم ... وتتابع زهراء حديثها بالقول " من خلال تجربتي ، أشعر أن فيها قوة وقدرة على اظهار ثقافة المرأة على وجه الدقة ، ونظرا لتجاربنا النسائية من خلال مرآة المؤلفين بعرض حالات النشاطات الكبيرة والصغيرة ، يجعل من الواضح اننا لا نزال نقاتل لسبب ما ، وأنه لا يحق لأي منا أن يفعل ذلك لوحده....
الحركة النسائية قد تغيرت
نهلة مؤيد / ناشطة نسوية تفسر لنا هذه الحالة بالقول " التدوين النسوي عملية للتوعية الافتراضية ، فبمجرد النظر إلى وجود الحركات النسوية على شبكة الإنترنت ، لنعرف أن الحركة النسائية قد مات ، وهذا غير صحيح ... لأن الواضح أن الحركة النسائية قد تغيرت بالفعل... بفضل الإنترنت لتصبح ثقافتهن مشبعة ، أجد نفسي متسائلة عما إذا كان تأثير المدونة النسائية بارز هو نتيجة لتأثير ثقافتنا التكنلوجية أم بسبب الحركة النسائية ، أو ما إذا كانت التغيرات في ثقافتنا والحركة النسائية شكلت السبل التي تستخدم هذه التكنولوجيا...
وتتابع :
أسلوب "الصخب" الذي تتبعه الشابات في الكتابة؛ كنوع من اللهجة الضرورية لجذب اهتمام الباقين ، وهو ما جعل الحركة النسائية تثير الاهتمام والاستفزاز بنفس الوقت ، فمن خلال المدونات نستطيع أن ندرك بأن القوالب النمطية للمرأة من الممكن تحسينها وجعل كتابات المدونات النسوية كأبلاغ وتأثير على باقي النسوة من دون الاتصال المباشر لهن ....
حقيبة بريد لمكافحة المدونات النسوية
وتضيف نهلة بالتأكيد وجود تحيز جنسي في العالم من خلال المدونات ، وهذا التحيز فعلا موجود داخل دائرة المدونات النسائية أيضا .... ولو حاولنا الأنتباه على العديد من السياسيين الاكثر شعبية في الأحداث الراهنة يتصلون بالمدونات التي تدار من قبل الرجال لعرفنا مدى اهمية التدوين والمدون ، حيث أن هذا يعمل على استبعاد أي رأي لا يطابق مايريده من الآخرين ، وكيف إنهم يتناولون تجارب النساء داخل المدونات ، والتي هي نفسها في سباق على أساس نوع الجنس والبيئة فالبحوث تشير إلى أن تعليقات الناس على المدونات تعتمد على أساس نوع الجنس وتعكس أنماط مماثلة لتلك التي تبدو واضحة فيها وجها لوجه ... فنلاحظ في التعليقات التي من قبل الرجل في أكثر الأحيان يبدو فيها رافض فظ وقاسي ، وكثيرا ما يكون رأيه في لهجة تدعو للمزيد من المناقشة ، في الغرب أستحدثوا فرع يسمى "حقيبة بريد لمكافحة المدونات النسوية " التي تعلن عن بعضها بأنها غير مهذبة ، وتتجاهل القوانيين ، على الرغم من أن رسائل البريد الإلكتروني التي تحمل اسماء الدعوات التي يتلقينها صاحبات المدونات هي غير منتظمة ، ومعظمها من الرجال.
وظيفة المدونة تثير الجدل السلبي
وتتابع :هناك كراهية عالية أكتشفت للمدونات النسوية وهي كراهية النساء عبر الأنترنيت التي تحصل في أعلى مستوى ، بعضهن تعرضت لطلب ممارسات عاطفية ، وغيرهن واجهن الكثير من الشتائم والتهديدات الجسدية الخطيرة في قسم التعليقات للمدونة وغيرها الكثير من التعليقات التي أصبحت أكثر وأكثر عنفا،لنجد أكثر النساء عكفت عن نشر التعليقات التي تتلقاها على مدوناتهن وبعضهن عالج هذه المشكلة بحذف خانة التعليقات وتجميدها ، بينما هناك نساء قمن بالغاء الكثير من المواضيع والمناظرات ، وغيرهن توقفن عن الكتابة في المدونة أصلاً ، بأعتقادهن عن تجربة بأن وظيفة المدونة تثير الجدل السلبي أكثر من الأيجابي ...

المدونات النسائية شكل من أشكال الاستعمار الرقمي
وتحت عنوان "ماذا لو كانت المدونات النسائية شكل من أشكال الاستعمار الرقمي؟فقد أكدت البحوث الدراسات والتي نصت على أن المدونات النسوية هي طريقة لأيصال أصوات النسوة والمطالبة بحقوقهن بطريقة التكنلوجيا الرقمية الحديثة ، في حين نرى صب المدونين أنفسهم في قالب قديم جدا والتنشئة منحوتة بشكل كما في الماضي ... مما يعطي بعض المجموعات الكثير من الحرمان للمزايا الأخرى ، التي تظهر أنماط من التاريخ الاستعماري ، لتصبح جذورها راسخة لإداء الرأسمالية العالمية ، وهم يشيرون إلى أن أكبر المدونات النسائية هي في المقام الأول تديرها النساء بأمتياز ، والاعتقاد أيضاً بأن المرأة هي التي تساهم في المحافظة على نفسها بنفسها ، وهي الحالة التي ينظرون اليها على انها نتيجة للعالم الواقعي ، من حيث الطبقة والعرق والعلاقات ، وهناك عدد من المدونين النسوية يرد بغضب على هذه الأقاويل ، بأستخدام الكثير من الأساليب ، وهذا ما يبدو على اتصال وتبادل الرأي حول العديد من القضايا والمسائل التي نشأت في إطار الحركة النسائية على مدى العقود القليلة الماضية ، الكثير من التوجيهات الصادرة عن الحركة النسائية تركز على الحالات التي تواجهها الطبقة الوسطى للنساء ، ولكنها لا تراعي دائما اختلاف الظروف والتحديات التي تواجهها النساء ، هذا وتعرض أيضا تبادل الأسئلة من هو في وضع يمكنه من أن يكون قادرا على التحدث عن مسائل معينة ، وكيف يجب على المرء أن يقدم حجة واحدة في نحو لا يجهل أو عن غير قصد إدامة جهات النظر التي تعالج عدة مسائل ، في النهاية ، تعتقد الدرسات أن ما هو أهم من كل هذه التفاعلات ، هو النظر في الخير والشر ، وأن يجري في المقام الأول ، والذي يسمح لوجود مساحة للمناقشة بهذه القضايا ، أن هذا النوع من التكنولوجيا مع النظم لا يزال مع التحيز ضد المرأة ، ومع الحركات التي تعمل ضدها ، ولكن لنواصل محاولة التفكير في كيفية تكوين مدونة تنسجم مع الحركة النسوية ، وتكون قادرة على أحداث التغيير في العالم من خلالها ...