الضغوط على المرأة تطعن بمكتسبات حريتها



سارة ناجي الياسري
2009 / 7 / 26

يعتبر موضوع (حرية المرأة) من المواضيع التي نالت قسطاً وافراً من الاهتمام على مستويات عدة منها الاعلامي والحكومي وحقوق المرأة وحريتها مادة بدأت تتبلورمفاهيمها منذ بدايات القرن العشرين في العراق ولكن بعد دخولنا القرن الحادي والعشرين اي على امتداد مئة عام السؤال المطروح هو هل اخذت المرأة جميع حقوقها واهم حق من حقوقها الا وهو حقها بالحرية بمختلف مفاهيمها ؟ وكما هو معروف بأن المرأة عانت من الاضطهاد والتمييز على مر العصور وفي جميع انحاء العالم تقريباً وبالنظر لحال المرأة الان بالعراق نلاحظ ان المرأة نالت العديد من حقوقها منها حق التعليم والعمل وولوجها مجالات حيوية ومهمة ولكن ما تزال المرأة لم تاخذ حريتها كاملة بل في كثير من الحالات وهذه الحالات اقرب الى ان تكون ظاهرة .
حيث لا تزال المرأة خانعة لسلطة العائلة والمجتمع بشكل مبالغ فيه فالمرأة لم تاخذ كامل حقوقها على صعيد التعامل والتعاطي الاجتماعي معها ومن ابرز الظواهر التي يمكن رصدها وملاحظتها في المجتمع بالنسبة للمرأة هي (ظاهرة الضغط والاكراه) واجبارها على العديد من الامور التي لا ترغب بها وجعلها عاجزة ومسلوبة الارادة والتحكم بمصيرها فعلى سبيل المثال هناك الكثير من النساء اللواتي اجبرن على الزواج بمن لا يرغبن او فرض ايدلوجيات متزمتة عليها او اجبارها على ارتداء انواع من الملابس والى ما الى ذلك من ضروب الاجبار والاكراه والمتعارف عليه بان اسلوب( الضغط والاكراه) اسلوب خاطيء في التعامل مع اي انسان لانه يورث كراهية دفينة وعقد نفسية مستعصية فحتى ان خضعت المرأة فان خضوعها سوف يكون مصطبغاً بالنقمة وهؤلاء الذين يقومون بسلب ارادة المرأة وحريتها في الاختيار في هذه الحياة وتحديد وفرض اتجاهاتها وتوجهاتها فاقل وصف ممكن وصمهم به بانهم اناس جاهلين فلو انهم كانوا على قدر من الوعي على مدى عمق وخطورة اعمالهم تجاه المرأة ولو انهم واعيين ومتفهمين لخطورة دور المرأة لما اقدموا على اعمال سوف تسيء وتخرب المجتمع اولاً قبل ان تسيء الى المرأة فالمرأة أم والأم هي التي تقوم بتصنيع شخصيات الاطفال الذين سيصبحون افراد بالمجتمع وتنعكس ثقافتها عليهم فالضرر بهذا العنصر الحيوي (المرأة) يؤدي الى ضرر المجتمع ويجب على الاهل والرجال ان يحاولوا ان يكونوا منفتحين بافكارهم ويتأملوا الكثير من العادات الاجتماعية المتعلقة بالمرأة ومدى مطابقتها للشرع والدين ومحاولة التمييز بين الصواب والخطأ والاندماج في تيار الحداثة والتطور للأرتقاء بالواقع الاجتماعي. وفي نهاية الامر فالمرأة انسان اي ان لها ارادتها الخاصة ولها حق الاختيار وممكن ان تخطأ وان تضعف ويجب على المجتمع ان يتعلم مبدأ (التسامح) مع المرأة وليس مع الرجل فقط .