ظاهرة التمييز ضد المرأة بين الماضي والحاضر والمستقبل



سارة ناجي الياسري
2009 / 8 / 10

عرف (التمييز)على انه اساءة معاملة شخص ما بسبب عوامل مثل العرق,الجندر(النوع الاجتماعي) او الدين وقد تعرضت المرأة منذ وجودها الانساني والى حد الان الى التمييز بمختلف اشكاله وانماطه والملاحظ ان اشكال التمييز تتطور وتتغير بتقدم الزمن ولكن بالمحافظة على مكنونها والتمييز يعني ايضا معاملة الشخص على قاعدة غير قاعدة قيمته الفردية مثل العرق او الجندر او الدين وغالبا ما يؤدي التمييز الى العنف او كما يقال التمييز والعنف متلازمان لا ينفصلان فمتى وجد الاول وجد الثاني ومن الحقائق الراسخة في بديهيات الفكر والوجدان الانساني ان المكون الانثوي للمرأة اضطهد عبر القرون وهذا واضح من التوجهات الفكرية تجاه المرأة لكافة المجتمعات قديما والظواهر السائدة بها انذاك كظاهرة وأد البنات عند العرب وغيرها كثير في مختلف الثقافات الانسانية في العصور السابقة ولكن ونحن في الالفية الثالثة يفتح هذا الموضوع الباب على مصراعيه للعديد من الاسئلة ومنها ما هي صور واشكال التمييز ضد المرأة الان ؟وما هي اسباب ذلك؟ وماذا فعلت الامم المتحدة لمكافحة هذه الظاهرة والحد منها؟ وماذا فعلت الحكومات والدول والمنظمات الانسانية الغير حكومية لرفع الحيف عن المرأة؟ ان المتابع للوضع الاجتماعي لدول العالم عموما والعراق خصوصا يرى العديد من اشكال وصور انتهاكات لحقوق المرأة ومنها اولا تفضيل الفتيان فهناك عدة ثقافات تفضل الفتيان على الفتيات في الانجاب وفي التعامل حيث ان القانون الاجتماعي الراسخ في وجدان البشر هو اللامساواة بين الفتيات والفتيان وللاسف وقعت المرأة ضحية فكرة اللامساواة وقامت بتكريسها ونقلها الى الجيال المتعاقبة ثانيا الاطفال والزيجات الاجبارية حيث تجبر العديد من الفتيات على الزواج بوقت مبكر وفي مرحلة الطفولة وهن غير مستعدات جسديا ولا عاطفيا الى هكذامسؤوليات ثالثا الاستغلال الجسدي والممارسات الاستعبادية رابعا تتعرض الفتيات الى العنف الاسري وهذا من اشيع انواع العنف في العالم الملازم للتمييز ضد المرأة وتتفرع منه عدة اشكال من العنف منها العنف المجتمعي والعنف الثقافي تجاه المرأة خامسا حرمان المرأة من حقها في التعليم بدعوى المحافظة على القيم المجتمعية وتعود اسباب هذه الظاهرة اي ظاهرة التمييز الى اولا السبب البايولجي فمعروف ان الرجل اقوى جسديا من المرأة وهذا غذى وعزز الشعور بالتفوق الذكوري واصبحت النظرة الى المرأة دونية لانها اضعف من الرجل وحدد دورها على انها اقل من الرجل بكثير وهذا ما انتج النظرة الاستعلائية الذكورية التي هيمنت على نظرة المجتمع الانساني ثانيا القواعد المتعلقة بالجندر والهيكليات الجندرية والجندر هو مجوعةالمميزات والتصرفات التي يتوقعها المجتمع من الاناث او الذكور اي من الفتيات والفتيان ويختلف الجندر عن الجنس فهذا الاخير يقتصر على الاختلافات العضوية بين الفتيان والفتيات ثالثا التقاليد والدين والقوانين المحلية المستمده منها والتي تدعم هذه التقاليد والمعتقدات اما على صعيد الانتهاكات ضد المرأة فتشير الاحصاءات التابعة للامم المتحدة الى ارقام مرعبة ومخيفة في هذا المجال حيث ان مليون وثمانية مائة الف امرأة تعنف سنويا في الولايات المتحدة الامريكية و 51 % من نساء فرنسا وفي روسيا تموت 140 امرأة كل عام جراء العنف الرجالي وفي اسيا تنقص حوالي 60 مليون فتاة من عدد السكان لان اهلهن لا يسمحون لهن بالولادة او النمو اذ انهن فتيات اما في العالم العربي والاسلامي فان العنف متفش بكثرة داخل الاسرة فالاف النساء تموت ضحية جرائم الشرف التي يتساهل القانون معها في باكستان وفي بلدان كالشرق الاوسط وجنوب اسيا وفي 18/كانون الاول 1979 اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة اتفاقية دولية تنص على القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة المسماة ب (سيداو) وقد فتح باب التوقيع على الاتفاقية في 3 اذار عام 1980 وقد وقعت عليها معظم دول العالم ومن نصوصها (ادماج مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الدساتير الوطنية والتشريعات المناسبة الاخرى اذا لم يكن هذا المبدأ قد ادمج فيها حتى الان وكفالة التحقيق العملي لهذا المبدأ من خلال التشريع وغيره من الوسائل المناسبة واتخاذ جميع التدابيرالمناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة....) فحوى نصوص الاتفاقية يتمحور حول مبدأ المساواة الذي تطمح له المرأة والمحرومة منه واقعا اما على صعيد الحكومات فيجب ان تكون القوانين الوطنية مماثلة للقوانين الدولية فيما يتعلق في الفتيات كما ينبغي ان تبطل كل القوانين التي تميز ضد الفتيات اما بالنسبة للمنظمات الانسانية فيجب ان تعنى بفئة النساء المسميات ب (غير مرئيات) حيث ان العنف والاذى الذي يطالهن لا يثبت رسميا او قانونيا ويبقين يعانين بصمت او يلقين حتفهن بصمت والمعروف ان هذه المنظمات دورها محدود وللاسف الشديد . المرأة هذا الكائن الرقيق والمستضعف لديه رسالة كبيرة وعظيمة الا وهي تكوين اخلاق وثقافة الاجيال ودورها كأم يعطيها اهم دور في الحياة فلا ينبغي ان تعاني التهميش والحرمان كي لا تعرقل تطور الاجيال او تؤثر سلبا عليهم وكما قال الشاعر قديما
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق