بيان عام -1- للجنة المرأة بجمعية أطاك المغرب



ليلى محمود
2009 / 8 / 12

لقد بات ما نشاهده و ما نسمعه و نعايشه مألوفا و ليس بغريب عنا. ففي ظل عولمة النظام الرأسمالي ليشمل كل بقاع الأرض و كل مناحي الحياة ، يتسابق الرأسماليون على مراكمة الارباح على حساب قوت الكادحين المنتجين الفعليين و ذلك بمضاعفة إستغلالهم و اضطهادهم و قمعهم و مصادرة حرياتهم رغم كل الشعارات البراقة ، مستندين في ذلك على قيم الميز الطائفي و العنصري و الجنسي ، و يتجلى هذا بشكل أكثر وضوحا فيما تتعرض له المرأة الكادح لأنها كانت و لازالت الجنس الأضعف و الجنس الأدنى و خير دليل على ذلك ما تتعرض له المرأة من اضطهاد و قمع و مصادرة لحرياتها باستغلال كل اليافطات المتاحة ، فتارة توظف اليافطة الدينية و تارة أخرى سياسية و ثالثة قانونية أو أعراف مجتمعية ، و قد تواترت مظاهر قمع المرأة و مصادرة حرياتها بشكل لافت في الشهور الثلاثة المنصرمة التي كانت قيضا على المراة اكثر من حرارة الصيف اللاهبة . ففي إيران قامت ميليشيا الباسينج المتطرفة باغتيال الشهيدة ندى سلطان و ذلك بتوجيه رصاصة قاتلة إلى قلبها أدت بعد دقيقتين إلى استشهادها ، و ذلك إثر مشاركتها في الإحتجاجات التي قامت بها الجماهير الكادحة الإيرانية ضد دكتاتورية الملالي و نظام آيات الله المستبد
و في السودان قامت شرطة النظام العام إستنادا إلى ما يسمى أحكام الشريعة الإسلامية المطبقة بها ، باعتقال الصحفية السودانية لبنى أحمد حسين و هي تواجه عقوبة الجلد العلني 40 جلدة في حال إثبات إدانتها بتهمة ارتداء ملابس تضايق الشعور العام إثر ارتدائها البنطال ، و إن كانت مظلة قمع المراة هذه المرة و تعذيبها دينية فالحقيقة أن الغاية إسكات صوت الصحفية لبنى و مصادرة حقها في التعبير عن الرأي فهي أحد الأقلام الشجاعة الناقدة للأوضاع المزرية التي يعيشها الشعب السوداني و لقوى الإسلام السياسي و دولته المعادية لحقوق الأقليات العرقية و الدينية و لعموم الكادحين و النساء .
أما في ألمانيا فقد تعرضت مروى الشربيني الصيدلانية المصرية المقيمة هناك للطعن حتى الموت في قاعة المحكمة لأنها لم تتنازل عن حقها في محاكمة العنصري اليميني الذي وصفها بالإرهابية . مرة أخرى تجد النعرات العنصرية المرأة مجالا خصبا لتجريب و تطبيق نظرياتها لكونها كائنا مستضعفا يسكت المجتمع عن اضطهادها و يشجعه . و في المقابل جعل التيار اليميني الإسلامي من القضية مجالا لتمرير خطابه العنصري و لتجديد مواقفه المعادية لتحرر النساء .
في أجمل بلد في العالم ، اعتقلت طالبة بكلية الحقوق بمراكش تبلغ من العمر 21 ربيعا و تعرضت لأبشع أنواع التعذيب و الترهيب و حوكمت بسنتين سجنا نافذا إلى جانب رفاقها ، لا لشيء بل لمجرد أنها مناضلة من أجل مجانية التعليم و تعميمه وجودة الخدمات المقدمة في المرافق الجامعية بعد تسمم الطلاب بسبب أكل المطعم الجامعي الفاسد .
و يأتي ما سنته حكومة حماس بقطاع غزة من قيود فاشية على الحريات بشكل عام و حرية المرأة بشكل خاص في نفس سياق الإستهداف العام لهن . حيث تركت كل ما يتعرض له كادحو غزة من جوع و دمار و تشريد و حرمان من أساسيات الحياة كالماء و الكهرباء ، و تفرغت لسن قوانين رجعية تستهدف المرأة و بالإكراه الصريح ابتداء من فرض ارتداء المحاميات للباس الشرعي و المقصود الحجاب و الجلباب أمام المحاكم النظامية ، ضمن حملة إديولوجية و قمعية تستهدف تحويل القطاع إلى بلدة قروسطية بامتياز .
بناء على ما سبق ذكره ، إننا في لجنة المرأة المنضوية تحت لواء جمعية أطاك المغرب لمناهضة العولمة الرأسمالية ، مجموعة طنجة نعلن للرأي العام ما يلي :
تحياتنا للشهيد ندى سلطان و تعازينا لأسرتها و اصدقائها و تأكيدنا على حق الشعب الإيراني في الإحتجاج دفاعا عن الحريات الشخصية و السياسية و تضامننا معه . تضامننا مع الصحفية لبنى احمد الحسين و تأكيدنا على حقها في الملبس كجزء من حرياتها الخاصة ، و تنديدنا بالنظام الظلامي و قوانينه الاستبدادية . إدانتنا لإغتيال مروة الشربيني ، و لكل التيارات اليمينية المتطرفة العنصرية التي تعادي المهاجرين كما ندين اشد الإدانة للتيارات الإسلامية اليمينية و القوى الظلامية التي استغلت الحدث لإثارة نفس النعرات العنصرية و تعميق التمييز و الحث على الترهيب و الإرهاب ، كما نؤكد على الحق في الملبس و التنقل و العمل و الهجرة
إدانتنا لإعتقال الرفيقة زهرة بودكور و مطالبتنا بإطلاق سراحها و رفاقها فورا و تضامننا المطلق معها . وتأكيدنا على حقها في الإحتجاج من اجل توفير الشرود الكفيلة بتحقيق التحصيل العلمي .
رفضنا لكل القوانين الرجعية التي اقامتها الحكومة الحمساوية التي تمس حرية المرأة و تعمل على مصادرتها و تعميق التمييز بين الجنسين و تكريس صورة نمطية لمرأة ضعيفة ناقصة مستلبة و سلبية .
دعمنا لكل الأشكال النضالية الداعمة و الداعية لتحرر النساء و المدافعة عن حقوقها .
لن نستسلم ، لن نخفض الأدرع و لن نحني الرؤوس
لنا قامة و إن كانت غير فارعة ، سنجعلها شامخة صامدة مقاومة لكل أشكال الإضطهاد ، القمع و العنف الرجعي حتى ... زحف الربيع .
لجنة المرأة