شرف الرّجال



سهيلة بورزق
2009 / 8 / 12



كان يبتسم ويحرّك طرف يده اليمنى مودعا لها على الجانب الآخر من الرّصيف ، كانت تبتسم أيضا بعينين مغرورقتين تقول له بهما أريد أن أبقى معك.
لكنّه كان تتاريا في مشاعره ، رجل يفكر كالساعة الرقمية بالدقيقة والثانية، يغادر شعابها بعد أن فتك بها حد الغلط ثم اعتذر ببلادة ، الرّجل فيه لا يعترف بالحب على طبق الجسد ، لم يتعوّد على العطاء لذلك فهو عاطل عن التفكير ، قال لها : أنا لا أتزوج المرأة السهلة فردت : لكنّني أحبك ، قال : الحب عندي لا يسمح بالغلط ، قالت :لكنك سألتني الحب ، قال : كان عليك أن تقولي لا ، قالت : لكنني أقول دائما نعم للحب ، قال : آسف أنت لست من أتمناها رفيقة لي
ودّعها بحقد وودعته بحب.
آلاف القصص الغرامية التي تبدأ بذريعة الحب وتنتهي بذريعة الشرف لكن في الأخير لا أحد يدري هل التي تزوجها هذا الرّجل شريفة حقا أم مرّ عليها قطار رقمي سريع يحمل مليون راكب قبله،. من العيب ونحن في القرن الواحد والعشرين أن يقاس شرف المرأة بغشاء لا قيمة له أصبح الطب المتقدم اليوم يعالج تمزقه بثمن جد زهيد وأتحدى أي رجل فوق الأرض أن يكتشف خيانة المرأة له في معالجة شرفها ،اٍذن لا ثمن للشرف يا أصدقائي والعالم كلّه يتعاون في تطبيب مفهوم الاٍنسان فينا .ها هي الأردن البلد العربي الأوّل الذي يكثر فيه قتل النساء تسمح لشبابها بمطالبة العروس بشهادة عفتها ، أليس من الحقارة أن ترتبط امرأة برجل يسألها ذلك؟ أليس من القبح أن يعاشرها بعد تهمة وجهها لها بطريقة غير مباشرة ؟وكيف ترضى هذه المرأة بالمذلة مهما كانت ظروفها؟ أنا أفهم أن العيب ليس في الشرف وليس في المرأة وليس في الرّجل ولكن العيب في صمتنا جميعا عما يحدث في بناتنا، وأخواتنا ،وعماتنا ،وخالاتنا،وجاراتنا، وجميع من تمس كرامتهن في العالم.
من طبيعة الاٍنسان السوي التعامل مع الآخرين بطيب نية فلماذا لا يتعامل الرّجل العربي بطيب نيّة مع المرأة ؟ لماذا يحدّد قيمتها في غشاء مهين؟ سيتهمني الكثير منكم بالفجور والتفتح المبالغ فيه وبأنّني أدعو النساء للفجور والتّحرر لكن التّحرر من ماذا ؟ أنا لا أدعو أحد للحرية كيفما كانت فأنا كفيلة بذاتي فيها لكنّني ككاتبة كفيلة بنفض الغبار عن نساء مثلي دمهن العربي من دمي وأخلاقهن من أخلاقي وقلقهن من قلقي وحزنهن من حزني ألا يكفيهن حزنا على من قبرن أحياء في غابر التاريخ لا تقولوا لي ذلك كان قبل الاٍسلام لأنّ ما يحدث للمرأة الآن لا هو من الاٍسلام ولا المسيحية ولا من أية ديانة أخرى هو في الحقيقة من ديانة الجهل التي لم تنزل بعد والله سبحانه وتعالى بريىء منها .
أستقولون لي توقفي عن المهاترات؟ والله لا توجد مهاترات مثل التي نعيق بها تطور النساء في بلداننا التي نريد لها التّطور والديمقراطية والحداثة، فليرجمني صعاليك الشرف اٍذن بالكذب والبهتان فوالله لن أسكت عن حق كان لي عن طبيعة أتمتع به كيفما أشاء وحيثما وجدت مع لا اعتذاراتي لجميع الرّجال.