تخاريف خريف العمر... المرأة هي الحل



عمرو اسماعيل
2004 / 5 / 19

لا انفي اني اعاني من هلوسة سياسية وثقافية سببها خريف العمر ومرض النقص المزمن في الحرية و الديمقراطية الذي تعاني منه مجتمعاتنا مما جعلني لا استطيع الا ان اكتب عن هذه التخاريف من عينة الديموكتاتورية هي الحل ولكي تكون نجما فضائيا فالعمائم هي الحل واليوم تفتق ذهني و هو في حالة تخريف حادة الي ان المرأة هي الحل لمشاكلنا المزمنة و أهمها القهر السياسي و الأقتصادي .. لماذا؟
أهم هذه الاسباب اننا جربنا الرجال لمئات السنين وانتم ترون حالنا .. حالة اقتصادية و حضارية مزرية .. ضياع فلسطين .. وهجمة استعمارية امريكية لا نستطيع لها صدا .. وحكام رجال كاتمين علي نفسنا طوال عمرهم المديد و احيانا عمر اولادهم من بعدهم ومنهم من يفك الخط بصعوبة او يتهته في الكلام ومنهم من لا يلوم اي شيء عن مشاكلنا الا حقنا الوحيد المتبقي وهو حقنا في التكاثر ويريد ان يحرمنا من المتعة الوحيدة التي نمارسها بأرادتنا الحرة وفي نطاق شرعي وقانوني .. اليس هذا هو حالنا أم تراني أخرف .. لا ألومكم أن اعتقدتم ذلك لأني متاكد فعلا من ذلك.
فلماذا اذا كان هذا حالنا لا نجرب المرأة لتقودنا نحن الرجال فهي في الحقيقة تفعل ذلك علي المستوي الفردي فلماذا لا نعترف بالحقيقة و نجعلها تقودنا علي المستوي العام.
الا تنظرون الي الست كوندوليزا رايس مستشارة بوش للأمن القومي .. بالله عليكم هل اي رئيس او ملك عربي له مستشار راجل بقوة وكفاءة الست رايس .. ألا تساعد هذه المرأة بوش و مماشياه علي مزاجها لكي يمرمط كرامتنا نحن رجال العرب .. ألم تروا كيف أن جندية امريكية لا يزيد عمرها عن21 عاما ماذا فعلت في رجالنا الغلابة المعتقلين في سجن أبو غريب .. فلماذا لا نفل الحديد بالحديد ونجيبلهم أمراة لكي تنتقم لنا .. ألا تعرفون أن المرأة عكس ما يشاع عنها كرامتها بتنقح عليها بسرعة وهي مستعدة ان تمرمط بكرامة اي راجل الأرض ان هو داس علي طرف كرامتها .. ألا يعرف الرجال جيدا في مجتمعاتنا ,, رغم أنهم يضعون رؤوسهم في الرمال حتي لا يواجهوا بالحقيقة,, أنه لو كانت العصمة بيد المرأة لكان معظم الرجال مطلقين الآن وبيرفعوا علي زوجاتهم قضايا نفقة .. فاذا كنا نحن رجال العرب غير قادرين علي الانتقام لكرامتنا المهدرة فعلي الأقل نجيب امرأة عربية جدعة تعرف تردح لبوش وتمسح بكرامته الأرض بدلا من أن يذهب حكامنا الى واشنطن ليهانوا دون حتي ان يذرفوا دمعة خجل.
وثانيا المرأة تتمتع بدهاء خلقي رباني وتعرف كيف تصل الي ماتريد وهذه الصفات هي التي يحتاجها اي سياسي ماهر وللأسف لا اري في السياسيين العرب من يتمتعون بهذه الصفات فهم يكررون نفس الأخطاء ولا يعرفون بالضبط ماذا يريدون وفي النهاية لا يستخدمون مواهبهم ألا في الحفاظ علي مناصبهم.
وثالثا المرأة فيها ضعف الأمومة وهي ان اصبحت حاكمة قد تعتبرنا نحن الشعوب الغلبانة مثل أولادها فتعطف علينا بقليل من الحرية والعدل مثلما تفعل مع أولادها وتعيد توزيع الثروة بعدل بين اولادها افراد الشعب الغلبان .. فالمرأة بطبيعتها تفضل أولادها علي نفسها وهذا ما يجعلها تستحمل قرف الرجال رغم انها في قرارة نفسها تريد ان تحدف زوجها من الشباك لولا انه ابو اولادها.
ورابعا وهو الأهم ان الرجال قد تأخذهم الكرامة عندئذ فيضطرون للمطالبة بالتخلص من ديكتاتورية المرأة ويطالبون بجد وليس ادعاءا بالديمقراطية والأنتخابات الحرة المباشرة ويتكاتفون معا لأصدار دستور يحمي حقوق المواطن بصرف النظر عن الجنس او اللون او الدين , فنحصل أخيرا علي ما حرمنا منه من حرية وديمقراطية.
قد أكون مخطئا و لكنى أعتقد أن المرأة قد استخدمت دائما و بنجاح منقطع النظير من قوى القهر و الأستبداد و الرجعية الأجتماعية لتخويف عامة الرجال{ الذين تسيطر عليهم أسطورة الذكورة و تفوقها} من الديمقراطية بحجة أنها ستجلب معها الفساد و الأنحلال الأخلاقى الذى هو دائما مرتبط بالمرأة و عورتها, وهى بالتالى تبعث الخوف فى نفوس الرجال من فقدان سيطرتهم على نسائهم مما يجعلهم اكثرا تقبلا للديكتاتورية وأقل كفاحا فى سبيل الديمقراطية.
لا أدرى لماذا ندمن حكايات النساء التى تبيع اجسادها ولا نتذكر الرجال الذين يبيعون ضمائرهم و أقلامهم لمن يدفع أكثر و هى فى رأيى دعارة فكرية و فساد أخلاقى أشد اثرا و هدما للمجتمع من فساد عاهرة أو راقصة.
لماذا لا نتذكر النساء اللاتى حققن النجاح باستخدام عقولهن ونتذكر دائما النساء اللاتى يستعملن اجسادهن سواء اعجابا او لعنا ..
أنى اتفق تماما مع الرأى القائل أن و ضع المرأة هو ميزان تقدم الشعوب و الأمم و الحضارات, و لذا أهيب بالمرأة أن تنتشلنا من مستنقع التخلف الذى نعيش فيه فقد فشلنا نحن الرجال.
أن المرأة العربية اذا ثارت مطالبة بحقوق المساواة كاملة مع الرجل و حصلت على هذه الحقوق ستسحب البساط من تحت اقدام دعاة التخلف والردة الأجتماعية, ستسلبهم السلاح الذى يتحكمون به فى عقول الغلابة من الرجال الذين تتحكم فيهم اسطورة الذكورة الكاذبة.


أني أدعو المرأة و أحرضها أن تثور مطالبة بحقها في الحكم و يا حبذا لو تجمعت نساء العرب معا ليقمن بانقلاب سلمي علي الحكومات الذكورية .. وأعتقد ان المرأة الشجاعة التي تستطيع ان تقف علنا في وجه حاكم بلدها ستكون هي المؤهلة لتولي الحكومة القادمة وأنا أضمن لها انها أن لم تنجح فلن تتعرض لما يتعرض له أخوانها من المعارضين الرجال من تعذيب و أهانه في سجون الحاكم وأن كانت تتمتع ببعض الجمال فعلي الأكثر قد يطمع فيها المسئول ليضمها الي قائمة حريمه.
المشكلة اني لم أجد بعد المرشحة لقيادة حركة التمرد النسائية السلمية ضد الحكم الذكوري .. فهل هناك أي اقتراحات؟