الأرقام تتهاوى تحت أقدام النساء.. المرأة البابلية نموذج صادق لمعانات المرأة في العراق



حمزه الجناحي
2009 / 9 / 5

لم اتوقف واتفاجأ عندما يمر في بالي او عندما يدور نقاش حول معاناة المراة في العراق وهي تعيش على الدوام اوضاع متعبة ربما ما مرت بها أي امراة اخرى وفي أي مكان اخر على هذ الارض الكبيرة ومعاناتها لم تكن مرحلية يوما وتنتهي بانتهاء مسبباتها بل اصبحت حالة ظاهرة دائمة جاثمة ومستمرة وربما الكثير من النساء في العراق ولدن وتوفين وهن على حال واحد ولم تتغير احوالهن نحو الافضل ابدا ولعلي اقول واضن اني ليس مبالغا ان البعض من العراقيات لا يستطعن العيش الا وهن على هذه الشاكلة المتعبة لأنهن لا يعرفن الا مثل هذه الظروف التي جبلن عليها للاسف الشديد ,,
أي وصف ممكن ان تطلقه على المراة العراقية مدحا لها لأنها تتميز بتركيبة نفسية يصح القول عنها جهادية في فطرتها التي فطرت عليها فهي الصابرة بكل ما تعني هذه الكلمة من كل معانيها العلنية والمستترة وهي ايضا المجاهدة والقانعة وهي الخلوقة بشكل ليس له مثيل والا ما تسمي ما تمر بها من معاناة دون ان تتمرد على واقعها المر وهي تقف بجانب الابن والزوج والاب والابو والجار والصديق ...
وجدناها وهي تشيع الاخ والاب والابن الى المثوى الاخير ووجدناها وهي تعمل باعمال لا تعملها الا الرجال ووجدناها في الحقل يوم رمي الزوج على جبهات القتال ووجدناه تتسول لعيالها يوم مات المعيل ووجدناها تزاحم الرجال وهي تقف معهم باحثة عن عمل في المساطر والتجمعات رايناها تعمل في معامل الطابوق وتجمع الملح من المستنقعات وتزرع حتى ان البعض منهن وكما اسلفنا لم يبالين يوما ان يعملن في مهن لا يمكن ان تعملها امراة بسبب الوضع الاجتماعي لكن كل ذالك جرى على ذالك المخلوق الذي وجده الهك وصنعه ليكون في اجمل وابهى واحلى صورة واعطاها الصفاة الانثوية الرقيقة والقوة المتواضعة وجسم جميل بمواصفاة المراة التي هي استمرارية للحياة مع الزوج لتعيش بحبوحة الراحة والسكينة لتعطي وتمد الرجل بالحب والحنان لا لتعيش كما تعيش اليوم في العراق وكأنها ليست تلك المراة التي تعيش في باقي الدول الاخرى ...
الحقيقة ما يكتب عن المراة في العراق لا يمكن ان يعطي الصورة كاملة عن المراة ولا يمكن ان تعطيها حقها لأنها حالة اقل مايقال عليها لا وجود لها في مكان اخر وهذه الدول المجاورة او التي تشبة العراق في الكثير من الصفاة مثل الديانة والطبيعة الاجتماعية بل حتى في بعض الاحيان ان الظروف مشابهة للظرف العراقي لكن الفرق شاسع بين المراتين ...
لا ائتي بجديد في الحديث عن تلك المراة في العراق والتي وحسب الارقام التي تعرض على المواطن الاعداد المهولة في العراق والتي هي مليونية في كل الاحوال ,,مليون ارملة ,,مليون عانس مليون عاطلة وفقيرة فالارقام تتهاوى تحت اقدام الامهات في العراق ..
استوقفني الحشد الكبير من النساء البابليات وهن يتجمهرن امام دائرة الرعاية الاجتماعية ويتدافعن ويتزاحمن وهن يحملن بأيديهن ملفات من اجل الوصول الى ذالك الموظف الذي يقف على الباب لتلك الدائرة وتحت درجة الحرارة التموزية التي لا يمكن ان يتحملها انسان لكني وجدت ان المراة العراقية تتحمل تلك الحرارة اقتربت للفضول من ذالك التجمهر فوجدت ان الالاف من النساء يقفن هناك وهم متشحات بالسواد ويكاد ان يصبح اللون الاسود وهو اللون او الموديل السائد فلم اجد أي امراة ترتدي ثوب او كما يقال في العراق دشداشة فيها لون اخر فقط الاسود وبامتياز وهذا وحده للأسف يعطيك انطباع مزعج عن ما تعيشه المراة تلك من حزن والم وقهر ..آلاف وفعلا اعني الرقم آلاف وباعمار مختلفة وقفن هناك يجمعهن قاسم مشترك واحد هو العوز وجدت العجوز ووجدت المراة المتوسطة في العمر ووجدت المراة الصغيرة والشابة وجدت المقعدة والعمياء والمريضة وحتى المجنونة وجدت كل الصور التي لم تألفها عيني هناك ..وتبين لي بعد أن استفسرت عن هذا العدد الهائل من النساء وهن يقفن على تلك الباب عرفت ان تلكم النساء هن المستفيدات من المساعدات المادية التي تقدمها الدولة لهن بسبب عوزهن وحاجاتهن لتلك الدنانير التي لا تغني ولا تسمن لكن هذا هو الحال .
ارامل ..مطلقات..عاجزات..مكفوفات..مهجورات من الازواج ..زوجات نزلاء في السجون..كبار بالسن(شيخوخة)..معيلات لأطفال فقدو المعيل..
وكذالك وجدت الكثير من النساء العوانس اللواتي صرن عالة على الاهل بعد مرور السنوات عليهن لييئسن من القادم للزواج منهن ...
الاف فعلا الاف من النساء جئن من مختلف مناطق المحافظة وبعضهن قطع العشرات من الكيلوات ليثبتن لتلك الدائرة انهن لازلن بحاجة لتلك المساعدة المادية البسيطة ولم يطرا على حالهن طارئ جديد جئن يستلمن البيان السنوي لتأكيد حاجتهن لدنانير ربما نصف من تلك الدنانير يصرف للعودة الى منازلهن البعيدة وفي المناطق النائية ...
اكثر من( 15000)خمسة عشر الف امراة فقط المستفيدات وحسب الارقام القريبة من تلك الدائرة وربما نفس هذا العدد اذا لم يكن اكبر لم يذهبن الى تلك الدائر اما لتعففهن او لأنهن منحدرات من عوائل كانت ذات يوما لها شان فضلن العيش هكذا وعدم الذهاب او البعض منهن تمنعهن الاعراف الاجتماعية من الذهاب الى الدوائر الحكومية وربما البعض منهن يتعالين او يستنكفن من ان يمددن ايديهن لتلك الدنانير القليلات التي لا تستوجب ان ينزعن من اجلها الحياء والوقوف كالمتسولات على تلك الابواب ...
انا اعتقد جازما ان محافظة بابل هي من المحافظات التي تعتبر افضل من غيرها من جهة العيش وتوفر فرص العمل قياسا لبعض المدن الاخرى في الجنوب العراقي التي لا تتوفر فيها فرص العمل الا الزراعة فقط وهي اليوم غادرت العراق بسبب شحة المياه فاذا كان الحال وهذه الاعداد في هذه لمحافظة التي هي احسن حال من غيرها من المدن فما حال مدن مثل ميسا ن او الناصرية او الديوانية او السماوة ,,
انه غيض من فيض في بلد الارامل والمطلقات والعوانس والمتعبات والمهجورات .