تقاليد رجولة زائفة



محسن ظافرغريب
2009 / 9 / 27

لاهاي - صدق يخالطه كذب ونفاق للحصول على الإقامات في " الإتحاد الأوربي "!: يرى الباحث الإجتماعي العراقي المقيم هنا - في هولندا -
" أحمد الأزري" أن المرأة العربية باتت أقل استعدادا للصمت من جراء احتكار الرجل العربي للقرار على الفراش. ويورد الازري حالات لاضطهاد جنسي للمرأة العربية، وبحسب دراسة أعدها فان أغلب النساء العربيات يرضخن مرغمات لإرادة الرجل الجنسية لاسيما في الأرياف.
ويضيف الأزري: تحدثت لي امرأة أن زوجها يضربها إذا رفضت الفراش، وحين تكون عاجزة بسبب المرض فانه يجبرها على ممارسة أوضاع وممارسات شاذة لإفراغ شهوته الجنسية.. مصير هكذا زواج الفشل، لكن المرأة العربية صابرة.
ويصنف الأزري الزواج من الصغيرات ضمن مفهوم الاغتصاب. ومن ذلك ما يحدث في أماكن ريفية في دول عربية مثل العراق وسوريا والأردن ومصر ودول الخليج، حيث تجبر فتيات صغيرات على الزواج من رجال كبار في السن بعد ان يدفع الرجل لأهل العروس مبالغ مالية تصل 10$ آلاف دولار، مثال ذلك فتاة سورية (16 عاماً ) تقيم الآن في هولندا،لم يبت في موضوع طلبها اللجوء بعد، تضمن ملفها إجبارها على الزواج من شيخ سوري في الخامسة والستين، ما اضطرها للهرب إلى لبنان ثم إلى أوربا!.
ويوكد الباحث الإجتماعي في مراكز اللجوء الهولندية " كامل حسين ": ان الكثير من النسوة العربيات يتقدمن بطلب اللجوء بدعوى تعرضهن للإغتصاب من قبل الزوج يقع ضمن ذلك، لكن اغلب الزوجات لايحبذن هذا التوصيف، ويفضلن إطلاق توصيف"المعاملة السيئة للزوجة".
وأبرزت صحيفة "نوفل أوريزون" الأسبوعية الخاصة أن اغتصاب الأزواج للزوجات أصبح أمرا شائعا هناك، وأن المرأة لاتمتلك حرية القرار في شؤون الجنس ضمن العائلة وان القرار للرجل فقط!!.

في شهر آب 2009م، قال رئيس مجموعة الأبحاث والعمل ضد أعمال العنف بحق الأطفال في السنغال " أدام سو ": أن جمعيته أحصت نحو 400 حالة اغتصاب لكن خلال 2008 سجلت نحو 600 حالة منها 98% تخص قاصرين. وأكد " سو ": أن منطقة كولدا شهدت 211 حالة خلال 2008 نصفها حالات اغتصاب تلميذات حملن اثره اغتصابهن من قبل مدرسين.
وتحدثت امرأة سنغالية لاجئة عن تعرضها لعملية اغتصاب جماعية قام بها شباب حيث قيدوا يديها وتناوبوا عليها، مما اضطرها إلى الرحيل عن السنغال، ويفيد تقرير طبي اصطحبته معها عن إصابتها بأمراض في الجهاز التناسلي جراء ذلك. ودعت هذه المرأة إلى كسر جدار الصمت حول تزايد عدد عمليات الاغتصاب في السنغال. وأوضحت: أن أزواجا يجبرون زوجاتهم على الجنس، وأحيانا يمارسون معها فعاليات فراش تأنف منها حتى الحيوانات.
في 2008 نشرت وسائل الإعلام الأردنية قصة خريجة الجامعة" سهام . . "، التي خطبت وعقد قرانها في يوم واحد على ابن عمها رغم إرادتها!. وحين طلبت فسخ عقد القران اختطفها ابن عمها بمساعدة أشقاءه، وبعد أن أبدت ممانعة كبيرة، فض بكارتها بيده!!. ورفعت سهام دعوى ضد ابن عمها بتهمة الإغتصاب بعد أن حصلت على تقرير من الطبيب الشرعي. لكن القضاء الأردني وقف عاجزا ورفض القضية جملة وتفصيلا لأن
"اغتصاب الزوجة" لايعاقب عليه قانونا.

في شهر آب 2009م أظهرت دراسة نشرتها وكالة رويترز أن من أكثر أشكال العنف الجنسي انتشارا في الدول العربية، إكراه الزوجة على الجماع. وقد نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بقانون أفغاني وصفته بالرجعي يجيز حرمان "نساء شيعيات" من الغذاء إذا رفضن العلاقات الجنسية مع أزواجهن، وعدت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان الأمر مناورة انتخابية لكرزاي، مؤكدة أن القانون نشر في الجريدة الرسمية الأفغانية بتاريخ 27 يوليو الماضي، وهو بمثابة إضفاء الشرعية على عملية اغتصاب عائلية.
و ينص القانون انه يحق للزوج أن يحرم زوجته من أي سند مالي بما في ذلك الغذاء، إذا رفضت تلبية حاجاته الجنسية، كما يقضي ان يعهد بحضانة الأطفال قانونياً في كل الأحوال لآبائهم وأجدادهم. ويسمح القانون للمغتصب أن يفلت من أي ملاحقة إذا دفع دية!ء أي ثمن الدم لامرأة مغتصبة!.
في عام 2009م أثارت تصريحات رجل دين إسلامي في أستراليا يدعى الشيخ " سمير أبو حمزة " ردود فعل مختلفة بعد أن أفتى بحق الرجل في ممارسة الجنس مع زوجته أنّى شاء، وأن الشريعة الإسلامية تجيز له تأديب زوجته بالضرب خفيف غير مبرح لايلحق بها الأذى في حال رفضها لطلبه. بيد أن مصدر حكومي استرالي قال ان" استراليا لن تتسامح مع مثل هذه الآراء. هذا النوع من الآراء غير مقبول في أستراليا"، مطالبا في الوقت ذاته بسحب ( أبو حمزة ) رأيه ويعتذر !!. ورفعت زوجات دعاوى أمام سوح ( قضاء آل سعود !! ) بسبب العنف الزوجي في ممارسة العلاقات الحميمية. إذ جاء في بعض تلكم الدعاوى القضائية، أنهن ضحايا لنزعة الزوج لممارسة العلاقة الحميمية بطرق خاطئة وأن غالبا ما تتعرض الزوجة للضرب كي ترضخ!!. كما قالت زوجات إن الضرب هو الوسيلة التي يرضخن بها حتى في حالات المعاشرة الطبيعية!!، فبعض الأزواج يشعر بالمتعة وهو يجلد المرأة أثناء معاشرتها!!!.
العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر " د . سعاد صالح "، تشهد بأن بعض الفقهاء وصفوا العلاقة الجنسية بصورة خاطئة باعتبارها عقد استمتاع من الرجل بالمرأة، وحللوا وفق ذاك أن يستمتع بها دون نظر لاحتياجاتها!!. وأوضحت أنهم دللوا على ذلك بالحديث الذي يقول فيه الرسول " إذا دعا الرجل المرأة لفراشه ثم أبت، باتت تلعنها الملائكة حتى يرضى "!، وجعلوا من ذلك سيفا مسلطا على رقبتها دون التماس حالتها المزاجية والصحية!، ولا لغير ذلك من الظروف التي تتعرض لها النسوة!!. ووصفت صالح ذلك بالاغتصاب الزوجي، مؤكدة أن الرجل إذا عامل زوجته في الفراش بطريقة سيئة لاتتفق مع آدميتها وكرامتها، فإنه يكون مغتصبا لها، ويحق لها أن ترفع أمرها للقضاء لطلب التطليق.
في العام الجاري 2009م دعت ندوة أزهرية لتدريس الجنس والإقرار بحالات اغتصاب الزوج لزوجته. واعتبر علماء كبار في ندوة علمية عقدها المركز الدولي السكاني بالأزهر، أن قيام الرجل بممارسة العلاقة الخاصة مع زوجته بدون موافقتها "اغتصاب"!. وأكدوا أنه يحق شرعا للزوجة أن تطلب الطلاق إذا واقعها زوجها دون رضاها، وأجازوا لها أيضا أن تهجر فراش زوجها، إذا عاملها بهكذا أسلوب.
أن علماء الأزهر وبينهم أستاذات، حثوا على الإشارة صراحة لممارسة الجنس بأنه " جماع "، لأن المصطلحات المعمول بها حاليا مثل" علاقة حميمة" تسبب التباسا في فهم عامة الناس!!!.

على هامش موضوع تقاليد رجولة زائفة هذي الرواية الأدبية (مخالب المتعة):

كانت باكورة الروائية المغربية " فاتحة مرشيد " بعنوان لحظات لاغير ، وروايتها الثانية بعنوان مخالب المتعة ، تتناول أقدم مهنة في العالم، ولاحياء في العمل!!!، موضوع البغاء الذكوري!!، بحث عن البغي وبائعة الهوى والمومس، تصرف لساني، عاهر!، حامل!!، مرضع: للمرأة فقط!.
في رواية مخالب المتعة ، المرأة ذات كاتبة والرجل موضوع كتابتها، في نوع من تبادل الأدوار تبادلا ضروريا لتحقيق المساواة أمام الكتابة، ما يستدعي البحث عن تسميات جديدة في صلب اللغة لتوصيف ظاهرة بغاء الرجل!.

علاقة بين شاب وامرأة متزوجة ساحرة الجمال كما يقدمها النص: فارعة القوام كأنها حورية خرجت لتوها من البحر (ص19)، كفاكهة شهية (ص67)، تربطها علاقة بالسارد الشاب الفوار حياة ورغبة، مع ذلك يقنع السارد بدور المستمع السلبي، بدور الأذن: أكبر وأرق أذن عرفها التاريخ، أذن ولا أذن "موزارت"، تبلَع الجسد وتأخذ مكانه (ص70)، لنجد الشاب الألعبان( عزيز )، بائع هوى ومتعة بقناعة، تربطه بليلى علاقة تنحاز لخلفية أخلاقية تفضي لنهاية حتمية مأساوية دموية، بقتل عزيز لليلى!. علاقة متعة مفتوحة بتقديم شخصية السارد، يقوده للبطالة، تخصص التاريخ والجغرافية: ما نفع الجغرافيا إن لم أنجح في اختيار جغرافية تناسبني أكثر، كما فعل الذين هاجروا إلى حيث لا حياء في شغل؟! (ص8)، لفظ الجغرافية: الجسد!!!. ينصح عزيز السارد ويدعوه لتوجيه دراسته الوجه الصحيح!!! بقوله: أن توجهها نحو تاريخ النساء وجغرافيتهن. يا سلام على جغرافية النساء: هضاب ووديان وجبال وسفوح ومغارات. (ص10). بيع الجسد للنسوة!!!. تلاعب بلفظ البيع الجسد للزبونة: تبيع نفسك ليشتري الزبون!. (ص42)، والإغراء موصول يمارسه ( عزيز )، كي يدفع السارد لبيع جسده، وبحضور بعض التشبيهات: نهضت برأس أثقل من حافلة نقل عمومي! (ص53). وتجد الروائية" فاتحة مرشيد " شاعرية:
سكبت علي نظرة ساخنة (ص61)، بالدارج - عرضا أحيانا - وبالفصحى، والهيمنة للثاني، في الحوار، وتوظيف الأغنية الشعبية والفصحى أيضا عبر شخصية الرسام المتيم ببلقيس! هناك في العراق!!، الحاضرة بلوحة متجددة كل يوم، إسم العراق بسحره وإيحاءاته!!!.
بسمة تركت رسالة للسارد بعد رحيلها خارج المغرب خوفا من الفضيحة هربا من حب يائس، تقول في رسالتها: بيد أن للمتعة كما للحب مخالبَ قد تخدشنا، قد توجعنا.. قد تدمينا.. وقد تفتك بنا ذات جرعة زائدة!. (ص153). تصبح المتعة ضمن هذا المنطق قاتلة!، سيما وقد نظر للجسد كعنوان للشر!، والجنس أيضا كمفسدة وأداة تدمير. يصف السارد علاقته ببسمة: كانت لقاءاتنا تخلف لدي إحساسا بالسمو، بالإشباع الروحي .. كمتصوف يرقى بحبه المتعالي، عبر مدارج العفة، عن كل شهوات الدنيا أبعد سماء!. (ص77)، إن السارد (يرتاح!)، لأنه
يتحكم في نزواته الجسدية، لأن الجنس لو دخل علاقتنا لدمرها .. وحطم نفسيتها الهشة!!. (ص77). يدغدغ التصوير المشاعر!، لو جرد من سياقه العام.