الصحافة الدينية والمرأة



محمد عبد الفتاح السرورى
2009 / 9 / 30

قرأت ذات مره بأن تاريخ العلم هو تاريخ سؤال ........وأصل الاكتشاف هو التساؤل
وقد نصح احد الفلاسفه احدهم قائل "اندهش يا صديقى "
فالسؤال والدهشه هما سبيلا من سبل سبر اغوار الغامض والملتبس.....ومن جهه اخرى فان من طبيعه السؤال نكتشف أيضا عقليه المتسائل ومنه ايضا نتعرف على طبيعه الموضوع الاستفهام .
ويقولون ايضا أن المجتمعات المتحضره هى مجتمعات تفضل التساؤل وتخاف من الاجابات على عكس المجتمعات المتخلفه فهى مجتمعات تنفر من السؤال نفورا شديدا وتعتبره أحيانا سوء أدب او تجاوز على الله او على السلطان وتعبر ان ماتملكه من إجابات متوارث (منقوله )هى حصن الأمان لهذا المجتمع حتى لا يقع فريسه للتيارات الهدامه وأعترف ها هنا اننى امقت مصطلح التيارات الهدامه هذا كراهيه شديده لأنه اصبح عند صنو وقرين لمعظم التيارات التى من شأنها رفعه هذا المجتمع وعلو شأنه فنحن على وجه التحديد لا نجمع على معنى كلمه (هدامه) ولا نتفق على ان مايراه البعض (هدام) يراه اخرون (بناء)
وعوده للسؤال والتساؤل ......نقول .....
من نسق السؤال نكتشف نسق الفكر ومن صيغه الاجابه نكتشف نسق المجتمع الذى تصب فيه هذه الاجابات وتتجلى المأساه هنا اننا امام سؤال ينم عن عقليه متحرره وامام طبيعه اجابه تتم عن نفسيه انهزامية او العكس لا فرق .
وتطبيقا لما سبق نترجم ما ذكرناه فى صورهأمثله محدده تبيانا لما تقول.
فى مجله التوحيد( الناطقة بإسم انصار السنه المحمدية) باب للفتاوى و هذا شىء طبيعى ومفهوم ولكن غير الطبيعى وغير المفهوم هو ما يطرحه البعض من أسئله الى هذا الباب حيث تتجلى فى هذه الاسئله واجاباتها كل ما ذكرناه انفا عن العلاقه بين طبيعه السؤال والاجابه وربطهما بالنسق العام .
سأل احدهم سؤال وكانت الاجابه ما يلى :-
(ما حكم قيادة المرأة للسيارة، وحدها داخل المدينة؟ وهل تجوز لها مع أحد محارمها؟
الجواب القاعدة الشرعية أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، وقيادة المرأة للسيارة وحدها يعرضها للاختلاط بالرجال، إذا تعطلت السيارة فماذا تصنع وأين تذهب ؟ وربما كانت في مكان منقطع عن الناس فمر بها سفهاء الأخلاق فساوموها على إصلاح السيارة، أو خدعوها، أو اعتدوا عليها، كما أن قيادة المرأة السيارة يعرضها للسفر بدون محرم خاصة في الأماكن البعيدة التي يقطعها الماشي في يوم وليلة، وقد حرم الإسلام أن تسافر المرأة مسيرة يوم وليلة بدون محرم، أما قيادتها لها مع أحد المحارم فكيف تكون المرأة قائدًا للرجل ؟ وهل سيكون محرمها معها في كل مرة، وهو هذه المرة شيء مباح، لكنه يؤدي في الغالب إلى مفاسد، فدرء المفاسد أولى، وسد الذرائع أحرى، والغيرة على المرأة والأعراض من الأولويات العظمى والله أعلم
التوحيد عدد شهر محرم

من صيغه السؤال نفهم ان قياده المرأه للسياره محل استفهام وغموض ولقد ازالت الاجابه هذا الاستفهام والغموض ازاله تامه والحمد لله ....فالمرأه لا يحق لها قياده السياره لأن فى ذلك ضررا عليها وتعريضا لها للخطر كما انه من المستنكر ان تقود المرأه الرجل ......
تفنيد هذه الاجابه أمر يسير وهين فالمرأه لن تقود السياره فى منطقه نائيه مليئه بقطاع الطرق ولكنها تقودها فى الشوارع عاديه مليئه بالسيارات وقد يحدث للمرأه إحتكاك بالاخرين سؤال كانت تقود سياره او تسير على قدميها فالتعرض للاخطار ليس مقترنا بقياده السيارات فقط ..... وليس هذافحسب بل إن عندما تتعرض المرأه لخطر وهى تقود السياره فهذا ليس عيبا لافى المرأه ولا فى قيادتها للسياده ولكنه عيب فى هذا المجتمع الذى لم يستطيع ان يوفر الحمايه لافراده سواء كانوا رجال او نساء او اطفال
الموضوع من حيث المبدأ مرفوض شكلا وموضوعا هم لا يطبقون رؤيه المرأه (تقود)أيا كانت هذه القياده .....حتى لو كانت قياده سياره صغيره هى فى الحقيقه تحميها من_سخافات الطريق وبذاءات العوام اى ان العكس هو صحيح فعندما تقود المرأه سيارتها الخاصه هى فى امان ولكن عندما تركب المواصلات العامه هى فى غير ذلك لو كانوا يعلمون ......ولنتأمل أيضا الاستنكار الشديد الذى طرحته الاجابه السؤال و كيف تكون المرأه قائدا للرجل.... المفارقة هنا أن المرأه لا تقود الرجل ولكنها تقود السيارة صحيح انه من الممكن ان يكون بجانبها رجل ولكن ليس هذا معناه انها هى لا تقود بل قد يقودها هو الى حيث يريد حتى وان تولت هى قياده هذه المركبه المعدنيه التى ترجمت الاسئله الخاصه بقيادتها الحاله الذهنيه المتردية التى وصلنا اليها هذا غير اننا لو ظننا ولو لبرهه ان القضيه هى فعلا قضيه توفير الامن والامان للمرأه وحمايتها من الاخطار ما كان هذا الحديث محل ولكننا نوقن ان القضيه الاساسيه هى ىقضيه (النظر للمرأه نظره دونية ......ولا يمكن ان نبرح هذه النقطه إلا بعد ان نقول أنه لا مانع من ان تقود المرأه الرجل فى بعض المجالات فالطبيبة تقود الممرض او حتى الطبيب الاقل علما والمهندسه تقود العمال بل ان هناك فى بعض الدول المتحضره والمتقدمه علميا هناك نساء يقيدن الرجال فى الجيوش ويصدرن لهم الاوامر والنواهى لان الموضوع كله عندهم ليس مرتبطا بنوع من يصدر الامر ولا من يتولى القياده (الجندر) ولكن الموضوع بالكامل ماله الى الكفاءه والمقدره مدى علم القائد (ذكرا كان ام انثى )بطبيعه الموضوع محل القياده و فى هذا المقام الحديث يطول ........
وفى سؤال اخر كان نصه ونص اجابته ما يلى :
يسأل ع س ع منية السباع قليوبية، يقول أنا شاب متخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وجاء تعييني في مدرسة بنات إعدادي، ثم بعد فترة انتقلت إلى المدرسة الثانوية بنات أيضًا، وأنا أجتهد في غض بصري، بل وأعمل على إصلاح هؤلاء الفتيات بعمل مسابقات دينية لهن، وغير ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهل في عملي في ذلك إثم؟
الجواب ماذا تقول أخي المدرس في حديث رسول الله الذي رواه عنه أسامة بن زيد «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» السلسلة الصحيحة
ففتنة النساء عظيمة، وكيدهن عظيم، وخطرهن على الرجال عظيم، وعاقبة الاختلاط بهن وخيمة ومهلكة، والله تعالى يقول َلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة البقرة ، وقد يقول قائل أنا لا أتأثر بهن، والجواب أن هذا الكلام لا يليق، وقد قال النبي «إياكم والدخول على النساء» متفق عليه من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، وقال «لا ضرر ولا ضرار» فلا يضر المسلم نفسه ولا غيره، فالفتنة بالنساء تفسد القلب، وتمرضه، فلتتق الله أخي السائل، وعليك بترك التدريس، ولا تعرض نفسك للفتن؛ لأن النبي قال «من تشرَّف لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأً أو معاذًا فليعذ به» رواه البخاري ومسلم
وعلى القائمين على التعليم في بلاد المسلمين أن يفصلوا بين الذكور والإناث في أثناء الدراسة، ولتقم النساء بالتدريس للنبات، ويتولى الرجال التدريس للبنين، وذلك استجابة لله ورسوله، وحفاظًا على عفة المجتمع وطهارته والله الموفق
مجلة التوحيد—15/12/2008
وعندما قرأت هذا السؤال اخذتنى الدهشه كل مأخذ ....ما هذا.......ومن هؤلاء الناس الذين يصبون فى العقول العوام والدهماء هذا المصب من الفكر والفقه من هؤلاء الناس و بأى عقل يفكرون وفى اى دنيا يعيشون.... ينصحونه بترك التدريس .....ينصحون معلما كان له فى عهد مضى أشعارا توفه التبجيلا والان هو محل شبه وريب وليست القضيه فقط فيمن اجاب ولكن الكارثه الاكبر فيمن سأل فالسائل هنا هو المعلم اى ان هذا المعلم بكل ما يحمله من علم ومعرفه لم تمنعه من ان تكون لهذه القضيه محل داخله .....ولا ادرى لماذا يجير نفسه .....فمهمته واضحه ومكان عمله جماعى والمنهج مقرر ولا مجال للاختيار او الاخلاق الشخصيه فى المهمه كلها اللهم إلا الاخلاق المتصله بسلوكه داخل الفصل محل التدريس اى ان الامر متوقف عليه هو وليس عليهن وحل الاشكاليه عنده......
سؤال متخلف واجابه اكثر تخلفا
سؤالان ان دل على شىء انما يدلان على مدى ما وصلنا اليه من انحدار فى كل المجالات بما فيها مجال التعليم وان العلاقات فى هذاالجتمع اصبحت علاقات متفسخه يشوبها سوء الظن والتوجس......ترى ماهى الاسباب التى اودت بنا الى هذا المؤدى وما هى العوامل الى اوردتنا الى هذا المورد من الهلاك الانسانى والتى جعلت من وجود المعلم داخل فصله الدراسى محل شبه ؟رواسب سنين ونواتج مركبه لتاريخ طويل من قبر المشاكل واستسهال الحلول ......حلول الوقايه لا حلول المواجهه .
المرأه ليست محل تكريم فى فقه وفكر هؤلاء الناس ......فهذه النوعيه من الاجابات تؤكد أن جماعه انصار السنه المحمديه وغيرها ممن ينحون نحوها لا يحترمون المرأه وإن تقولوا بعكس ذلك
بهذه نوعيه من الاجابات ينحدر حال المرأه ولا يسمو أبدا ......فالنظره لها نظره دونيه فهى محل شبه و موضوع فتنه لكن (هو) ليس محل استنكار اذا جال بخاطره خاطر يسوء.
ومن السؤال والاجابه نترجم الحال ونرصد الاحوال والحال ليس على ما يرام بل على ما يسوء
ذكر احد الملوك ذات مره عندما سأل عن إمتناع بلاده فى إن تتولى المرأه قيادة السيارة بأنه قرار اجتماعى ....وانا لا اصدقه .....لان لو كان الامر كذلك لأصدر هوقرارا بقانونيه قياده المرأه للسياره على ان يتولى المجتمع قراره بعدذلك فى ان تقود او لا تقود وجلالته لم ولن يفعل ذلك لأن إصدار مثل هذا القرار معناه ان ينحاز للجانب الاضعف ومعناه ايضا خسران المجتمع الذكورى الاكبر وهذه النوعيه من الملوك لاتعبأ كثيرا بقضيه المرأه ولا تحسب لخسران العوام حسابا وهم الذين لولا وجودهم ماصروا هم ملوكا ......
طرح مثل هذه القضايا إن دل على شىء انما يدل على مدى تغلغل التيار السلفى الوهابى ومدى حضروه فى هذا المجتمع المأزوم ......فاذا كان من حق اى مجتمع وحق ملوكه ان يمنعوا النساء من قياده السيارات فهم احرار فى ملكهم وفى مجتمعاتهم ونحن ايضا احرار فى ان نرفض تصدير هذه الافكار الينا وها نحن فى هذا المقام نرفض ونقاوم ونأبى......نأبى للمرأه الا ان تكون كائنا حقا وصدقا لا مخلوقا مبتسر الإراده ناقص الاهليه ....ونحن على ذلك من الصامدين