مقالة من ناشطة اصلاحية وكاتبة سعودية



احمد محمود القاسم
2009 / 10 / 1


المقالة التالية مرسلة لي من المناضلة السعودية الرائعة والعظيمة والشجاعة صباح الشهري، والمعروفة على الشبكة العنكبوتية بلقب حفيدة بلقيس، من داخل المملكة العربية السعودية، واسمها الحقيقي هو صباح الشهري، وقد لاقت الأمرين، والعذاب والقهر، على ايدي الأجرام والقهر، من النظام السعودي، نتيجة لجراتها وصراحتها في توجيه الأنتقادات اللاذعة والحقيقية، لما يجري للمراة السعودية في داخل المجتمع السعودي، من قمع ومنع وحرمان وتعذيب وتحطيم لشخصيتها كأنسانة جريئة وصريحة وشجاعة، وقد تعرضت هذه الناشطة الإصلاحية صباح الشهري للأعتقال والحبس، ولشتى انواع التعذيب لمواقفها الرائعة، دفاعا عن حقوق بنات شعبها بالحرية والكرامة، كانسانة ومخلوقة بشرية كباقي النساء العربيات، ولم تعد تهتم او تسال لعواقب ما سيحدث لها، وطلبت مني نشر مقالتها هذه، بكل المواقع على الشبكة العنكبوتية ليعلم العالم ما يجري للمرأة السعودية من عذابات، وبناء على طلبها، اقوم بنشرها على الشبكة العنكبوتية في عدة مواقع.
تقول الرائدة والعظيمة صباح الشهري في موضوعها ما يلي:
((اصبحت مقتنعة أن هداا البلد لا يستوعب الا أولائك الذين لا يرسمون قيمة ومنزلة لأنفسهم خارج حدود الخدمة المحددة لهم من أربابهم .مقتنعة أن هدا البلد لا يعيش فيه راضيا بواقعه الا من يحمل في جيناته سلالات العبودية للأقوياء أو السادة .
اصبحت مقتنعة أن هدا البلد لا يمكنني فيه ان احقق وجودي بما يتفق مع طموحاتي وقدراتي ومواهبي بشكل مستقل يعطيني الأحساس بالقيمة والوجود الأنساني المنتج بكفاءة ترضي تطلعاتي وكبريائي وطموحي،فهم يختارون لك كل فعل وقول يصدر منك لا يتيحون لك التعبير عن قدراتك ومواهبك وملكاتك التي ميزك الله بها عنهم فهم لا يريدون لك أن تكون افضل وجودا وانتاجا من ابعاد خططهم ورؤاهم واهدافهم التي رسموها لنفوذ ووجود وقيمة المواطن السعودي...
يظنون أن الذي اريده منهم أن يضعوا لي مكتبا انيقا وجهاز حاسوب لأشترك أنا وحاملة الشهادة الثانوية في ترتيب الأوراق الصادرة والواردة وتخزينها على الأرفف،يظنون أنني حصلت على شهادتي الجامعية بعد سبعة عشر عاما من الدراسة والتعب والسهر لكي يكللون هده الشهادة بتوظيفي على درجة البكالريوس لأدرس الحاسب الألي بشهادة دبلوم ستة شهور في غير تخصصي الذي اخترته و أفنيت فيه سبعة عشر عاما ولأمارس مهام المعلمة للحاسب والفنية لصيانة اعطال الحاسب فوق ذلك .
يظنون انهم حققوا لي ذاتي ووجودي الذي يرضي كبريائي وطموحي وتطلعاتي حين وظفوني مدرسة تشرف علي وتدير تصرفاتي نساء يعطلون العقول على ما هو مدون في سجلاتهن الورقية الغبية يتقبلون الأجتهاد في دين الله واحكامه ولا يتقبلونها في عملية التربية والتعليم الديناميكية فمطلوب مني أن أكون مجرد آلة يبرمجونها كيف يريدون ويشاؤون يديرونها بالريموت كنترول في نشاطي وتفاعلي في عملي... فلكي اتبنى استراتيجية سلوكية تربوية معينة في مجال تربيتي وتعليمي لطالباتي لا بد أن تكون مجازة بتعميم من وزارة التربية والتعليم الغبية المتخلفة،ومطلوب مني أن اقف بأجلال عند كل رأي يصدر من سجلات المرشدة الطلابية بتخصصها في علم الأحياء العام أو الكيمياء وهي تتقمص دور المتخصصات في علم النفس والأجتماع بغباء وجهل مطبق
مطلوب مني أن أصفق واهلل حين تقام المحاضرات والأنشطة اللا منهجية للطالبات بشكل أسبوعي حول الترهيب من سماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات ولبس النقاب واستعداء المجتمعات الأخرى والتعنصر ضدهم وضد شرائح المجتمع من ابناء الوطن الذين لا يتفقون مع اتجاهات المعمرين من كهول القرون الماضية القابعين في وزارة التربية والتعليم يقصون ويلصقون سجلاتهم في الزمن الغابر على واقعنا الحالي.
اصبحت مقتنعة أننه لا مجال للإصلاح والتغيير لصناعة واقع يشعرنا بقيمة انفسنا واحترام انسانيتنا إلا بإقتلاع جذور هذا النظام الجائر الذي لا يريد أن يشعر بقيمة الذات واحترامها سواه على هذه الأرض، ايها الملأ لا استطيع أن اعيش راضية متوافقة في وسط يريدني أن أكون مجرد آلة مبرمجة على فعل ما يختاره لي غيري من اسلوب الحياة المهنية والأسرية والإجتماعية نعيش لنأكل وننفذ اسلوب حياتنا الذي اختاروه لنا بمقاسات وابعاد ضيقة وقاصرة تنسف شعورنا بالقيمة والتقدير الذاتي لأنفسنا كالألات التي يزودونها بالوقود او الطاقة لكي تنتج لهم ما يبرمجونها على انتاجه دون حول ولا قوة لها في ذلك،انني مؤمنة أنه لا يرضى بهذا الواقع الا الذي يعيش وجوده على الطريقة الحيوانية، يأكل ويشرب وينتج ما يتغذى عليه، هذا النظام الفاسد لينعم بالإستمرارية والبقاء.))