صرخة ألم في فضاء عذابات المرأة العراقية .. بائعات الملح يبصقن في وجوهكم من أعماق الهور !



حامد حمودي عباس
2009 / 10 / 11

مهلا يانساء بلادي .. ما يسمونه ظروفا موضوعية في علم السياسة يحتم عليكن الصبر، وتقتضي المصلحة العامة ، كما يقولون ، أن تنتظرن إلى حين يعلن السفلة إحساسهم بشبع البطون ، وتنسحب أعضاؤهم الذكرية من الميدان بعد أن تكون قد أعيتها لذة المجون والفسق بأرواحكن الطاهره ..
مهلا .. يامن تجمعن الملح من برك الاهوار ، وتلتهم معامل الطابوق أجسادكن تحت سياط لا ترحم يسلطها عليكن وحوش البشر ، ويامن تسعين على أرصفة الشوارع طلبا للرزق الشريف .. يامن تكد أيديكن لصنع الخبز لمن يطلب ألخبز ، أيتها العفيفات المناضلات من أجل إكتساب صفة الشرف الرفيع ..
مهلا .. أيتها المكافحات في ساحات العمل بالقطعه ، والجالسات في مساطر العمل بالاجرة اليوميه .. مهلا أيتها الدارجات بقوة الكون كله ، وأنتن تجبن الفيافي لجمع الخردة وبيعها بثمن بخس من أجل إطعام أطفالكن .
مهلا .. يامن تتعرضن لهوس الفعل الجبان ، من قبل أشباه رجال يسعون لإطفاء جذوة الحب الانساني في دواخلكن وكيانكن النبيل ، فيسعون لتلويث ذلك الكيان وبشتى سبلهم الشيطانية المجرمه .
مهلا .. أيتها المشردات على طول الارض وعرضها في بلادي المستباحة .. ويامن أصبحتن تجارة رخيصة لهواة اللعب بقمار السياسة ..
مهلا أيتها المرأة في بلادي .. فقد يحل ألفرج في يوم غير بعيد ، يوم مشهود تسقط فيه أقنعة ألمنافقين ممن يساهمون في إحداث عوق مزمن في جسدك ، ليستطيعوا بجبن ظاهر النيل منك بمخالبهم وأنيابهم الصفراء .
حينها سيكون بمقدورك أن تبصقي على عمائمهم وعقالهم الخالي من إبائه المعهود ، وتصفعي بنعالك وجوههم الكالحة والعامرة بكل عهر العالم .. سيكون بإمكانك حينذاك أن تمزقي غطاء المكر والجهل عن كيانات تدعي بأنها تنتمي لمعشر النساء ، ممن رضين أن يكن إمعات رخيصة بأيديهم تمعن في الخراب وتدهور ألحال .
يومها .. عند سقوط الأقنعة عن وجوههم ألكالحة ، جميعهم دون إستثناء ، سيقفون صغارا أمام محكمة التاريخ ليقول فيهم ما يقول .. إنهم مهما سخروا من قدرك البائس اليوم ، سوف تمرغ جباههم في خزي أعمالهم وشنيع أفعالهم .
سوف تبصقين على منابرهم ومقراتهم ألحزبية وصحفهم وساحات إحتفالاتهم السخيفة ، تلك المنابر والمقرات والساحات التي تنشر قمامة وسخة تزكم لرائحتها الأنوف الأبية .
لقد أبكتني وبحرارة ، مناظر اللواتي يجمعن الملح من برك الهور المنتشرة في أقاصي الجنوب ووسطه ، نساء في عمر ألشباب ، وهن يكدحن وسط ظروف لا إنسانية من أجل أن تكسب الواحدة منهن عشرة آلاف دينار بالكاد جراء ذلك العمل الشاق والمذل ..وحين توجه أحد الاعلاميين لواحدة منهن أثناء ترصده لعملهن بسؤال مباغت ( ماذا تقولين عن ممثلاتك من النساء في البرلمان .. أنهن يتحدثن دائما عن النساء ) .. ردت المسكينة ببلادة خلقها الفقر اللعين ( الله يطول عمرهن .. شعدنه غيرهن ) .. وعادت تنحني لتغرف الملح من قاع البركه .
متى يمكن للزمن أن يتوقف ليسجل لمحة تحمل إمتيازا في المعنى ، إن لم يتوقف عند صورة تلك المرأه بهيكلها الذي ينطق أسى وعذاب ، وقبالته صورة دعي موغل في الجرم ، وهو يرتدي بدلته الرسمية ومسبحته تتدلى من يده ويلقي بمحاضرة ثقيلة من تحاليله ( السياسية ) للواقع العراقي .. جميعهم ملتزمون بهز المسابح حين حضور الاجتماعات العامة حتى مع الوفود الاوربية ، وجميعهم تظهر على محياهم المكروه إبتسامة تتشفى بالشعب المغدور .
من يدري ؟؟ .. فلربما كان لجامعات الملح من النساء في العراق أصوات إنتخابية تم حسم أمر حيازتها منذ الآن ، ولربما تلكم النساء ممن يبعن أكياس النايلون في الاسواق الشعبية وممن يشحذن قوتهن على أبواب الله ، لهن ما لهن من نصيب في منح الأصوات يوم الأختيار الأعظم .. ومن يعلم علم اليقين ، كيف هو السبيل لكسب أصوات تلكم النساء .
على كل حال .. ما باليد حيلة سوى الصبر ، ولا يمكن المراهنة على عقد العزم في حرب مع رجال الله ونواب الشعب ، لكونهم يملكون اليوم كل شيء .. السلاح والمال ودين الله ومنابر الوعظ ، في حين لا تملك جبهة الضعفاء إلا فتات القوت ، وبقايا من وصايا حملة الحق بالفتوى .