الحجاب يغطي كل شئ



رشيد كرمه
2009 / 11 / 10

الحجاب يغطي أشياء كثيرة ،فهو يُغطي (المُلكَ) والعدلْ معاً بَلْ بإمكانه أن يُسَوِقَّ معادلة ان (الُمُلْكَ أساس العدل) وليس كما شاع أن (العدل هو أساس المُلكْ) وما يجري في عراقنا اليوم هو محض إختبار لفلسفة رأسمالية أمريكية قذرة إختارت الحلقات الضعيفة في المجتمع العراقي من حيث إلتزاماتها الوطنية لتطبيق (عولمتها الظالمة )وما كان إلا أن تختار كما إختارت من قبل في الستينات من القرن المنصرم حزب البعث العربي الإشتراكي والجلاد صدام حسين المقبور،إختارت ومنذ 2003 ( الطائفية المذهبية والقومية المصلحية الضيقة وتفضلها على الوطنية والليبرالية والراديكالية والعلمانية بأشكالها وبمفاهيمها الحضارية الحداثية، تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي ينكرها رجل الدين المعمم وغيره وإمرأة المذهب والتي تتحذلق بزيها المُعيب والمتخندقة وراء أهلها ومعارفها الأقربون الثلاثون الذين يشكلون حمايتها برواتب مجزية رغم أنها في مدينة محمية من جانب الكلاب البوليسية الأمريكية التي تشم عورات الجميع دون إستثناء، محمية خضراء تحرسها مجنزرات من بلاد الكفر وهي منطقة يتخيلها العراقييون اينما كانوا على انها مغلقة براً وجوأ وبحراً ومع هذا تخاف (النائبة )من مقال وتحقيق ونتاج ثقافي فكري محض تنظمه حرية الرأي وتضمنه وترعاه قوانين وأعراف السلطة الرابعة التي لاتحتمي بالمنطقة الخضراء أو الصفراء ويُغطي الحجاب "النقاب،الخمار،العباءة والجلباب والبوشي الإيراني,والعقال واليشماغ أوالكوفية والعمامة بألوانها والكشيدةُ بأشكالها والأسماء المزورة،كأن يُكنى عمرٌ سابقاً وعليٌ حالياً ,وابوعروبة سابقاً وصولاغ حالياً. ويدخل ضمن الحجاب الصفة والكنية المزورة كأن يستبدل الرفيق بالشيخ والسيد والحاج،والرفيقة الماجدة بالفاضلة والحاجة والمؤمنة "،وما شابه ذلك من مُسميات دينية الطابع يغلب عليها صفة الإسلام المُحمَدي على الكثير من الحقائق،وليس جنس الجسد وتفاصيله هو المقصود. وقد يمس الحجاب جوهر مشكلتنا الحالية فيما نعانيه من إرهاب وعنف لدرجة تطوع (المحجبين) و(المحجبات) بحجابهم وبحجابهنَ الرباني المقدس إلى قتل أطفال ونسوة وشيوخ وناس أبرياءوثكالى وأرامل بغية العشاء مع الولدان المخلدون وحور العين و بحضور الرسول محمد على مائدةعشاء!! أوالتستر بالحجاب لعمل دنئ ما يضر أولاً وآخراً بسمعة شعب العراق ونسائه على وجه التحديد. وإذا أردنا حقاً ان نوفر الأمن للعراقيات والعراقيين علينا أولاً نبذ الحجاب، وتشريع قانون بتحريم الحجاب في مركز تشريع القوانين " البرلمان" لأنه يوفر للمرأة العراقية وللعراق السلام والأمان والكرامة فالحجاب قيد،والقيد ُمكبلٌ بأية حال من الأحوال.والمُشرِعُ أو المشرعةُ لابد أن يكون حراً من أي قيد , والحجاب المفروض حاليا ومنذ الحملة الإيمانية التي فرضها الدكتاتور( المُحجب) المقبور.والتعكزعلى أنه حق وحرية شخصية من صميم حقوق الأنسان ماهو إلا هراء، فالحرية مقرونة بالتحضر،والتحضر مقرون بالنظرة التقدمية إلى المستقبل،ومشاركة المرأة الرجل في صنع المستقبل دون قيد ماهو إلا مواكبة للتحضرودفعاً للتهمة الموجهة للمرأة على أنها(مجرد عورة إجتماعية)و(كائن ناقص)هي مجرد محض إتهام وكذب وتزوير وقلب للحقائق و"النائبة المحجبة"العار من أخمص القدمين حتى قحف الدماغ (الكَوكَة*)تريد ان تدخلنا السجن وتلبسنا القيد بعد أن(كوشت**) على أصوات(المكَرودات*** الخائبات) لتحصل على كرسي البرلمان, والتي تتنطع من خلال الكرسي وهي تعرف تماماً أن الكاميرة ستبرز وجهها النوراني بقسماته وإن كان وراء حجاب للأجنبي والغريب , وبئس زمن تتقافز فيه قردة بحجاب يمثلن زوراً وبهتاناً المرأة العراقية بأنها تدافع عن حقوق الشعب الذي عد الحجاب عار منذ عقود!لأنه يغطي (المُلكْ) و(العدلْ) بل أنه يغطي كل شئ، كل شئ تقريباً.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :(*الكَوكَة ) : باللهجة العراقية قمة الرأس أي منبت فروة الرأس.
(**كوشت) سيطرت وتسلطت وأخذت دون وجه حق , وهذا هو حال النائبة حالياً والرفيقة سابقاً.
(***المكَرودات) : المسكيناتْ من النساء اللآئي صدقن ان النائبة المحجبة عليها السلام والتي تتخندق وراء المذهب وحزبها وكلماتها الفضفاضة إنما تعمل لوجه الله.
رشيد كَرمة السويد 9 شرين الثاني 2009