من يحمي النساء المتزوجات من ( عرب ) في البلدان الاوروبيه ؟؟ .



حامد حمودي عباس
2009 / 11 / 18

كم يطيب لي في كثير من الاحيان ، أن أطبق على رقبة مدعي بالانتماء الى فصيلة البشر ، ممن يبرعون باستخدام رجولتهم المتدنيه ، ليحاصروا إمرأة هي ليست بالضعيفه ، ولكن رهط المجرمين من ( رجال الفضيلة ) والذين أسهموا مع سبق الاصرار في توجيه حركة المجتمع ضد النساء ، هم السبب الاول والاخير فيما حدث ويحدث من فضائع انسانية لا تغتفر.. ولا أعرف كيف يمكن لرجولة حقه ، أن تمضغ رحيق الحياة من إمرأة تدور بها دوائر القدر لتبدو مكسورة الجناح ، لا قانون يحميها ولا عرف ولا مجير .. والأنكى من ذلك كله ، هو أن تلك الجرائم الهادفة لايقاع الظلم على المرأه ، تأتي من نكرات بشريه قدر لها أن تتمتع بالعيش وسط حضارة مدنية متطوره في البلدان الاوروبيه .. فراحت تلك النكرات تتفرد بالنساء الزوجات على وجه الخصوص ، لتذيقهن سوء العذاب وتسلط عليهن شتى أنواع العسف الذكوري البغيض .

المقصودون فيما أقول هم عرب أقحاح ، من نسل عدنان وقحطان رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته ، ومن أمة هي خير الأمم قاطبة ، وممن سيقفون في يوم الحشر الاعظم متباهين بشرف أصولهم الرفيعة من بين بقية خلق الله على الارض . . إنهم يحملون الدماء الطاهرة وأغلبهم ممن يفيض ورعا مذهبيا لا يطاله ورع .. وهم جميعا لو أقترفت امامهم كبيرة ان تتعرض لسمعة أحد من ( رجال الله ) ، فلسوف تلقى منهم ما لا يحمد عقباه تشهيرا وتنكيلا ورميا بالزندقه ..

كم أتمنى أن أحصل على موافقة العشرات ممن أعرفهم لكي أسرد قصصا حدثت لبناتهم من قبل تلكم الذئاب البشرية المتوحشه .. وكم يحز في نفسي أنني أجد حرجا في رواية أخس المواقف من قبل أزواج رموا بزوجاتهم واطفالهم في قارعة الطرقات وفي بلدان اللجوء الاوروبيه ، ليبقين أسيرات لاوضاع استثنائية لا يطقن التعامل معها لوحدهن .. وما يفترسني ويذبح روحي البشرية ، هو أن هؤلاء الوضيعين في الغالب ، هم من المستميتين بالدفاع عن الدين ، والمبشرين بمذاهبه والداعين لاتباع سنن نبيه ..

عشرات الفتيات البريئات من تلكم اللواتي غرر بهن شباب من ابناء جلدتهن ليعقدوا عليهن زواجا شرعيا ، وينجبوا منهن اطفالا شرعيين ، سرحهون بلا معروف ، مستغلين بعدهن عن ذويهن ، وضعف قدرتهن على تحمل المسؤولية في بلدان غريبه ، بل إن بعض الحالات من هذه ركن الزوج فيها الى نكران انتساب الاطفال اليه حتى يتخلص من تبعاتهم نهائيا ، في حين لم يردعه تصرفه هذا عن أداء صلواته الخمس والاستكلاب بالدفاع عن الشريعة وسنن الاقدمين .

واحدة من تلك الحالات المؤسفه ، يتربع فيها أحدهم في كنف زوجة المانية صادقة المشاعر ، تصرف عليه من كدها ، ومنحته دولتها جنسيتها إمتثالا لرعايتها اللامحدوده لمواطنتها المتزوجه من (عربي) وياليتها لم تفعل ، في حين يتفكه المتخلف هذا بالبحث عن زوجة اخرى خلافا للقانون ، شرط ان تكون عربية كفصيلته ، وان يكون زواجه منها بموجب عرف زواج المتعه ، ويتبجح في إعلان كون ان زوجته الالمانيه قد وافقت على نيته البذيئة تلك .. وآخر يشتهي الزواج من ثانيه وثالثه وحتى الرابعه من مواطناته ( الحلوات ) كما يقول ، ويصرح أمام القاصي والداني بأن واحدة من شروطه على من تقبله زوجا ، هو أن تطيعه إطاعة تتيح له مسكها من شعرها وجرها الى المطبخ ، لتصنع له شايا حينما يشتهي حتى وان كان ذلك في منتصف الليل .. لم لا وهو رجل .. والرجال قوامون على النساء ، وشاربه يصلح لان يكون مكنسة سهلة لتنظيف مراحيض الدنيا ، كونها نبتت على وجه بذيء لا يحسن إلا فعل الرذيله .

إنني أكتب كلماتي هذه في الوقت الذي أحس فيه بغضب العالم كله .. وترتجف اوصالي جميعها لعظم ما سمعت وتحققت في مجموعة من الوقائع ، والتي ضاعت من خلالها شابات يافعات لا ذنب لهن سوى انهن اغرتهن الحياة في بلاد الحضارة ، فتزوجن وهن عفيفات كريمات النفس ، لتظهر لهن إمعات بشرية تنتظرهن هناك ، وكان مصيرهن الى أسوء حالات التنكر للجميل والابوة وانعدام الاخلاق .. والمصيبة الكبرى هي أن القوانين المرعية في تلك البلدان ، مع تطورها ، لا تنصف المرأة اللاجئه باسم زوجها المتجنس إن أراد استغلال عدم حصولها على الجنسية ، ومن السهل عليه ، إن أراد أيضا ، رميها هي وأطفالها في الشارع ، كي تكون مضطرة في النتيجه على العودة الى بلادها لتواجهها هناك ظروف جديدة من تعسف المجتمع حينما ينظر لها بكونها مطلقه .

ليس لدي شك في أن هناك من ستدفعه ( الحمية ) القومية والدينية لاستنكار ما أدعيه في هذا المضمار ، وبأن إنعكاسات سلبية سترد بدافع الحرص على صفاء العرق العربي المنتقى بعناية فائقه من بين الاعراق ، وأن هناك الكثير ممن سيتصدون لذكر هذه الحقائق المره بدعوى وجودها بين أفراد ينتمون لأمم اخرى على الارض .. ولكي أعفي هؤلاء من مشقة هذا السفر المضني ، أقول لهم .. نعم .. ولكننا نسعى لأن نثرد في إنائنا أولا ، قبل الشروع بالثرد في أواني الغير .

يقينا بأن الامر لا يشمل النماذج السوية ومستقيمة السلوك من الآباء ، والذين أينما حلوا فهم أرباب أسر كريمة يعمها التواصل الحميم وتسودها أصول التربية السليمه .. غير أن ما يحمله البعض ، وللاسف هم كثر ، من اولئك الهاربين من طقس واضطهاد بلدانهم ، من تداعيات غير سوية في السلوك الاجتماعي ، يجعل المطالبة بالالتفات الى هذه السلوكيات من قبل حكومات بلدان الاتحاد الاوروبي هي بمثابة وقفة جادة الى جانب المرأة العربية والنساء عموما .. إذ أن قضية قبول استضافة لاجيء من بلد ما ، بحجة تعرضه للظلم والاضطهاد في بلاده ، لا تتيح له أبدا تسليط ذات الظلم ونفس صور الاضطهاد على زوجته وابنائه مهما كانت الحجج والذرائع ، وعلى السلطات المعنية هناك أن تردع وبقوه أولئك المنحرفين إجتماعيا ، وتقديم شتى المعونات الضرورية للنساء المتضررات جراء سلوك ازواجهن غير القانوني بحقهن .

وعلى منظمات المجتمع المدني العربية في تلك البلدان ، أن تقتحم حياة العشرات من النساء المضطهدات من قبل ازواجهن والخاضعات للامر الواقع بحكم الظروف المحيطة ، من أجل الدفاع عنهن وحمايتهن من عبث الرجال المهووسين ومرضى النفوس .

وتتملكني العزة بالنفس ، أنني سوف لن أتردد عن مخاطبة كافة المنظمات النسوية التقدمية ، لإطلاعها على ما لدي من حقائق يندى لها الجبين ، من عمليات النصب المشينه ، والمنطلقة من شذوذ في السلوك لغير الاسوياء من هؤلاء في بلدان اللجوء ، مستعينا بالاقلام الشريفة من العرب الوطنيين والتقدميين ، نساء ورجال ، في تلك البلدان ، وعهدي بهم بانهم سوف لن يتهاونوا بعملية التداعي وإستنفار الهمم ، للتصدي لما تعانيه النساء المستضعفات من ازواجهن العرب في دول الاتحاد الاوروبي .