العنف ضد المرأة امتهان لكرامة الإنسان



بتول فاروق
2009 / 11 / 26

بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وبالتعاون مع معهد المرأة القيادية تقيم جمعية المرأة في النجف برنامجا حافلا باليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء ويتضمن المنهاج فعاليات مختلفة منها :
1- برنامج تلفزيوني في قناة الغدير يبث يوم 25/11/2009 وقد شارك في البرنامج الدكتور صاحب الحكيم المقيم في لندن حاليا والسيدة بتول فاروق مديرة جمعية تنمية المرأة والسيدة سوسن البغدادي مديرة مؤسسة المرأة العراقية وشارك كضيوف السادة عبد الله الجنابي رئيس فضاء الثقافة النجفي والست حوراء كاظم عضو جمعية تنمية المرأة والآنسة القاصة رؤى زهير شكر عضو اتحاد الأدباء في العراق . وقد تناول الحديث تعريفا للعنف وأشكاله وطرق معالجة التمييز القائم على النوع الاجتماعي والبيئات التي يتفاقم فيها ثم تطرق الحاضرون الى نظرة الإسلام للمرأة ودور المرأة نفسها في المساهمة في الحد من العنف وتطرق المشاركون الى عدم وجود أي إحصائيات أو بيانات تكشف لنا عن حجم العنف ونوعه وهذا ما يجعل من طرق المعالجة أكثر تعقيدا .
2- ندوة في مقر الجمعية عن ( العنف ضد المرأة ) يوم الأربعاء 25/11/200 يحاضر فيها الدكتور صاحب الحكيم والدكتورة إيمان السلطاني التدريسية في كلية التربية للبنات والدكتورة هناء العكيلي رئيس قسم المجتمع المدني في كلية الآداب وجمع من السيدات و المثقفين والمهتمين في هذا الشأن فضلا عن ممثلي وسائل الإعلام .
3- ورشة عمل عن مكافحة العنف ضد النساء في قضاء الكوفة يوم الخميس 26/11 / 2009 تشرف عليها السيدة بتول فاروق .
4- ورشة عمل حول مكافحة العنف في قضاء العباسية يوم 1/2/2009 تشرف عليها الناشطة حوراء كاظم.
5- طبع 1000 نسخة من بوسترات بحجم كبير يوزع في مناطق مختلة من النجف على جدران الدوائر ومنظمات المجتمع المدني .
6- خط 20 لافتة توضع أمام الجمعيات النسوية للفت الأنظار الى هذه الظاهرة .
7- برنامج تلفزيوني مع إحدى القنوات الفضائية عن مراكز الاستماع وأهميتها في النجف يعرض يوم 8/12/2009 لشرح عمل هذا المركز وأهميته ودعوة النساء المعنفات الى زيارته والاستماع الى إرشادات الباحثة الاجتماعية والمحامية التي يمكن أن تتولى الدفاع عن المعنفة وتقديم المساعدة والدعم الاجتماعي والنفسي والمادي أن تطلب الأمر ذلك .
8- حملة نشر الموضوع في الصحف .
9- إرسال رسائل بالموبايل الى عينات عشوائية والى المعنيين بالأمر والداعمين لحقوق المرأة وكتابة الشعارات الداعية الى إنصاف المرأة والقضاء على التمييز القائم على النوع الاجتماعي...
(العنف ضد المرأة والأسباب الجذرية)
يعد العنف ضد النساء ظاهرة عالمية لاتختص بمجتمع من المجتمعات ، ولا يقتصر على المجتمعات الفقيرة او الدول النامية ، ويمتد جذوره في عمق التأريخ ، وهو يشكل انتهاكا واضحا لحقوق النساء الإنسانية. ومنذ القدم كان هناك رفض لهذه الممارسات اللااخلاقية الموجهة ضد نصف البشرية إلا إن الجهود لم تكلل على شكل قرارات صادرة من الأشرعة الدولية إلا في السنوات العشرة والعشرون سنة الأخيرة فالحركات النسوية في العالم قد قامت ببذل الجهود والمساعي الكبيرة للتنبيه لما يحصل للمرأة من معاناة يقع عليها نتيجة العنف الموجه ضدها وخاصة أثناء النزاعات والحروب فحاولت بجهودها المستمرة من صناع القرار من اجل ااصدار قرارات تحاول منع العنف ضد النساء فقامت الحركات النسوية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي لإيضاح معنى العنف المبني على النوع الاجتماعي ومدى تأثيره الواسع على المجتمع والذي يمثل خرق لحقوق الإنسان الطبيعية وهو خرق يؤدي الى تدمير المجتمعات وإنهاكها من القرارات التي عرفت العنف ضد النساء وهو المادة الاولى من الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20/ كانون الأول/1993 ..
العنف بأنه ( أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أذى أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة بدينيين أو جنسيين أو نفسيين للمرأة بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل والإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء أوقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة).
وتكمن الأسباب الجذرية لأنواع وأشكال العنف ضد النساء الى موقف واتجاهات المجتمع من التمييز القائم على النوع الاجتماعي ، فأغلب المجتمعات المعاصرة لا تؤمن بان حقوق الإنسان هي متساوية للجميع كما إن اتجاهات ومواقف المجتمع ألذكوري تقلل من احترام المرأة وتحط من شأنها ، فالعادات والممارسات الاجتماعية غير متساوية للجنسين كما إن موازين القوى غير العادلة الموزعة في المجتمع تساهم في التقليل من شأن المرأة ولذلك يسهل ممارسة العنف ضدها ، كما إن غياب القوانين الرادعة التي تجرم وتعاقب مرتكبي العنف وغياب الحماية من قبل مؤسسات الدولة أو المجتمع المدني أيضا سهلا انحدار وضعية المرأة وعدم استطاعتها الخروج من دائرة العنف . لذا يجب أن يقف الجميع في أنحاء العالم كافة ضد العنف الموجه ضد النساء حفاظا على حقوق الإنسان وكرامته وحفاظا على امن المجتمعات وسلامتها.