بؤس المراة العراقية بالارقام



علي الشمري
2009 / 11 / 26

هل النساء وحدهن في العراق الجديد مضطهدات؟ هل لا توجد طفولة معذبة في العراق؟ماذا يجري في بلد تزخر أرضه بالخيرات وشعبه جائع ؟لماذا تصادر الحريات العامة والشخصية؟لماذا لم ينصف البرلمان العراقي شريحة النساء بقوانين تحد من معاناة المرأة ومساواتها مع الرجل في كافة نواحي الحياة؟هل يوجد قصور في تفكير المرأة أم قصور في تفكير المجتمع الذكوري السائد منذ القدم في مجتمعنا؟ وهل أن الرجل اكثر وطنية وجراة من المرأة ولهذا لا ينصفها باعطائها حقوقها كاملة؟من الذي يقيد المراة ويجعلها لا تستطيع مواجهة المجتمع الذكوري المتسلط عليها ؟؟هل هو العامل الاقتصادي أم الاجتماعي أم الديني أم القوانين الموروثة؟أو ربما كل هذه العوامل مجتمعة....
لماذا لا تفكر المرأة العراقية بتوحيد جهودها وتشكيل كتلة برلمانية على غرار الكتل السياسية لنيل حقوقها بجدارةوبعيدا عن الانتمائات الحزبية والفئوية الضيقة؟؟لماذا لا تفكر المرأة بالحصول على مناصب سيادية في العراق.,بدلا من الانتظار بان تعطى لها المناصب بمنة من الرجل؟؟ألم تشاهد رجال الساسة العراقيين يتصارعون من اجل الحصول على المناصب والنفوذ وعلى حساب ألالام الشعب وجروحه .فهل قتلت فيها روح الطموح؟
ألم تكتوي بعد بنار الاحزاب السلطوية الاسلامية جراء الضيم الذي وقع عليها بفقدانها أولادها واخوتها وازواجها جراءمعاركهم الطائفية ؟فهل يعقل ولحد هذا الوقت والمراة مصدقة بشعاراتهم الداعية الى تحرير المراة وأعطائها حقوقها ومساواتها مع الرجل؟الى متى تبقى المراة العراقية منقادة باوامر رجل الدين؟متى تنفض عن وجها غبار الماضي والحالي الاسود وتتجه نحو الاستقلالية في أتخاذ القرارات التي ترفع من مكانتها الاجتماعية؟؟متى تنسحب من الاحزاب والكيانات التي تحاول صهرها في بوتقتها الدينية المتخلفة وجعلها تابع ذليل للرجل ؟فخنوعها هذا أمتهان لانسانيتها وكرامتها...
كل هذه الاسئلة وغيرها كثيرا يجب الاجابة عليها من قبل المرأة نفسها وقبل التفكير بانها سوف تنال حقوقها بمكرمة من الرجل ..وأن اخر الاحصائيات بخصوص مظلومية المرأة تشير الى ما يلي؛
فهناك نسبة 55/0 من النساء ضحايا العنف الاسري والعشوائي والعنف الطائفي في الشارع العراقي.
وان نسبة 32/0 منهن يعلن أسرهن نتيجة فقدان معيلهن.....
وهناك 76/0 من النساء الارامل لا يتسلمن أية مساعدات او تعويضات من الحكومة ويعشن ظروفا قاسية لعدم حصولهن على الدعم المالي الحكومي..
40/0 من النساء تجد اولادهن قد تركوا الدراسة لاسباب أمنية وأقتصادية....
25/0 من النساء قلن بان الماء الصالح للشرب لا يصلهن وأذا وجد فأنه غير صالح للشرب.
وهناك نسبة كبيرة من النساء يعشن في منازل تضم نحو 15 فردا في منزل واحد مساحته تصل الى 100 م.
أكثر من ثلاثة مليون أمرأة بين أرملة ومطلقة وعانس,جراء الحروب والنزاعات المسلحة التي مر بها العراق.
30/0 من النساء فوق سن الخامسة والثلاثين وهن بدون زواج....
وهناك ظواهر أجتماعية مهينة للمرأة مثل ظاهرة التحرش والاغتصاب تحت غطاء ديني او اجتماعي,.
هنالك اليوم أصوات تدعوا المرأة الى الحجاب والالتزام بتعاليم الدين الاسلامي التي تفرض عليها ملازمة بيتها والاطاعة لزوجها ,وان الداعين لهذه الامور هم الاكثر استغلالا للمراة ومحاولة أستعبادها والعودة بها الى زمن الرق ..
لذا يتوجب على المراة المتعلمة مسوؤلية تاريخية لقيادة المراة الى بر الامان ورفض منطق العبودية والمذلة والمهانة ,وعدم المساومة على حقوقها تحت اي مؤثر سواء كان ديني أو طائفي او سياسي.,من خلال المطالبة بزيادة أعداد منظمات المجتمع المدنيالخاصة بالمرأة بصفتها الجسور الرابطة بين السلطة ومشاكل المراة..,وكذلك يتوجب عليها المطالبة بالعودة الى قانون الاحوال الشخصية وتعديلاته المرقم 188 لسنة 1959م لانه الاكثر أنصافا لها في تاريخ العراق المعاصر ,وكذلك المطالبة بتعديل قانون العقوبات العراقية لسنة 1969م بخصوص الفقرات المتعلقة بجرائم الشرف وأجبار الشخص الذي يغتصب فتاة على الزواج منها ,وفقرة حق الزوج بتأديب زوجته بالوسائل التي يراها مناسبة له ...
أن قادة العراق الجديد وبعد السقوط مباشرة عمدوا الى ألغاء النصوص القانونية الخاصة بمساواة المراة المنصوص عليها في قانون الاحوال الشخصية لسنة 1959م للحد من نشاط المراة وعدم تطلعها الى المزيد من الحقوق,بحجة أن العراق بلد أسلامي ويجب تطبيق احكام الشريعة الاسلامي ,مثبتين فقرة في الدستور العراقي (الاسلام مصدر للتشريع ) ,.
واخذوا يتفنون في كيفيةالحجاب والنقاب لاشغال المرأة عن أساسيات حياتها وبقائها تدور في حلقة مفرغة لتبتدي مطاليبها من نقطة الصفر,.فكيف أذن سيعطونها حقوقها وهم مغتصبيها؟؟؟؟فاقد الشئ لا يعطيه....